ج 4 رواية هذا ما حدث في ميدان التحرير بقلم: جابر بكر
...
ويصمت رائد عن الحديث ويقف من المكان الذي كان يجلس عليه وينظر من الشباك
الموجود في الغرفة وعيناه مليئة بالدموع ينظر لميدان التحرير.. حاول الصحفي
علاء أن يذهب لرائد ليصبره ولكن من يريد الصبر هي علياء التي تبكي وتصرخ
بصوت عال ويداها علي وجهها الذي أمتلئ حزن لأنها تذكرت أخوها ((راجع الفصل
الأول)) الذي مات في الميدان فهي تتذكر تلك اللحظة جيداً عندما ودعها بعد
الضحك المتواصل بينهما .. فكان أخوها طيب لا يحب إلا الضحك تتذكره جيداً
عندما كان أهلها يريدون انفصالها من التعليم ويزوجوها رغم عنها وهو وقف لهم
صامداً .. فكان الجميع يسمعه جيداً ويقتنع بحديثه ... حلمه في الحياه بأن
يكون مهندساً كبيراً فهو كان في كلية الهندسه بعد تفوقه في الثانوية وهو
ليس سياسيا أو عضواً في أي أحزاب ولكنه يحب مصر كأي مواطن مصري سمع عن فكرة
التغيير فاقتنع بها تماماً فهو لا يذهب إلي أي مكان إلا إذا اقتنع ... ودع
أخته وذهب تتذكر علياء ذلك جيداً وتخيلت أنها رأت مشهد مقتله أمامها عندما
تحدث رائد عن صديقه منصور ...
تحرك الصحفي علاء إليها وحاول أن يتحدث ولكن ذهبت من عقله جميع الكلمات والمعاني التي سيصبر بها علياء والدكتور أكرم لا يعرف ماذا يقول لها والصحفي أحمد صاحب أكبر كوميديا في الجريدة لا يعرف ماذا يقول في هذا الموقف الحزين
فهي تبكي وتقول : أخي طيب والله طيب فلا أعرف لماذا قتلوه فهو لا يحب أن يؤذي إنسان ... فلماذا ؟؟
فاهتزت القلوب وتساقطت الدموع من عيون الجميع لبكاء علياء ....
فتحرك رائد بخطوات قصيرة إلي علياء يحاول أن يتماسك أمامها قائلا : بسم الله الرحمن الرحيم .. ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموتاً بل أحياءً عند ربهم يرزقون صدق الله العظيم
فقال الجميع : صدق الله العظيم
وأكمل رائد : علياء .. جميعنا سيموت ولكل شخص نهاية في هذه الدنيا ولكن النهاية لا تكون معروفه فمنا من يموت في حادثة سيارة ومنا من يموت علي فراش البيت ومنا من يموت بمرض ومنا من يختارهم الله شهداء لصفاء قلوبهم فجميع الشهداء لا يفكرون في منصباً ولا مال ولكن يفكروا في من حولهم الصغير والكبير والضعيف لكي يعيشوا عيشة مليئة بالكرامة والعزة ولذلك الله يختارهم ويكرمهم لحبهم للناس الفقراء ولحبهم للحق بقلوبهم الصافية الناقية
فنظرت علياء إليه وقالت بدموعها : أنه أخي
وأكمل : ياعلياء أخوك مات لكي تكملي المسيرة ولا لتجلسي تبكي وتصرخي كأنك منكسرة .. لا بل يجب أن ترفعي رأسك لأعلي ولا تجلسي هكذا وكأنك من الخاسرين فنحن علي الحق يا علياء ويجب أن تكوني فخورة بذلك ..
