ج 4 ـ أخفها وراء قناع بقلم : أمل جمال النيلي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ج 4 ـ أخفها وراء قناع

بقلم : أمل جمال النيلي

-------------------

فقال سامر :

ـ لولا  كلام مروان لما تحدثنا .. ماذا حدث كي يخرج مروان الهادي من سكونه ليصل لهذا الحالة ؟.

فقلت:

ـ ماذا تعرفوا عني ؟.. ما أحب وما أكره ؟ .. هيا أخبروني ..هيا .

صمت الجميع ثابتين لا حركة من شدة الجهل :

ـ أشعر بصدق تام أن داده بشري .. أمي لدرجة أنني اكتسبت صفاتها .. أحب ممارسة اليوجا مما جعلني قوي البينة .. جعلتني طيب القلب ومحب للخير وللروح الفكاهة  .. مؤمن بالأرواح الطيبة .

أستطع أن أغمض عيني وأصف ماما بشرى بكل دقة .. عمرها أربعين عام .. وجهها صافي وبه بعض التجاعيد ولكن قليلة .. لا تلاحظ إلا عندما يقطب وجهها .. وفي شعرها بعض الشعيرات البيضاء دليل الوقار .. وتتمتع بصحة جيدة بسبب اليوجا .

يكمن سحرها في عينها التي تجذب كل من ينظر إليها تجعله يقول الصدق ولا غيره .. عيناها خضراء بصفاء الخضرة .. تنعم بالفكاهة والضحك .. أما أنتِ  أمي أغلقي عينك وأخبرني بملامحي .. هيا .

فقالت والدتي :

ـ عيناك خضراء وشعرك بني .

فقلت:

ـ ألهذه الدرجة لا تعرفي ملامحي .. افتحي عيناك وأخبريني .

فقالت والدتي :

ـ عيناك عسلية بلون الشفق الأحمر .. أبيض كالثلج .. شعرك بني يحوي بعض الشعيرات الشقراء ..لم ألاحظ بعض الشعيرات المسدولة على جبينك قبل الآن .

فقلت:

ـ بالنسبة لي الأمر مختلف .. سأغمض عيني وأخبركم كلاً على حده .. ماما عيناك عسلية مثلي وأجمل .. تسحر كل من ينظر إليها .. شعرك أملس وأسود ..طالما تمنيت النوم على

كتفك وأشعر به .. يدغدغني .. بشرتك بلون الثلج تذوبه فيه .. متوسطة الطول .. ممشوقة القوام مثلنا جميعا ً .

أما بابا خمري اللون .. عيناك  بني فاتح تأخذني لبعيد .. أخذت لون شعرك بني على عكس سامر .. أخذ لون شعر أمي .. وملامحه مثلك .

أما زهرة البيت رندا فهي الأجمل .. عيناها كأبي تسحرني .. لن يتوقف حبيبك عن النظر لهما  ..وشعرك أشقر ناري مموج كموج البحر حين  يتمايل مع الرياح .. قوامك رائع .. لم أخطأ فيما قلت ..أليس كذلك ؟.

فقالت والدتي  :

أشعر بأننا جميعا ً نحتاج لنراجع حياتنا .. انتهت المحاكمة ..أم لم تنتهي أخبرنا ؟.

فقلت:

ـ انتهت .. الآن ارتاحوا .

           ........  تابعوني لتعرف ما سبب هذه المحاكمة   ...............