قرأت لكـــــــــــــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ من التراث العربى القديم
طبيب العرب عند كســـــــــــــرى
وفد على كسرى ملك الفرس الحارث بن كلده طبيب العرب .. فأذن له بالدخول
.. فما مثل بين يديه .. ونظر اليه باستخفاف .. وقال له : ما تصنع
العرب بالطبيب مع جهلها وضعف عقولها وقلة قبولها وسوء غذائها .
قال الحارث : ذلك أجدر أيها الملك اذا كانت بهذه الصفه .. أن تحتاج الى من يصلح جهلها ويقيم عوجها ويسوس أبدانها .
قال كسر ى: كيف بصرك بالطب ؟
قال الحارث ناهيك
قال كسرى : فما أصل الطب .
قال الحارث : ضبط الشفتين ... والرفق باليدين ...
قال كسرى أصبت .. فما الداء
قال الحارث : ادخال الطعام على الطعام
قال كسرى : أصبت ... ثم قال فما الجمره التى تلتهب فيها الأدوار
قال الحارث : التخمه .. ان بقيت فى الجوف قتلت .. وان تحللت أسقمت .
قال كسرى : فما تقول فى شرب الدواء
قال الحارث : اجتنب الدواء ما لزمتك الصحه .. دعه.. فاذا أحسست بحركه
الداء فأحبسه بما يردعه عن الدواء .. فان البدن بمنزلة الآرض .. ان
أصلحتها عمرت .. وان أفسدتها خربت .
قال كسرى : فما تقول فى الفاكهة
قال الحارث : كلها فى اقبال دولتها وحين أوانها .. واتركها اذا أدبرت ..
قال كسرى : فما تقول فى شرب الماء
قال الحارث : هو حياة البدن .. وينفع ما شرب منه بقدر .. وشربه بعد
النوم ضرر.. وأفضل المياه مياه الانهار العظام .. أبرده وأصفاه
قال كسرى : فما طعمه
قال الحارث : شيىء لا يوصف
قال كسرى : فما لونه
قال الحارث : اشتبه على الأبصار لونه .. يحكى لون كل شيىء يكون فيه
وهنا اعتدل كسرى من جلسته . ونظر باعجاب واحترام للحارث بن كلده وقال
له : لله درك يا أعرابى ... لقد أعطيت علما .. وخصصت بفطنة وفهم ..
حقا صدق العرب عندما و صفوك بطبيبهم فأنت نعم الطبيب ونعم الصادق
العليم بادق أدق صناعة الطب .............
وأمر كسرى بجائزة كبيره وكساء للحارث .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات