الممسوس : بقلم / جمال فتحى القاص
الممسوسهو الذي غزل حروف اليأس 00الكآبة0 الألم 0الأحزان بين أنسجة جسده00 العنكبوت .فكان أضعف في مواجهة رياح سموم الصيف .مع أي لحظة ضعف تتولد بداخله نطفة تصبح لها كيان 0تموت عندما تتلامس مع ارض الواقع0 جفت الدموع في مقلتيه وأبت أن تسقط .كان ومازال الخادم في البيت وخارجه00 يسمع كلمات الإعجاب" الواد ده سخي " كانت تتمطى علي شفتيه ابتسامة كسولة.. وتارة يسمعها إهانة بالسباب وأحياناً بالضرب علي عنقه .. الأصغر منه يرسله لقضاء الحاجات من السوق حاضر كان يرفض ان يقتنع بكلمة"لا" ربما لضعف بنية جسده أو لضعف شخصيته بل للاثنين معاً... تزوج ممن يتشابه وجهها مع كثير من ملامح الرجال .. وأصواتهم .. قبلت وهي تعرف من يكون زوجها00قالت بغضاضة " ضل حمار ولا ضل حيطة " 00يأتي المساء كعادته يتضرع إلي السماء بعيون شاكية .. يسمع صوت خطوات تدب علي الأرض تزلزل أركان جسده .. يقف أمامه يكشف عن وجهه نفس الملامح والجسد ولكن لسانه أقوي من جسده قال بصوت عالي لا للسخرية لا لآلم والعذاب ..انصرف تاركاً غبارً كثيفاً علي وجهه 00عاد إلي بيته يمشي علي أصابع قدميه 00يأكل ما تبقي من طعام زوجته00 يعرف أن ينام بجوار السرير00 يحاول أن يكتم أنفاسه خوف من أن تستيقظ زوجته 00 كان يسعد عندما تعطيه الإشارة بكارت احمر فيغادر غرفة النوم . فرح جدا عندما رأى العرسة وقد نفدت من تحت عقب الباب لتصل إلى قن الدجاج ولكنه تحمل مسئولية حمل الدجاج الميت والقي به في صندوق الزبالة . تشرق الشمس التي لا يتمني أن تفعل 00 يعد لنفسه الإفطار ويحتسي الشاي00 يترك النقود بجوار زوجته تكفى مصروفات البيت أسبوع كاملا لم يجد سوى جنيه واحد حمد الله وانصرف 00السيارة في انتظار العمال تنطلق السيارة لتصل إلى المدن الجديدة 00بمجرد نزولهم كان المطر شديد أحس بخير قادم00 وكالعادة "هات الشاي بسرعة يا حمار "حاضر.."جهز الغداء بسرعه يا عبيط" حاضروعند الانتهاء من العمل مضوا للراحة إلى النوم أحس بضيق شديد سمع صوت أنفاسه وأصوات شخيرهمذهب باتجاه البحر اخذ يفكر فى حياته هل ستمضى على هذا المنوال ؟ أم يجيء اليوم الذي ينتفض فيهفجأة توقف صوت خرير الماء .قفزت من ذاكراته صور لأناس أذاقوه مرارة الحياة . وقد بدت صورهمفوق سطح الماء . هذا فلان ضربه على قفاه في السوق وهذا فلان امتهن الباقي من كرامته. وهذا فلان فعل و فلان فعل .وهذه زوجته التي جعلت منه أضحوكة للناس رفع صورهم من الماء وقام بربطهم ف جذع النخل .امسك بجريد نخل وإشبعهم ضربا .أحس بقوة و إنتشاء شديدة اخترقت جسده .لم يفق إلا عندما نزفت يداه دماء
الممسوس : بقلم / جمال فتحى القاص
مراجعة بواسطة Unknown
في
10:34:00 م
التقييم: 5
ليست هناك تعليقات