عهد الحنين : بقلم / ناصر الشمرى

‏

السفير ناصر الشمري‏

قصيدة: عهد الحنين

................

الليلُ راحْ

بينَ التساؤلِ والألمْ

في صفحةِ الأشواقِ يَقرؤُني الصباحْ

وقفَ التأملُ ها هُنا 

ليقولَ قفْ

بينَ التفاؤلِ و الأملْ

و بِها هُنا حدَّثتُ نفسي أنْ أقفْ

أين ابتساماتُ الفرحْ ..؟

هل غادرتْ 

و بِلا دليلٍ سافرتْ ..؟

قِفْ ها هُنا

بين المتاهةِ و الطرقْ 

و تحسّس الجُرحَ الدفينْ

يكفيهِ نَزْفًا قد غرقْ

رفقًا بهذا الدمعُ ليتَهُ يَستكينْ

قفْ ها هُنا 

خَجِلًا و زفَّ العذرَ للقلبِ الحزينْ

عبثًا تقولُ بأنَّ غُربتهُ الطبيبْ

ترجو اندمالَ الجرحِ علّهُ أنْ يطيبْ

عذرا فقلبكَ مُستباحْ ..!

عجبًا يمرُّ بنا الزمانْ

عجبًا و نحنُ بها هُنا

تتراكمُ الأمواجُ تصرعُها الرياحْ

الذكرياتُ تهامستْ 

الوجد يشعلهُ الحنينْ

لَمْلَمْتُ هذا الجرحُ أعلَنتُ الرحيلْ

و أصارعُ الأمواجَ في صمتِ الجراحْ

ما عادَ يُطربُني المكانْ

الهمسُ ينساهُ الأمانْ 

في غربةِ النسيانِ يرثيهِ الحنانْ

أشجانُ أشواقي يُذُوِّبُها الأنينْ

بالصمتِ أرحلُ لا خيارْ

من شيمةِ الأخيارِ تسمو الكبرياءْ

أبحرتُ للصجراءِ شوقًا للرمالْ

شوقاً إلى ذكرى الخليلْ 

شوقًا إلى تلكَ النسائمَ و النخيلْ

و إلى نديمِ الأمسياتْ 

فالذكرياتُ هُناكَ عاهدتْ الحنينْ