الحلم المستحيل ... بقلم أ / جابر بكر
بقلم / جابر بكر
الفصل الثالث
أخذ رائد نفساً عميقاً يدل علي الآلام التي رأها في الميدان وابتسم إبتسامة صغيرة تدل علي الإنتصار ونظر إليهم جميعا فعرف أنهم ينتظروا منه الحديث عن الشهداء فبدء بنفسه قائلاً : في البداية أنا إنسان عادي مولود في منزل بسيط وحالتنا حمدا لله ميسورة .. فأبي مدرس تاريخ بالمدرسة الثانوية أما أمي فهي ربة منزل طيبة جداً تحبني وأحبها من كل قلبي لنا جيران نحبهم ويحبونا ومن هؤلاء الجيران منزل صديقي منصور .. وما أجمل بداية الحديث عن صديقي منصور فهو من أفضل أصدقائي فهو لا يترك الصلاة في المسجد إلا إذا كان عنده مانع شديد مثل مرض أمه الدائم ولا يشرب السجائر مثلنا ودائماً يفكر في مستقبله أما نحن فنشرب جميع المخدرات لا نفكر في شئ أبداً وكثيراً ما حدثني صديقي منصور أن أبتعد عن أصدقاء السوء ولكن دون جدوي فهذه المخدرات تبعدني عن العالم المليئ بالكذب والخداع فأنا حاصل علي كلية تجارة بتفوق فكان معي أبناء الأغنياء الذين تم تعيينهم بعد نجاحهم من المواد الذين رسبوا فيها أما أنا فأبي مدرس بسيط ما يملكه في الدنيا هو التاريخ فهو يقول دائماً أن التاريخ ثروة أكبر من أي مال في الدنيا إن لم نخاف عليه ضاعت الثروة والدولة بمن فيها ...
كنت أقتنع وأنا صغير بحديث أبي وعندما كبرت سئمت من هذه العبارة الدائمه .. فدائماً ما أسمع عن الذين يتاجرون في آثار بلدنا ويصبحون من أغني الناس ومن أفضلهم وعرفت أيضاً أن أصحاب النفوذ يسيطرون علي بلدنا ولم يذكروا شيئاً من ذلك التاريخ بل يغيرون التاريخ بمالهم وسلطانهم سئمت من الحياة المليئة بالكذب والرشوة والخداع فنحن في زمن المال من معه المال يسمع أجمل الكلام ويتعين في أرقي المناصب دون أن نسأل عن تاريخه أو عن تعليمه فمنهم من يشتري الشهادات العلمية بالمال ... فكل شئ تحول إلي غش ونفاق .. ووالله سئمت من الحياة ولذلك أشرب المخدرات وأعيش في عالم مليئ بالضحك يبعدك عن الحياة الغريبة .. وأعرف أنا وأصدقائي المتعلمين أسف المحشيشين أنهم يعرفون بحالنا ولذلك يعطونا تلك المهدءات أي المخدرات وشرب الخمرة و الطريق السئ والفيس بوك أيضاً فهم يعتبروه أكبر مخدر يخدر جميع الناس وهم يفعلون ذلك لأجل أن نبتعد عن السؤلات والمظاهرات ضدهم .. حتي جاء إلي صديقي في ذلك اليوم 23 يناير وأنا جالس مع زملائي أخذني واتجه بي إلي المنزل وفي الطريق أعطي لي عنوان صفحة علي الفيس بوك وأخذ يحكي عن تلك الصفحة وقصة إسمها فهم يطلقون عليها إسم كلنا خالد سعيد علي أسم الجندي الذي مات علي يد الشرطة فقرر صديقي أن يكون معهم في الفكرة والفكرة هي الإحتجاج علي الظلم والقهر الذي يحدث في الدولة .. أخذ يحكي لي منصور علي تلك الصفحة وكأنه يحكي عن فيلم خيالي .. كنت أضحك حينها مستهزءاً لأن ما يقوله منصور حلم بعيييييييييييييييييييييييييييي ييد جداً كنت أقول حينها : كيف يرسم لعقلك أن تغير النظام أنت حقاً بدء عقلك بالجنون .
