أحدث المواضيع

من الذكريات ... بقلم / جابر أحمد

بقلم / جابر أحمد
 
من الذكريـــــــــــــــــات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جافانى النوم .اليوم 10 مارس 2013. فقمت أتسلل الى مكتبة أبى رحمه الله عليه حتى أنتقى منها بعض من قطوف الأدب والشعر وأخطه لكم يا أحبابى الكرام .

... واثناء بحثى وجدت بعض الوريقات القديمه بخط يده بها بعض الموضوعات عن عميد الأدب العربى طه حسين ..

كان والدى المرحوم أحمد ابراهيم معه اثنان من صفوة القوم هما الاستاذ فريد شحاته الذى كان يقرأ لعميد الادب العربى جميع الكتب التى تصدر سواء فى العالم العربى أو الاوربى .... وكان الثانى الاستاذ سعيد العريان ا لأديب الكبير صاحب مجلة سندباد للآطفال .

لم يفارق أبى والاستاذ سعيد العريان عميد الأدب العربى المرحوم طه حسين لمدة أربعون عاما ... كانا له كظله مسئولان عن عرض جميع والمكاتبات ويخطان ما يطلبه منهما حيث كان المنصب الأخير الذى تولاه المرحوم طه حسين وزيرا للمعارف والتى أصبح اسمها الآن وزارة التربيه والتعليم

بالاضافه الى عملهما الرسمى مع الدكتور طه الا انه اتخذهما له أصدقاء .. يتسامر معهما ويسألهما فى بعض الشئون الخاصه شارحين له كل مايقع لهما على أعينهما فقد كانا له عينا ه بعد أن حرمه الله من نعمة البصر .

وكنت صديقا لابنه مؤنس حيث كان يكبرنى بحوال تسع سنوات .. وقلما كنا نفترق ...وكان يسعد عميد الادب العربى صداقتى لأبنه حيث أن ابنه مؤنس تربى تربية فرنسيه خالصه نظرا لوالدته الفرنسيه وتعليمه الفرنسي وكان لايتكلم سواء مع والده أو والدته الا باللغه الفرنسيه ... وكان عميد الأدب العربى يتمنى أن يتكلم ابنه اللغه العاميه ولعل بمصاحبتى له كنت أحاول ان أتكلم معه باللغه العاميه حتى يتعامل مع من يتعاملون معه سواء فى المنزل أو الحياة الخاصة ..

وكثيرا ما كنت اصاحب مؤنس فى مقابلة والده بالوزاره .. ولا أنسى مقدار حبه الشديد لوالدى والذى انعكس على تعامله معى كصبية صغار .. وكم عنفنى بحب عندما كان يشعر بأنى أعيث ببعض ما فى الحجرة

جمعتنى الظروف كثيرا مع مؤنس وشقيقته أمينه وخاصة فى مدينة الاسكندريه .. حيث كان من المتعارف عليه انتقال الحكومه قبل ثورة 23 يوليو الى الاسكندريه .. وكان السائق يصحبنى أنا ومؤنس صباحا الى شاطىء استانلى بالاسكندريه وكان يسمى استانلى باى ... ونمكث فى البحر تحت اشراف رجل نوبى طيب اسمه محمد الصغير ونعود الى المكتب بالوزارة الساعه الثالثه ظهرا .

والجدير بالذكر أننى ولدت اثناء تواجد الوزارة بالاسكندريه لذا قد أطلق عليه المرحوم والدى اسم جابر تيمنا بسيدى جابر الانصارى الولى المعروف بالاسكندريه ... ولما وضعت والدتى رحمها الله أخى الأصغر استأذن المرحوم والدى الدكتور طه حسين باطلاق اسمه على اسم الوليد الجديد .... الا أن الدكتور طه ابتسم وهنأ والدى بالمولود الجديد وحذره من اطلاق اسم المولود بطه حسين وقال له لاتطلق عليه الا اسم طه فقط حتى لايسبب اسمه المركب من مشاكل ... وقد كان فأطلق على أخى الحبيب اسم طه فقط ... حفظه الله وبارك فيه هو وأولاده وأحفاده .

أما ما دعانى الى كتابه هذا .. فانى كنت كما ذكرت أبحث فى مكتبة المرحوم والدى عن بعض الموضوعات لأكتبها لكم اذ عثرت على وريقات بخط يد المرحوم والدى .

أما عن هذه الوريقات المكتوبه بخط المرحوم والدى فقد كتبها أثنا ء اصطحابه ومرافقته لعميد الأدب العربى عند زيارته الى لبنان فى أوائل عام 1951

كتب والدى هذه الوريقات وهى بيت القصيد فى موضوعنا هذا

فى أحدى زيارات عميد الادب العربى طه حسين لبنان رغب الزجالون اللبنانيون فى الحفاوه به على طريقتهم ...

بدأ الحفل بأبيات ارتجلها أسعد الخورى المعروف بشحرور الوادى حيث قال :

أهلا وسهلا بطه حســــــــــــين
ربى أعطانى عينيـــــــــــــــــــن
العين الواحده تكفينـــــــــــــــى
خد لك عين وخلى عيـــــــــــن

وتدخل زجال آخر اسمه أنيس روحانا بقوله

أهلا وسهلا بطــه حسيـــــــــــــــــــــــن
بيلزملك عينين تنيـــــــــــــــــــــــــــــــــن

تبرع شحرور الوادى منوعين ومنى عين

وأعترض الزجال اللبنانى على الحاج القماطى قائلا

لاتقبل يا طه حسين من كل واحد تاخدعين
بقدملك جوز عيونى هديه لا قرضا ولا ديـــن

وكان ختام المساجله الزجليه للزجال طانيوس عبده الذى قال

ما بيلزمو طه حسين عين ولا أكتر من عـــــين
الله اختصو بعين العقل بيقشع فيها ع الميلين

وبالمناسبه أيضا

عندما توفى عميد الأدب العربى طه حسين رثاه الشاعر الكبير نزار قبانى بقصيدة طويله استهلها بقوله

ضوء عينيك أم هما نجمتان
كلهم لايرى .. وأنت ترانــــى

الى أن قال :

ارم نظارتيك .. ما أنت أعمى
انما نحن جوقة العميـــــــــان

وحدك المبصر الذى كشف النفس
وأسرى فى عتمة الوجـــــــــدان

الزملاء الأعـــــــــــــــــزاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أأسف للأطالــــــــــه ...

رحم الله الجميع والدى والمرحوم سعيد العريان والمرحوم فريد شحاته والمرحوم عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين والمحروم الدكتور مؤنس طه حسين الذى كان استاذا للأدب الفرنسى بجامعة القاهرة فترة قصيرة وعاش فى فرنسا طوال حياته ولم يحضر الى مصر الا مرتين عند وفاة والدته .وعند وفاة والده ......... والغريب فى الأمر ان الدكتور مؤنس طه حسين مات يوم الاربعين لوفاة والده الدكتور طه حسين ...........

أبقاكم جميعا يامن تفضلتم بقراءة ماعن لى من الذكريات .

ليست هناك تعليقات