مدينة الشعراء بقلم : عبده يوسفي
أعذريني أيتها الأرض..
فليعذرني الشجر والحجر..
وبزوغ الفجر..
أيتها الشقائق..
الرقائق
اللواتي يلتحفن بها لحاف
فلتعذرني الصحائف
العطشى..
فأغنيتكم شجن أعلى من قافيتي
والمدينة طرشى
رغم الصخب..
من يردُّ الصدى
لأبلغ المدى..
أحاول أن أخرج أغنية من جوفي
رغم خوفي ..
أن لا تبلغ الصفاء
الذي تتخيله لغتي.
رغم الإعتزال ..
والإختزال..
لا يزال هناك نبض
كل شيء في بلدي مطلوب فيه الزيادة
والمؤلفة قلوبهم على المزيد
إلا شعور إنسان
تحالفو أن يختزل * مختصر مفيد *
أعذريني أيتها القلوب..
رغم أن شهوتي المنطق..
لا شهوة لي تعلو سواه
إلا أني مصلوب..
لكن عساني
أن ترفعني خشبتي
إلى مدينة الخيال..
مدينة الشعر الوحيدة
واللغة..والأغاني واللقاء..
فلتنتظرني عيون الصفاء
لا خفاء هناك
هناك يدق ميقات آخر
وموعد الحصاد يعود
منزوع القيود..
ويعود الموت ليركع أمام الحياة
ككبش الفداء..
ذليلا كالشقاء
الذي عشناه
سيذبح الشقاء
والفراق
والإيحاء
وستهبط ملائكة البوح
بهدايا ما قلناه وما لم نسطع أن نقله
حياء
سيذبح الحياء
والكبرياء
والرياء
لنخلص
ونخلص من العياء
سيذبح العياء
اللغة التي أخرت كل حبيب
عن حبيبه
كل طبيب عن طبيبه
ورقتي حبلى الآن بجدائل القمح..
التي كانت سياجا للبيت..
نعم الآن تهيجني عيون السمح
التي عادت كالرمح..
كل المشاهد توقفت ..
كل التاريخ
رهن شعري
عند المورد هناك حين صكت أم النبي
وجهها وقالت يا ليت!
وسارت الحياة كاللمح
تمر في دمي..
أدركت الآن أن لغة الأرض
هي المدينة الوحيدة التي لا يقربها ملك الموت..
وحربي معلنة
لأنها تسكنها
وتسكنني أنا الأرض الجريحة
واسمي عليها
لغة صريحة
لغتي سميتها مدينة البقاء..
كل قطرة دم للشهداء
جرت فيها نهرا للخلود..
كل آثار الأنبياء..
موشومة على جلدي
من يقول أن وشمها حرام
كالخاتم هي أيها الفقهاء..
ستعود يا أبي..
إلى مدينة الخلود..
لغتي من أجلك سميتها مدينة الخلود..
القمح هنا يا أبي
يزرع ويييبس
ببسمة
بأمنية بين الشفاه
بنظرة ..
بعطرة عرق
باسق كالنخل
فلتكتحل عيناك بالعافية
يا بالغ الصفاة
يا عاشق الأرض كالفرض
أمنيتي لك أن تنزل
بمدينتي
وبيدك المنجل
لتبعث من على أرضك ليوم الحصاد.
مدينة الشعراء بقلم : عبده يوسفي
مراجعة بواسطة Unknown
في
1:27:00 م
التقييم: 5
ليست هناك تعليقات