ونظرت إليه علياء بعد هذه الكلمات وامتنعت عن البكاء ولكن الدموع ما زالت تتساقط علي الأرض
فقال أحمد : عندك حق يا رائد
والدكتور أكرم نظر إلي علياء فرءا وجهها أسود وكأن القمر الذي يملئ الغرفة نوره أنطفئ .. فقال: هيا ياعلياء أذهبي واغسلي وجهك لكي نسمع الباقية من رائد
فقال علاء في صمت : يبدوا أنني أمام إنسان يعرف كيف يتدبر الأمور في هذه المواقف المحزنة وأنني متشوق أكثر منهم لسماع الحكاية من رائد
فذهبت علياء
والجميع ينتظرها وبعد خمسة دقائق عادت علياء بوجهها البشوش الذي ملئ الغرفة نور لعودة أبتسامتها .. وعاد الهدوء في المكان ورائد واقف أمام الشرفه ينظر إلى ميدان التحرير فيرى فيه شيئاً جميل يأتي من الأعلى فالشمس تبدو كالقرص الذهبي تخرج أشعتها لتخترق السحاب الذي يمر في السماء بالألوان البهيجة ناحية الميدان وكأن هذه الألوان آتية من السماء لتقول هذا هو نور الحرية .. بدء رائد يعود بالأحداث ليتذكر تلك اللحظات التي لم يرى فيها شعاع من أشعة الشمس في وضح النهار نظر إليهم جميعاً ثم أخذ نفساً عميقاً وكأن الهواء ذهب من المكان ..
قال بصوت عال: عندما نظرت الي منصور وجدته بين الحياة والموت .. صرخت بأعلى صوتي : إسعاف ... نظرت حولي لم أرى إلا المعارك من كل اتجاه والشرطة تقترب ولا ترحم أحد من ضرب في الناس لكي لا يدخلوا الميدان ... ومنصور ملقي علي الأرض لا أرى ألا بطنه التي كلما تحركت أعرف بأن منصور علي قيد الحياة .. صرخت بأعلى صوتي النجدة ساعدوني .. تقدم الشباب نحوي والشرطة تسمع صوتي ولا تأتي .. فقد سمعت عسكري منهم يقول : هناك شاب مصاب إصابة قاتله يا فندم يجب أن ننقذه
الضابط : عندنا أوامر وننفذها ... والخسائر متوقعه بنسبة 25% يعني أذا قتل ربع هؤلاء ليس لديهم شئ عندنا ..... سمعت هذه الكلمات ولم أسمع بقية الحديث .. صرخت : ساعدوني ... تقدم شباب الثورة دون خوف من الشرطة حملوا منصور فوق أكتافهم بحذر ووسط هذه الزحام إلا أن الناس تفتح الطريق وتساعدنا وتدعو له بالشفاء .... حتي وصلنا إلى الطريق الرئيسي وركبنا سيارة وذهبنا إلى المستشفى .. وفي المستشفى يدخل منصور غرفة الإنعاش فإصابته خطيرة هذا ما قاله الدكتور
أتصلت بأبي لكي يأتي ومعه المال المطلوب لنشتري له العلاج التي تطلبه المستشفي من الخارج .. وقد نسيت أن أقول له لا تأتي بأم منصور معك الآن وذلك خوفاً عليها لأنها مريضة فاتصلت مرةً أخري فوجدت التليفون مغلق .... وبعد نصف ساعة جاء والدي ومعه أمي وأم منصور وهذا ما كنت أخاف منه
أم منصور : أين منصور ياولدي
: في غرفة الإنعاش يا أمي
: لقد قلت لي أنك ستأتي أنت وهو إلى المنزل فلماذا جئتم إلي هنا ألم تعدني بذلك وتساقطت منها الدموع
توقف عقلي عن الرد ولساني صمت وارتجف جسدي وسالت الدموع لا أعرف ماذا أقول ... هل اقول أسف .. كيف وأنا وعدتها .. أخذت أبكي بشراهه
فتقدمت نحوي وأخذتني في حضنها والدموع تتساقط منها كالمطر وردد لسانها قائلا : أنا أسفة ياولدي هون عليك .. فأنا مؤمنة بالله وأعرف بقضاء الله ..
