حوار الاعلامي الدكتور : عبد الرحمن الوادي مع الأديبة المغربية مليكة الفلس
حوار الاعلامي الدكتور الشاعر:عبد الرحمن الوادي
مع الأديبة المغربية : مليكة الفلس
س - لاعتناق الكتابة غواية سرية: قبل أن يصبح حضورك راسخا ومتميزا
في حقل الكتابة هل كنت تتطلعين/تفكرين في أن تصبحي كاتبة؟
ج ـ الكتابة كانت حلما طفوليا ترعرع ونما في براح خافق يهوى
الكلمة، حب
للكلمة مجرد عن التفكير في الآفاق المستقبلية
بحكم صغر سن (سن الطفولة).
الإرهاصات الأولى للتفكير
في أن أصبح كاتبة طفت على السطح سنة 2009.
س- للانتماء إلى الكتابة بداية الانتساب: كيف انكتب نصك الأول؟ ومن مِن الأوائل
المطلعين عليه سواء نشر أم لا؟ من حفزك على النشر؟ كيف اقتبلت نشر أول نص
لك؟ وما هي ردود أفعال الغير من عائلة وأصدقاء... من نشر أول نص لك؟
ج ـ في سن مبكرة عكفت على تتبع البرامج الثقافية على أمواج
الإذاعة
الوطنية بالتحديد في سن الحادية عشرة، كان المذيع
بنعيسى الفاسي رحمه الله
يقدم برنامجا يخص الإبداع الأدبي؛
وخاصة الشعر. أحببت أن أشارك في البرنامج
لكن بشروطي.
. كانت شروط طفلة حالمة.. أرسلت قصيدة من إبداعي، وطلبت
من
الصحفي المنشط أن يعرضها على ملحن على أساس أن يقوم
بغنائها أحد أهرام
الأغنية المغربية (الفنان عبد الهادي بلخياط)؛
لأنني كنت معجبة بصوته
وأدائه. انتظرت طويلا لعل أحدهم
يخبرني بمصير رسالتي. راسلت البرنامج مرة،
اثنتين، وثلاث.
حزنت؛ لأن البالغين لا يعيرون اهتماما للمواهب الصغيرة.
قاطعت البرنامج طويلا، وما لبثت أن عدت، لعلني أستمع يوما
إلى المذيع وهو
يقرأ قصيدتي لكن هيهات!!!
عدت أنبش قبر قصيدتي، أحيي الرحم مع كلماتها الضائعة،
ذكرى طفولتي الرائعة، فعقدت حلفا مع قلمي على أن أرد
الاعتبار
لقصيدتي الأولى... كتبت وسوف أكتب على شرفها..
هي ملهمتي، وسأظل أذكرها
ليبقى قلمي حيا في دثار القصيد.
تم الأمر في سرية تامة، فعدا ساعي البريد حامل الرسالة، وطاقم
البرنامج، لم يهتم لميولي المبكر للكتابة أحد..
كانت ثمة
اكراهات حازت اهتمام الأهل كوفاة والدي.. هذا الحدث كان
سببا
كافيا لتحويل الأنظار عن ميولي..
أقبرت أول قصيدة مع أول فاجعة
في سني
المبكرة تلك.. تلتها إكراهات لا تقل عنها أثرا في
تركيز الاهتمام على أمور
لا تمت بصلة إلى موهبتي،
وحاجياتي؛ مما من شأنه توطيد الصلة مع الكتابة..
باختصار،
توارت الموهبة عن الأنظار، بينما ظلت كمرجل يغلي في
أعماقي، تتحين
الفرصة المناسبة لتطفو على السطح.
وتم ذلك بالفعل بعد ردح من الزمن..
س- الاختيار هوة غامضة بين العفوية والوعي: في البدايات غالبا ما تتجاذب
ميولات
مبهمة للعقول في الكتابة، وقد تظل كذلك أثناء الممارسة. كيف تفاعلت
مع ذلك؟ وهل
"احتكرك" إبداعك في حقل معين، ولماذا؟ وإذا تعددت انشغالاتك في
مجال الكتابة،
فأين تجدين نفسك، ولماذا؟
ج ـ في البداية، حاصرتني ذكريات الطفولة.. انغمست في كتابة
ج ـ في البداية، حاصرتني ذكريات الطفولة.. انغمست في كتابة
سيرتي الذاتية، لكن الحنين إلى
الخاطرة، وقصيدة النثر
عاودني، فأفردت مدونة كاملة أسميتها حدائق الشعر..
تجاذبتني
أهواء أخرى كالزجل، والقصة، فخضت التجربة.. أحسست
بالزهو وأنا
أطرق تلك الأصناف الأدبية؛ خاصة عندما لاقت
كتاباتي في هذا المجال الإعجاب.
