رجاءاً ،،، لا تنصتوا لى ،،
فأنا لا أجمع الحروف من بساتين الشفاء التى تتوهموا أنتم أنها ما زالت بيننا ،
فكل ما تراه أعينكم من ثمار المعانى المعلقة ببابل أيامى
هى حصاد هذا العرض المسرحى المقدم منكم ،،
و أنا إن كنت مشاركاً معكم إلا أنى قد سقطت من هالة الجموع الغفيرة
التى أرتأت أنى لم أحفظ دورى جيداً فلم أقم بإضحاكهم ،
و الأدهى أنى قد عكست المراد من روايتكم الهزلية
و أبكيت العيون التى تبحث عن التسلية و الهزل بدين المستوى ،
صارم أنت يا من تعبىء الأخطاء فى الإلقاء ،
فهل أُزيد عليك شيئاً كما يشتهى الصواب لك ،
و أقدم لك سبايا على طبق الذهب ،
و بعض الحرية الطليقة و المطلقة فى العقول المغلقة ،
و المجون فى معاقرة الجنون ،،،
فيا أنصاف الأقلام و مخادع الأقوام ،،
واهم أنت أيها المختبىء خلف ستار الكواليس ،
وترنو إلى جمهور العرض تنتقى منهم ملامح الإعجاب بهزلية روايتك ،
و لا تجد إلا سراب من سكارى العيون الغير واعية لما يدور و لا يدور عليهم إلا الخداع ،،،
فهل أختلط عليك نبيذ ما قدمت لهم بحسرة الظامىء على الماء المنسكب على رمل الصحراء ،
واهماً أنت يا من تكتب الخدعة ، و تلون الحرف ،
و تتشبه بأسلافك القابعين خلف أمجاد الحروف ،
ألم ترى القمر و هو يحاول أن يتسكع فى الطرقات
قد نبذه الناس لمجرد رؤيته تحت أقدامهم يتسول الغزل ،
فلا تدور فى ركاب الذهول و أرنو إلى شموس المجرات كيف تراها ،
ألا تراها لا تحرق العصافير فى قفص التحلل من الأجنحة التى لا تطير إلا فى زنزانة المراودة للنفس ،،،
ألا تتعقل و ترى الحكمة الدارجة فى أن أطهر النفوس هى التى ذاقت مرارة الخداع و الألم و عدم الصدق ،
فكما كانت رغبتها إلا أن يتجنب غيرها مذاق هذا العلقم ،
فلا تحاول أن تطرق أبواب تلك الغرف المغلقة داخل الوجدان
فقد أغلقت أبوابها على عميق الجرح و الأنين و سنوات أرتدت السواد كحداد
و لا تحاول أن تغير هويتك بتغير أسمك ،
فالذى وقر فى البال والخاطرعنك قد وقر واستقر ،
و سيطفو عليك حتى لو تلونت بألف لون مغاير لحقيقتك ،
و الغنى لا يهدد الفقر بزوال عواقب أمره فيما أسلف ،
فأوراق التاريخ تذكر الصالح و الطالح ،
ففتش فى الزوايا عن خبايا الإصلاح ،
و لا تتمتم فى وادى الصمت بما تخشى أن يسمعه الناس ،
و شاهد فرسك و هو يصول و يجول فى ميادين الرشاد ،
و تخفف من أشرعة الدخان فسرعان ما ستزول عنك
و يكون غرقك فى بحر النسيان أكيداً ،
و ترفع عن محاربة طواحين الهواء ،
حتى لا تثير دهشة الغبار حين الشجار ،،
فيا غريب يحيا على رصيف الإنتظار ،
ها قد أتى على ليلك النهار ،،،
ليست هناك تعليقات