وأنا أبكي بشراهه ولا أرى شيئاً إلا أن تحول ذلك إلى انهيار عصبي فقدت الوعي .. جاءت لي صورة منصور وهو واقف مع شباب كثيرون يرفعوه لأعلى وهم سعداء به وكنت أنا بعيد عنه كثيراً كلما ناديته لا يسمعني وكلما أحول الأقتراب أرى حشد من الناس يلتفون حوله أحاول ولكنه يبتعد يبتعد إلي أن ذهب عن مرمى عيني وفجأة سمعت صوت ...
رائد ..: هل أنت بخير
فنظرت وجدت أمي أمامي .. ماذا حدث وأين أنا
الأم : لقد حدث لك انهيار عصبي وأنت في المستشفي ..
: وكيف حال منصور ..
: حالته سيئة جداً يا ولدي ربنا يشفيه
: يااااااااااااااااااااااااا ارب .. وقفت وأبعدت الحقنه الموضوعه في يدي اليمني
أمي : ماذا تفعل ؟؟
: يجب ان أذهب لأطمئن علي منصور ..
أمي : هون عليك يا ولدي
: لن يهدأ قلبي ولا عقلي إلا أن أطمئن علي منصور
ذهبت بخطوات سريعه أمام غرفة الأنعاش الموجود فيها منصور ورأيت والدي جالس مع أم منصور ووجدتهم يتهامسون دون أن أسمع حديثهم
.. قلت لهم : كيف حال منصور
قالت أم منصور : أدعي له يا ولدي
ونظرت لهم فعرفت أنهم يخفو عني شيئاً فقلت: أين الدكتور
فقالت أم منصور: الدكتور ذهب وسيعود حالاً
أنتظرت نصف ساعة ولم يأتي الدكتور
وفجأة وجدت الدكتور يخرج من الغرفة التي بها منصور فنظرت لهم نظرة غضب .. وذهبت للطبيب
: كيف حال منصور يا دكتور
الدكتور : لقد قلت لهم من نصف ساعة أن منصور يحتاج لدم وليس هناك أي دماء في المستشفى حالياً وستأتي كمية الدماء بعد ثلاث ساعات .. وهذا التأخير سيضره كثيرا .. فالتأخير ليس جيد ... فنظرت إلي أبي وقلت بصوت مرتفع : لماذا لم تقولوا
فقالت أم منصور : لا يا ولدي فأنت جسمك ضعيف ...
لم أنظر لها ودخلت مع الدكتور وقلت له : هيا يا دكتور بسرعة خذ الدم الذي تريده فأنا فصيلتي مثل فصيلته
الدكتور : سنرى .. وبعد التحليل التي أثبتت أن فصيلته مثل فصيلتي ...
دخلت الغرفة التي بها منصور .. وجدته ملقى علي السرير فاقد الوعي تماماً .. أمامه انبوبة الأكسجين وذلك الجهاز الذي به شاشة تعرض إشارات مثل المثلثات ..
وسألت الدكتور : ما هذه المثلثات التي تعرضها الشاشة
أجاب قائلاً : إنها إشارات لدقات قلب المريض .. إذا توقفت يعني ..
قلت : لا تكمل فهمت .... بدء الدكتور يدخل الحقنة في زراعي ...
