مواويل امي بقلم: حيدر الجبوري
اعلم ان حجر الرحى تسكنه أناتك لما صرف بك الدهر ,وان سعادتك سبية لدى
ليال ضاعت بها وسائد الراحة والغفوة بنكهة الفرحة وأنتِ تدثرينا بلحافات
شوقك لما تنتظريه حين تكثر أعوامنا فترينا شبابا ثم تهنئي نفسك, وان رجالا
سيحلون ما أخذه منك الزمن رجلا كان زوجك. وتقر عينك الدامعة ونحن
الثلاثة يا ام :
- عدنان ان كنت تحبني فكن لاخويك طيارا ,واني لاراك اجمل طير لهذي السماء, اريدك طيارا يا بني الاكبر.
فيال فرحتك يا عدنان ويال غبطتي لامنا وهي تراك اليوم تعانق السماء
بمقاتلة لا تعرف ان تلفظها تلك الريفية الأرملة منذ شبابها .
- وأنت
يا مروان خبرني ما تحب أن تكون ؟ سألتك أمي يا مروان , وخجل منك
جعلك تلتف حولها كما تفعل بطفولتك ,فتقول لها ان لا تدري ماذا ستكون,
ودعاءها لنا يا رب أحفظنا لها وأسعدنا كي تكون سعادتها .فما السعادة اذن
حين ينبت لليل انياب سوداء بلونه فتهب السموم رياحا اسماها العراقيون
تحرق صيفهم بلا هوادة, ما السعادة يا ام حين رايت جناحيك تذريها السموم
حين تحطمت مقاتلة عدنان فما عاد منه شيئا وضللت تتساءلين وتتوسلين
الوهم لو انه عاد لو جسدا بلا روح كي تحضينه وتقبلي كل عيد ثراه ,واعلم
انك لن تقبلي كل عيد ذاك التراب لاجل عدنان وحسب ,بل كي تبعثي بهذا اليوم
امجاد حزنك حين تذرين تراب قبر ابنك بين طيات عباءتك وراسك وعلى الطريقة
الريفية الثكلى .ومروان يا ام صدمته مرارة ايامك فكفر بالخجل العذري
وصار يطرب السامعين يغني مشهورا ,وكلما جاء مدمي الجبهة بضربات المطربين
تعللين سخطك وخطيئة الغناء آلت اليه ما ساء به .
- اوليس يا ام
الغناء اهون من البكاء, اني لاستشف من حجري رحاك مقامات عجز السامعون ان
يهضموها فسكرت عقولهم تناسيا ,ويجهولون يا ام انها الحان مواويلك اليتيمة.
ها انت تبرر ,فلا تقبل هي ما أنت تبرر, فأحب نصحها كما أحب غناءك ,ولن
تتوقف هي بلومك ولا انت من سيوقف نفسه من التهرب من ارث يلهث خلف
الوارثين. وها أنتِ قد آمنت يا ام بان ما يقدس الروح ويصونها هو شجن عذري
يحاسب الذات كل يوم فيما تبسمت وان الشفاه تسكن بينهما تمائم القلق طلبا
لرضا رب رحيم .ولست افهم من مواويلك على حجر الرحى إلا سحن روحٍ هي روحي
كما روحك...
مواويل امي بقلم: حيدر الجبوري
مراجعة بواسطة Unknown
في
1:35:00 م
التقييم: 5
ليست هناك تعليقات