كلُّ السابق وهمٌ بقلم : حسن رمضان
كلُّ
السابق وهمٌ
*************
سيدتي
تمرُّ التجربةُ وتعبرُ الأحزانْ
ففي أصل تركيبتِنا نعمة النسيانْ
نستيقظُ من غفلةٍ
فنكتشفُ أنَّ النورَ موجودٌ في غير مكانْ
كلُّ السابقِ وهمٌ
واللاحقُ يُجدّدُ الإنسانْ
كوني الفاعلَ المرفوعَ على أكفِّ الزمانْ
صادري العُمْرَ المُتبقّي
غادري صِفة المُتلقّي
وارفضي صفة المفعول بهِ المنصوبِ على الجدرانْ
كوني أنتِ التي تحلمينَ بها
قومي من تحت الركامْ
أزيلي الغُبارَ عن الأيامْ
فبعد السقوطِ يوجبُ القِيامْ
فلْتكنِ القيامةُ قيامةَ الشجعانْ
قومي واحملي الأمل المُفدّى
ففيه الغرامُ
وفيه السلامُ وفيها الأمانْ
***
يااااا أنتِ
أنتِ أميرة الزمنِ الآتي ؟
أنتِ الطفلةُ التي ستُزيّنُ ساعاتي ؟
أنتِ سفينةُ نجاتي ؟
أنتِ نورُ حياتي ؟
منذ متى وأنتِ مُختبئةٌ بين كلماتي ؟
منذ متى وأنتِ عاشقةٌ لمفرداتي ؟
منذ متى وأنتِ مجنونةٌ لا تخشى المشْيَ في طرُقاتي ؟
لا أريدُكِ غيمةً عابرةً
أريدُكِ يا سيدتي أميرةَ غيماتي
خلْفَها نستترُ
خلْفَها نمتطرُ
خلْفها ننتصرُ
فأنتِ مرآةَ ذاتي
***
أنا الماردُ الخارجُ من فانوسكِ السحريّ
لبّيكِ فيما تطلبينْ
لو طلبتِ الماءَ من جنّة الماءِ حضَرْ
لو طلبتِ الصيفَ في عزِّ الشتاءِ حضَرْ
لو طلبتِ النورَ في الليلة الظلماءَ حضَرْ
لبّيكِ يا سيدتي
سآتيكِ بالشمسِ ليلاً
وفي النهار آتي بالقمرْ
إني أمرْتُ النجومَ أن تكونَ ثماراً
فاقطفي ما شئتِ عن الشجَر
ليست هناك تعليقات