وفجأه خرج صوت من ذلك الجهاز عالي جداً ... نظرت إلي الشاشة وجدت المثلثات تختفي ويظهر شريط ___________ طويل
إلي اللقاء في الفصل الخامس إن شاء الله
بقلم / جابر عبده محمد بكر
للعلم والأهمية حتي لا يظن البعض أنني أكتب من أجل أن أضيع حق شخص كان في ميدان التحرير .. والمقصود بكلاً من
الصحفي علاء المازني هو جميع الصحفيين الذين يكتبون كلمة الحق دائما في زمن ذهب فيه كلمة الحق
و"رائد" هو نحن الشباب الذي كان ضائع في المهدءات الذين كانوا يعطوها لهم
ومنصور هو ((الحق)) الذي ظهر في ميدان التحرير
ووالد رائد هو تاريخ مصر الذي ضاع مع الظلم
فهل ياتري حكايتي ستصل إليكم ونظهر حق جميع الشهداء ونعود بالتاريخ إلي أحداث 25 يناير لنأتي بحق كل شهيد ... فأنا عن نفسي سأكمل الرواية وسأجهد نفسي فيها حتي تليق بجميع شهدائنا الذين ضحوا من أجل كلمة حق فهذه الرواية ما بين الواقع والخيال والواقع الأكيد هي جميع قصص الشهداء بإذن الله وكتبت تلك الملحوظة حتي لا يظن البعض أنني أنتسب أشياء لأشخاص ليسوا موجدين لأقول للجميع أن الكاتب عندما يكتب يجب أن يكتب بصدق
بقلم جابر عبدة محمد بكر
وأتمني أن يكون الفصل قد نال إعجابكم
تحرك الصحفي علاء إليها وحاول أن يتحدث ولكن ذهبت من عقله جميع الكلمات والمعاني التي سيصبر بها علياء والدكتور أكرم لا يعرف ماذا يقول لها والصحفي أحمد صاحب أكبر كوميديا في الجريدة لا يعرف ماذا يقول في هذا الموقف الحزين
فهي تبكي وتقول : أخي طيب والله طيب فلا أعرف لماذا قتلوه فهو لا يحب أن يؤذي إنسان ... فلماذا ؟؟
فاهتزت القلوب وتساقطت الدموع من عيون الجميع لبكاء علياء ....
فتحرك رائد بخطوات قصيرة إلي علياء يحاول أن يتماسك أمامها قائلا : بسم الله الرحمن الرحيم .. ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموتاً بل أحياءً عند ربهم يرزقون صدق الله العظيم
فقال الجميع : صدق الله العظيم
وأكمل رائد : علياء .. جميعنا سيموت ولكل شخص نهاية في هذه الدنيا ولكن النهاية لا تكون معروفه فمنا من يموت في حادثة سيارة ومنا من يموت علي فراش البيت ومنا من يموت بمرض ومنا من يختارهم الله شهداء لصفاء قلوبهم فجميع الشهداء لا يفكرون في منصباً ولا مال ولكن يفكروا في من حولهم الصغير والكبير والضعيف لكي يعيشوا عيشة مليئة بالكرامة والعزة ولذلك الله يختارهم ويكرمهم لحبهم للناس الفقراء ولحبهم للحق بقلوبهم الصافية الناقية
فنظرت علياء إليه وقالت بدموعها : أنه أخي
وأكمل : ياعلياء أخوك مات لكي تكملي المسيرة ولا لتجلسي تبكي وتصرخي كأنك منكسرة .. لا بل يجب أن ترفعي رأسك لأعلي ولا تجلسي هكذا وكأنك من الخاسرين فنحن علي الحق يا علياء ويجب أن تكوني فخورة بذلك ..
ونظرت إليه علياء بعد هذه الكلمات وامتنعت عن البكاء ولكن الدموع ما زالت تتساقط علي الأرض
فقال أحمد : عندك حق يا رائد
والدكتور أكرم نظر إلي علياء فرءا وجهها أسود وكأن القمر الذي يملئ الغرفة نوره أنطفئ .. فقال: هيا ياعلياء أذهبي واغسلي وجهك لكي نسمع الباقية من رائد
فقال علاء في صمت : يبدوا أنني أمام إنسان يعرف كيف يتدبر الأمور في هذه المواقف المحزنة وأنني متشوق أكثر منهم لسماع الحكاية من رائد
فذهبت علياء
والجميع ينتظرها وبعد خمسة دقائق عادت علياء بوجهها البشوش الذي ملئ الغرفة نور لعودة أبتسامتها .. وعاد الهدوء في المكان ورائد واقف أمام الشرفه ينظر إلى ميدان التحرير فيرى فيه شيئاً جميل يأتي من الأعلى فالشمس تبدو كالقرص الذهبي تخرج أشعتها لتخترق السحاب الذي يمر في السماء بالألوان البهيجة ناحية الميدان وكأن هذه الألوان آتية من السماء لتقول هذا هو نور الحرية .. بدء رائد يعود بالأحداث ليتذكر تلك اللحظات التي لم يرى فيها شعاع من أشعة الشمس في وضح النهار نظر إليهم جميعاً ثم أخذ نفساً عميقاً وكأن الهواء ذهب من المكان ..
