اذكر آبتي .... بقلم / منى فتحي

بقلم / منى فتحي

 

اذكر آبتي

يزدادُ الليل بي سهداً

و منايا فى جوف الفكر

...
كثيراً ما كنت أُصَلي

أوقات الوحدة و السَحَرِ

ودموعى كانت تتساءل

عن رفقة أحزان اليُتمِ

وأُخَاطب آبتي في الليلِ

أما يتراءى لى طيفاً

وملاكاً من دنيا البشر

مجنونٌ يا بحر الوحدة

قد ترفع أمواج الغيب

فنخاطب ألسنة الموت

يا أبتى يا راحل عنى

من غيرك أشتاق إليه

من غيرك يا تارك عمرى

تنقذنى من هذا التيه

تأتينى دوماً بالليل

كى تُشعل ومضات الماضى

حناناً يأتى كالسيلُ

و تُخبِرَنِى بجميل النُصحِ

أن أخلع أثواب الذل

و أجفف أنهار المُقلِ

يا أبتى يا غائب عنى

و الحاضر دوماً فى ذهنى

سأفتح مجهول القلب

و ألملم كل النبضات

و أغمسها فى ماء الحب

وأُهديها فى شكل عزاء

لعل الصبر يأتينى

فأعود لدنيا الأحياء

يأ أبتى هل تعلم حالى ؟

أمضيت الزهر من العمر

فى بكاءٍ من بعد بكاء

أضنيت الأمس و اليوم

فى همومٍ فى جوف شقاء

أفنيت الحاضر من عينى

فالدمع سبايا و بقاء

و العمر بلايا و بلاء

أيامى من بعد رحليك

قد أضحت

على الأرض عناء

والمال إله معبودٍ

يحتل القلب و العقل

ويقتل كل الضعفاء

حدثنى أبتى بالحكمة

فأضاءت فى عينى السبلُ

من قَنَعَ في ماضي العمر

من عاش الفقر ولم يكفر

من عف الظلمَ و العيش

من زَهِد فى تلك الدنيا

إلا من فعل الخير

سيكون الفائز بالرحمة

و ستبقى الروح كالطير

لتخاطب أبناء القلب

و تحلق فى دنيا البشر