ثقافة الاختلاف .... بقلم أ / وفاء أحمد
بقلم / وفاء أحمد
ثقافة الاختلاف
لقد خلقنا الله سبحانه و تعالى مختلفين فى أشياء كثيرة منها الشكل و الطباع و اللغة و الاهتمامات و غيرها الكثير لا لشىء سوى ان نتعارف و نتشارك فيما بيننا و يعوض كل منا الاخر عما ينقصه و ذلك فى قوله تعالى : { يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير } . [ ص: 133 ] . و برغم كل هذه الفروق و الاختلافات بين البشر اخبرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ان الله لا يفرق بين عبيده الا على اساس التقوى فقط و ذلك فى قوله :قال صلى الله عليه وسلم : " لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى " . و من هذا المنطلق يجب علينا ترسيخ فكرة الاختلاف بدايه من الخلق وصولا الى اقوالنا و افعالنا , و من الهام جدا تدريس رأى الامام الشافعى رضى الله عنه عندما قال: رأيى صواب يحتمل الخطأ و رأى غيرى خطأ يحتمل الصواب" فاذا ما اخذنا هذا فى الاعتبار لن يثور كل منا من اجل رايه بل عليه ان يستمع لرأى الاخرين و اذا ما اصر على رايه فعليه ان يقدم الادله و البراهين على صدق كلامه , هذا ان لم يقتنع براى الاخرين لا...
لقد خلقنا الله سبحانه و تعالى مختلفين فى أشياء كثيرة منها الشكل و الطباع و اللغة و الاهتمامات و غيرها الكثير لا لشىء سوى ان نتعارف و نتشارك فيما بيننا و يعوض كل منا الاخر عما ينقصه و ذلك فى قوله تعالى : { يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير } . [ ص: 133 ] . و برغم كل هذه الفروق و الاختلافات بين البشر اخبرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ان الله لا يفرق بين عبيده الا على اساس التقوى فقط و ذلك فى قوله :قال صلى الله عليه وسلم : " لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى " . و من هذا المنطلق يجب علينا ترسيخ فكرة الاختلاف بدايه من الخلق وصولا الى اقوالنا و افعالنا , و من الهام جدا تدريس رأى الامام الشافعى رضى الله عنه عندما قال: رأيى صواب يحتمل الخطأ و رأى غيرى خطأ يحتمل الصواب" فاذا ما اخذنا هذا فى الاعتبار لن يثور كل منا من اجل رايه بل عليه ان يستمع لرأى الاخرين و اذا ما اصر على رايه فعليه ان يقدم الادله و البراهين على صدق كلامه , هذا ان لم يقتنع براى الاخرين لا...
ن لديه ما يثبت خطأ هذا الراى. و اهم من اثبات الراى طريقه اثباته يجب ان يكون باللين و الرفق فى الكلام لان الكلام اللين يغلب الحق البين. اما فيما يتعلق بالامور الاجتهاديه التى تحتمل اكثر من راى فكل انسان يستطيع ان ياخذ بالراى الذى يميل اليه قلبه. و هناك ما يسمى بالقاعدة الذهبيه فى فقه الاختلاف لدى علماء المسلمين, حيث يقولوا: نجتمع فيما اتفقنا فيه ويرحم بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه: مثال: هل مصافحة الرجال للنساء و العكس تنقض الوضوء, فالامام ابو حنيفه قال انها لا تنقض الوضوء و الامام الشافعى قال انها تنقض الوضوء. المغزى من هذا الاختلاف ان العلماء فى اختلافهم رحمة و اذا كان حال العلماء الاختلاف فما بال غير العلماء؟ ما بال كل انسان منا يتشبث(يتمسك) برايه و يتعصب له و يفترض الكذب فى الاخرين و يقلل من ارائهم. و لننظر معا الى بعض من اقوال السلف الصالح لنتعلم فكرة الاختلاف:
روي أن هارون الرشيد قال للإمام مالك رضي الله عنهما: (يا أبا عبد الله، نكتب هذه الكتب ونفرقها في ءافاق الإسلام لنحمل عليها الأمة؟
قال: يا أمير المؤمنين إن اختلاف العلماء رحمة من الله على هذه الأمة، كلٌّ يتبع ما صحّ عنده، وكل على هدى وكل يريد الله).
وقال الامام مالك أيضًا: (شاورني هارون الرشيد في أن يعلق الموطأ في الكعبة، ويحمل الناس على ما فيه. فقلت: لا تفعل، فإن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم اختلفوا في الفروع، وتفرقوا في البلدان، وكُلٌّ مُصيب، فقال الرشيد: وفّقك الله يا ابا عبد الله).
و من الضرورى ان نوضح ان الاختلاف هنا هو مجرد اختلاف فى اراء حياتيه و ليس عقائد ثابته. اذن لابد لنا من ترسيخ هذا المفهوم لدى الجميع الا و هو ان نتفق فى الجوهر و نختلف فى المظهر و ان نتعلم تقافة الحوار و الاختلاف, و نتعلم فكرة الراى و الراى الاخر لان كل منا له عقله و تفكيره و لا احد منا يحب ان يقلل الاخرين من شانه.
روي أن هارون الرشيد قال للإمام مالك رضي الله عنهما: (يا أبا عبد الله، نكتب هذه الكتب ونفرقها في ءافاق الإسلام لنحمل عليها الأمة؟
قال: يا أمير المؤمنين إن اختلاف العلماء رحمة من الله على هذه الأمة، كلٌّ يتبع ما صحّ عنده، وكل على هدى وكل يريد الله).
وقال الامام مالك أيضًا: (شاورني هارون الرشيد في أن يعلق الموطأ في الكعبة، ويحمل الناس على ما فيه. فقلت: لا تفعل، فإن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم اختلفوا في الفروع، وتفرقوا في البلدان، وكُلٌّ مُصيب، فقال الرشيد: وفّقك الله يا ابا عبد الله).
و من الضرورى ان نوضح ان الاختلاف هنا هو مجرد اختلاف فى اراء حياتيه و ليس عقائد ثابته. اذن لابد لنا من ترسيخ هذا المفهوم لدى الجميع الا و هو ان نتفق فى الجوهر و نختلف فى المظهر و ان نتعلم تقافة الحوار و الاختلاف, و نتعلم فكرة الراى و الراى الاخر لان كل منا له عقله و تفكيره و لا احد منا يحب ان يقلل الاخرين من شانه.
ليست هناك تعليقات