قال بصوت عال: عندما نظرت الي منصور وجدته بين الحياة والموت .. صرخت بأعلى صوتي : إسعاف ... نظرت حولي لم أرى إلا المعارك من كل اتجاه والشرطة تقترب ولا ترحم أحد من ضرب في الناس لكي لا يدخلوا الميدان ... ومنصور ملقي علي الأرض لا أرى ألا بطنه التي كلما تحركت أعرف بأن منصور علي قيد الحياة .. صرخت بأعلى صوتي النجدة ساعدوني .. تقدم الشباب نحوي والشرطة تسمع صوتي ولا تأتي .. فقد سمعت عسكري منهم يقول : هناك شاب مصاب إصابة قاتله يا فندم يجب أن ننقذه
الضابط : عندنا أوامر وننفذها ... والخسائر متوقعه بنسبة 25% يعني أذا قتل ربع هؤلاء ليس لديهم شئ عندنا ..... سمعت هذه الكلمات ولم أسمع بقية الحديث .. صرخت : ساعدوني ... تقدم شباب الثورة دون خوف من الشرطة حملوا منصور فوق أكتافهم بحذر ووسط هذه الزحام إلا أن الناس تفتح الطريق وتساعدنا وتدعو له بالشفاء .... حتي وصلنا إلى الطريق الرئيسي وركبنا سيارة وذهبنا إلى المستشفى .. وفي المستشفى يدخل منصور غرفة الإنعاش فإصابته خطيرة هذا ما قاله الدكتور
أتصلت بأبي لكي يأتي ومعه المال المطلوب لنشتري له العلاج التي تطلبه المستشفي من الخارج .. وقد نسيت أن أقول له لا تأتي بأم منصور معك الآن وذلك خوفاً عليها لأنها مريضة فاتصلت مرةً أخري فوجدت التليفون مغلق .... وبعد نصف ساعة جاء والدي ومعه أمي وأم منصور وهذا ما كنت أخاف منه
أم منصور : أين منصور ياولدي
: في غرفة الإنعاش يا أمي
: لقد قلت لي أنك ستأتي أنت وهو إلى المنزل فلماذا جئتم إلي هنا ألم تعدني بذلك وتساقطت منها الدموع
توقف عقلي عن الرد ولساني صمت وارتجف جسدي وسالت الدموع لا أعرف ماذا أقول ... هل اقول أسف .. كيف وأنا وعدتها .. أخذت أبكي بشراهه
فتقدمت نحوي وأخذتني في حضنها والدموع تتساقط منها كالمطر وردد لسانها قائلا : أنا أسفة ياولدي هون عليك .. فأنا مؤمنة بالله وأعرف بقضاء الله ..
وأنا أبكي بشراهه ولا أرى شيئاً إلا أن تحول ذلك إلى انهيار عصبي فقدت الوعي .. جاءت لي صورة منصور وهو واقف مع شباب كثيرون يرفعوه لأعلى وهم سعداء به وكنت أنا بعيد عنه كثيراً كلما ناديته لا يسمعني وكلما أحول الأقتراب أرى حشد من الناس يلتفون حوله أحاول ولكنه يبتعد يبتعد إلي أن ذهب عن مرمى عيني وفجأة سمعت صوت ...
رائد ..: هل أنت بخير
فنظرت وجدت أمي أمامي .. ماذا حدث وأين أنا
الأم : لقد حدث لك انهيار عصبي وأنت في المستشفي ..
: وكيف حال منصور ..
