شمس لاتغيب بقلم / عزة فراج
........شمس لاتغيب ........
استيقظت منار ذات يوم على صوت أمها وهى تصرخ بصوت عالى
فارتجفت وظل جسدها يرتعد. أسرعت نحو أمها فوجدتها تحتضن أخيها
الصغير إلى صَدرِها وتصرخ . فاقتربت منه تنظر فى وجهه فاذا
به فارق الحيــــاة وقعت منار بجانب أمها يتملكها الذهول فكانت الفاجعة
انه بالأمس كان يلعب ويلهو ويضحك وليس به أى شىء ولكنها إرادة الله
وتتدخل الاسبــاب إنه طفل جميل لايتعـــــدى العاشرة من عمره أخذته أمــه هو
وأخته منار وعاشت بهم فى شقه متواضعة بعد انفصالها عن أبيهم بسبب الخلافات
فلم يتـنــازل أحد هم عن حقـــه بل ملآ العناد عقولهم وتمسكوا بكلمه واحدة !
هى الانفصـــال وانفصلت الأم عن زوجها وتمسكت بأولادها فهى لا تتحمل فراقهم
وسرعان ما وافق الأب للتخلص من أعبائهم والتفرغ لحياة جديدة مع زوجة أخرى
ولأن الأم أيضـــــا لا زالـت صغيرة فكان من الضرورى أن تتزوج هى الأخـــــرى
وعاشـــت الأم مع أبنائها وزوجـــها الجديد بعد أن تمسكت بوجود أبنائها معهم
ولكن هل يكون نفس اهتمام الزوج مثل اهتمام الأب بالأبناء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لالالالا فقد كان الزوج الجديد ينفق عليها ولا ينفق على أبنائها فكانت تنفق عليهم من
مبلغ بسيــط
يرسله لها والد الأولاد. لا يكفى لهم شيئا فَضعَف الأولاد واصفر لونهم ومرض الطفل
بسبب عدم توافر الغذاء الضروري لبنـــاء الجسم وتمنت الأم يوما بعد يوم لو كانت
تحملـــت وصبرت مع زوجها من أجل أبنائها ولكن هل يفيد النــدم بشىء؟ لقد فقدت
أعز شيء لديها فى الوجود بسبب عنادهم. إبنها فلذة كبدها الذى لاتطيق عليه
نسمة الهواء ولكنه الأمر الواقع قضاء الله وأمره سبحانه وتعالى....
وجاء الأب لينظر ابنه النظرات الاخيرة.... وتبادلت النظرات
المليئة بالدموع والندم بينه وبين الأم المنكوبة ولكن الندم لا يفيد بشىء فقد
حدث ما حدث...........
قال تعالى:
( واللذين اذا أصابتهم مُصيبة قالوا انا لله وانا إليه راجعون )
(صدق الله العظيم)
بقلمي
عزة فراج
ليست هناك تعليقات