أحدث المواضيع

ام آدم : بقلم / محمد مغاورى ..( قصه قصيره ) بمناسبة عيد الأم

قصه قصيره..بمناسبه عيد الام
.....................
بعنوان ام ادم...........بقلمى محمد مغاورى
............................
اطل المصباح برأسه النارى من بين استار الظلام..فتوارت حجب الليل المظلم خجلا واحتمت بين ظلال الاشياء....فاستعاد الضوء دربا قد بدا فيه الطفل يسعى حاملا فيه السراج قابضا بكلتا يديه على جسده حرصا منه من زله قدم او رعده جسد من اثر الخوف
او من اثر البرد فتؤدى الى ان ينكفئ المصباح فتراق دماؤه وتفارق روح النور راس النار فيصير دخان...........
حرص أكسب خطوات الطفل رعونه بل ثقلا بالاقدام.....تسع درجات هى درج السلم احصاها الطفل بعد ان وصل الى باب الدار المفتوح على اثر خروج الجده
نظر فتلاقت عيناه بحياه اخرى.........
ابصر كل الاشياء ساجده متهجده فى محراب الكون
واخترق السمع صوت التسابيح فسكن القلب خشوعا وسجد مع الكون خضوعا..وتسامت روح الطفل صوب ثريات الافق الاعلى وانتظمت بين الافلاك ركوعا..........
ترانيم التسابيح ينقلها همس نسيم الفجر القادم..همس يشبه همهمه او خشخشه فى الاجواء.....انشغل الطفل فتراءت راس السراج لاتهدا حين تلاقت بالنسمات
فاهتزت راقصه وكان الرقص على حمم من بركان..فتلاشت من فوق الجسد المعتم وافترقت عن صحبه مرتحل الى رحله قد بدات توا
نفس الموعد نفس الرحله فى الاسحار...لكن الليله مختلفه والعزم على كشف السر اكيد
سر خروج الجده....وسر الوقت المتاخر من ليل قد فات...وماسر الصمت المطبق فى اعمال الجده..........هل حقا ان الجده تلازمها الاشباح؟؟؟؟؟هل جنت حقا؟؟؟
ام ان العقل غيب وسوف يعود؟؟؟
ام هى اكذوبه قوم قد نسجت ثوبا ليغطى اعمال الجده
اسئله شتى وجواب واحد.........لااعلم....لااعلم
قال الطفل لابد وان اهتك هذا الستر...وامزق ستر الاكذوبه
دارت عينا الطفل صوب الطرقات بحثا عن اثر للجده
واخيرا ظهرت تعبث فى الارض بحثا عن حبه عقد انفرطت من زمن غير بعيد....
سكن الطفل محتميا خلف شجره متدليه الاغصان........
ظل يستطلع افعال الجده فى ظلمه ليل يؤنسها ضوء البدر الساطع فى الاجواء.....
بل عجب الطفل ان البحث لم يضنى الجده ابدا....سمع من بعد صوت صياح الديكه...وتلاه صوت اذان الفجر الصادق....
انتبهت........انتصبت واتجهت صوب طريق المقابر....قبر الوالد هناك..
كانت تبدو وهى تخطو وكانها تصارع الزمن كى تلتقى بالغائب عنها ..
تابع الطفل خطوات الجده..لم تلتفت ابدا....وهناك جلست امام القبر
ونطقت الجده نطقت.....وكان صخره صوت سقطت من قمه جبل للصمت فاندفعت لتلامس اوتار عصب مكشوف وارتطمت بقاع كيان الجده فتولدت زلزله فى الاركان..فاثير سحابا لايمطر غير الكلمات كلمات تترنح ثكلى كالاموات..بل صار ضبابا تتخبط فيه الانات
قالت.....
ادم ياولدى افتقدك افتقدك بين الاصحاب....يخبرنى الناس انك صرت تراب.......هل تسمع صوتى؟؟؟؟؟هل تتعجل موتى كى يتلاقى الاحباب؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ام انك عائد ياولدى؟؟؟؟؟؟؟
امك منتظره منتظره اشراقه وجهك...وحراره كفك......وعذوبه صوتك.....
ظلت تتكلم ودموع العين تروى تراب القبر لتسقى عطشى الاموات.....دمع يروى زهر الصبار........من بعد لاحت من قبل المشرق اشراقه شمس........
فانتصبت قائمه واتجهت نحو طريق العوده.........اسرع الطفل اليها......حادثها لامسها..امسك كفيها المتربتين........
فالتفتت اليه....
سالها الى اين ياجده؟؟؟؟؟
قالت ....من ادم؟؟؟؟؟
رد الطفل لا ياجده .......انا ابنه.........

ليست هناك تعليقات