في نهاية الأمر، انقشعت غيمة
الإبهام والحيرة، عندما احتكرتني القصة
والزجل.. في القصة
أركب صهوة الخيال، وأُلْجِمُه بلجام من الواقع. أما
الزجل،
فعالم فريد يغري بالاستكشاف..
س- للكتابة طقوسها، كيف تنجزين نصك من لحظة المخاض إلى الولادة، فالمراجعة،
س- للكتابة طقوسها، كيف تنجزين نصك من لحظة المخاض إلى الولادة، فالمراجعة،
وتجميل النص في جسده
"النهائي"، وإرساله إلى القاريء؟ أقصد لحظة الإبداع
كيف "تهجم" عليك، كيف
تتم عملية الخلق؟ وكيف تكون طقوس الكتابة عندك؟
ج ـ لا تتطلب لحظة الإبداع طقسا خاصا لدي.. قد تداهمني، بينما
أسلم الجسد للسرير لحظة
قيلولة، أو خلوة بالنفس.. وقد ألقي ما
بيدي من مشاغل يومية لأسجل فكرة،
سواء في مقر عملي، أو
في البيت. لهذا، تجد في كل ركن من أركان البيت قلما
وورقة،
والأطفال على أهبة الاستعداد للتحليق على جناح السرعة تجاهي،
يحملون
الورقة والقلم.. في البدء، تأتي الفكرة الخام. تليها
أفكار.. وهاته
المرحلة لا تتطلب مني انزواء في ركن خاص بي،
اللهم ساعة الاشتغال على
الأفكار؛ قصد صياغة
النص الأولي، تليه خلوة نهائية
مع النص أمام الحاسوب
ساعة الصياغة النهائية..
أستقبل المولود الجديد، أحيطه بحبي وحناني، وأرسله
إلى
الوجود عبر إحدى مدوناتي، أو صفحتي على الفيس.
س- من زواج المعرفة بالموهبة يولد النص الأصيل: لكل كاتب استراتيجية
ومرجعية،كيف
توفقين/تلائمين بين تدفق العفوية وتلاطم الأمواج المعرفية،
والصندوق/الجسد
الذي يحمل/يحمي النص/الجنين إلى مرفإ الورقة حيث
يتدافآن بمتخيلك؟
ج ـ الموهبة وحدها لا تهدي للأدب كاتبا بارعا، ولا للورقة
ج ـ الموهبة وحدها لا تهدي للأدب كاتبا بارعا، ولا للورقة
العذراء نصا
أصيلا.. استراتيجية الكاتب ومرجعيته تجاربه،
والدفق المعرفي المطروح عبر
مختلف القنوات المعرفية التي
تزخر بها الساحة، محدد أساس في نوع المنتوج
الأدبي المنتظر
من الكاتب. لحد الساعة، لم يظهر أثر ثقافتي الأصلية في
كتاباتي:الإجازة في الدراسات الاسلامية..الإجازة في علوم
التمريض.. حبي
للشعر، والزجل، والقصة دفعني إلى خوض
غمار مجال مخالف لمجال تكويني. مع
العلم أن الإرهاصات
الأولى لحب الأدب، والإبداع الأدبي حملت في طياتها
أسباب
موتها؛ للإكراهات السالفة الذكر. مرت سنوات طوال قبل أن
يعيدني
الحنين إلى موهبتي الطفولية، وعشقي الأبدي
من جديد، وبصفة نهائية سنة 2009.
س- ليس الكاتب كاتبا فقط: غالبا ما يتعامل مع الكاتب منفصلا عن حياة البشر. وعندما
س- ليس الكاتب كاتبا فقط: غالبا ما يتعامل مع الكاتب منفصلا عن حياة البشر. وعندما
"يحاسب"، يطالب بأن يكون أكثر من نبض داخل المجتمع. في هذا
الإطار ما هو
الوجه الآخر لكاتبتنا: رياضة، صيد، موسيقى... وما علاقة ذلك
بتجربتك؟
ج ـ الجد ثم الجد؛ تلكم فلسفتي في الحياة. لا نفاق ولا مداهنة..
ج ـ الجد ثم الجد؛ تلكم فلسفتي في الحياة. لا نفاق ولا مداهنة..
وهي ميزة عانيت من تبعاتها في زمن قل فيه الجد ومريدوه..
الجد من
منظوري ليس انطواء، وانزواء، وعزلة.. الجد حياة،
وهو للسعادة أداة.. لم تكن
جديتي يوما حائلا بيني وبين متع
الحياة.. أحب السفر، والرياضة، والموسيقى
الهادفة..
حياتي نغم تراقصت على نوتته قصائدي وقصصي..
ليست هناك تعليقات