: حالته سيئة جداً يا ولدي ربنا يشفيه
: يااااااااااااااااااااااااا
أمي : ماذا تفعل ؟؟
: يجب ان أذهب لأطمئن علي منصور ..
أمي : هون عليك يا ولدي
: لن يهدأ قلبي ولا عقلي إلا أن أطمئن علي منصور
ذهبت بخطوات سريعه أمام غرفة الأنعاش الموجود فيها منصور ورأيت والدي جالس مع أم منصور ووجدتهم يتهامسون دون أن أسمع حديثهم
.. قلت لهم : كيف حال منصور
قالت أم منصور : أدعي له يا ولدي
ونظرت لهم فعرفت أنهم يخفو عني شيئاً فقلت: أين الدكتور
فقالت أم منصور: الدكتور ذهب وسيعود حالاً
أنتظرت نصف ساعة ولم يأتي الدكتور
وفجأة وجدت الدكتور يخرج من الغرفة التي بها منصور فنظرت لهم نظرة غضب .. وذهبت للطبيب
: كيف حال منصور يا دكتور
الدكتور : لقد قلت لهم من نصف ساعة أن منصور يحتاج لدم وليس هناك أي دماء في المستشفى حالياً وستأتي كمية الدماء بعد ثلاث ساعات .. وهذا التأخير سيضره كثيرا .. فالتأخير ليس جيد ... فنظرت إلي أبي وقلت بصوت مرتفع : لماذا لم تقولوا
فقالت أم منصور : لا يا ولدي فأنت جسمك ضعيف ...
لم أنظر لها ودخلت مع الدكتور وقلت له : هيا يا دكتور بسرعة خذ الدم الذي تريده فأنا فصيلتي مثل فصيلته
الدكتور : سنرى .. وبعد التحليل التي أثبتت أن فصيلته مثل فصيلتي ...
دخلت الغرفة التي بها منصور .. وجدته ملقى علي السرير فاقد الوعي تماماً .. أمامه انبوبة الأكسجين وذلك الجهاز الذي به شاشة تعرض إشارات مثل المثلثات ..
وسألت الدكتور : ما هذه المثلثات التي تعرضها الشاشة
أجاب قائلاً : إنها إشارات لدقات قلب المريض .. إذا توقفت يعني ..
قلت : لا تكمل فهمت .... بدء الدكتور يدخل الحقنة في زراعي ...
وفجأه خرج صوت من ذلك الجهاز عالي جداً ... نظرت إلي الشاشة وجدت المثلثات تختفي ويظهر شريط ___________ طويل
إلي اللقاء في الفصل الخامس إن شاء الله
بقلم / جابر عبده محمد بكر
للعلم والأهمية حتي لا يظن البعض أنني أكتب من أجل أن أضيع حق شخص كان في ميدان التحرير .. والمقصود بكلاً من
الصحفي علاء المازني هو جميع الصحفيين الذين يكتبون كلمة الحق دائما في زمن ذهب فيه كلمة الحق
و"رائد" هو نحن الشباب الذي كان ضائع في المهدءات الذين كانوا يعطوها لهم
ومنصور هو ((الحق)) الذي ظهر في ميدان التحرير
ووالد رائد هو تاريخ مصر الذي ضاع مع الظلم
فهل ياتري حكايتي ستصل إليكم ونظهر حق جميع الشهداء ونعود بالتاريخ إلي أحداث 25 يناير لنأتي بحق كل شهيد ... فأنا عن نفسي سأكمل الرواية وسأجهد نفسي فيها حتي تليق بجميع شهدائنا الذين ضحوا من أجل كلمة حق فهذه الرواية ما بين الواقع والخيال والواقع الأكيد هي جميع قصص الشهداء بإذن الله وكتبت تلك الملحوظة حتي لا يظن البعض أنني أنتسب أشياء لأشخاص ليسوا موجدين لأقول للجميع أن الكاتب عندما يكتب يجب أن يكتب بصدق
بقلم جابر عبدة محمد بكر
وأتمني أن يكون الفصل قد نال إعجابكم
ليست هناك تعليقات