ونظر إلي نظرة و كأني أقف في مستقبله أو حياته و قال : لما يا صديقي ؟؟
قلت وأنا أتجاهل تلك النظرة : لما ههههههههه أتريد تغير النظام من الرئيس حتي أخر عسكري علي عهده يعني تريدون تغير وزراء مصر الداخلية والحربية وجميع الأثرياء الذين يؤيديون مبارك وأخذت أتذكر ما حدث معي في الدراسة عندما تحدثت مع طالب نجح بالغش من أجل والده رجل مسئول في الدولة وأعطوه درجات أعلي مني ومن ذملائي الطلبة المجتهدون عندما تحدثت عن أبوه أخذوني يوماً علي أمن الدولة وهذا اليوم لن أنساه ضربوني وإهانوني وفعلوا معي جميع أنواع التعذيب وقالوا لي حينها أن هذا التعذيب لا شئ .. وعدت قائلا ل منصور : تقول لما أتعرف ماذا يفعلون في أمن الدولة بأمثالكم .. لا ياصديقي أياك أن تعتقد أن ما حدث في تونس ممكن يحدث هنا فالجميع يعرفون كل شئ ولكن خائفون ولن يتحدثوا .. لا يا صديقي هذا الحلم لن يتحقق وانا لست معك في ذلك .....
فابتسم منصور رغم النظرة التي نظرتها إليه عندما تذكرة ما حدث معي في أمن الدولة كانت نظرتي إليه أن ليس هناك أمل في الشئ الذي يتحدث عنه .. و أبتسم إبتسامته الدائمة التي إذا رأها أحد من ذلك الشاب عرف أن هناك أمل في تلك الحياة المليئة بالخداع .. وها قد وصلنا الي المنزل وعندما دخلنا غرفتي فتح الكمبيوتر وفتح النت ودخل علي الفيس بوك وأتجه علي تلك الصفحة صفحة كلنا خالد سعيد وأخذ يكتب تعليقات علي المقالات التي تؤيد بثورة .. وبعد إنتهائه نظر إلي بعيونه ذات اللون الأخضر ألتي إذا نظرت إليها مرة لن تتحرك عيونك من شدة سحرهما وإذا نظرت إلي وجهه ستعرف أنه يشبه القمر في إكتماله فكانت السعادة التي في وجهه المشرق تعطيه إشراقاً وكأن الشمس والقمر أجتمعا في ذلك الوجه الطيب .. وبعد تلك النظرة السعيدة قال : الحلم سيصبح حقيقة وسترا....
نظرت إليه متعجباً علي تلك الجمله التي يقولها وكأنه متأكد من ذلك ..
وقلت : هل هناك أحلام في هذه الدولة تتحقق ؟؟؟
فقال وهو خارج من الغرفة : إن شاء الله والأيام القادمة ستثبت لك ..
وعندما فتح الباب وجد أمي أمامه فقالت له : اليوم ستأكل معنا ولن تذهب ..
فتأسف لأمي وقال : يجب أن أذهب لأن الآن ميعاد الدواء الخاص بأمي ويجب أن أذهب وغداً إن شاء الله سوف أتي في الغداء للأكل معكي يا أمي .. ((فهو دائماً مايذكر أم رائد بأمه لأن رائد ومنصور منذ الصغر مع بعض ))
وجاء اليوم الثاني 24 يناير وأكل عندنا وكان جميع حديثه عن الحلم المستحيل إي الثورة .. وقبل أن يذهب في هذا اليوم مسك يد أمي وقبلها وقبل رأسها وقال لها : أدعي لنا يا أمي ..
فرفعت أمي يدها إلي السماء وقالت : ربنا معاك ومع أمثالك
وسلم علي أبي وسلم علي وأخذ ينظر إلي المنزل دون أن أفهم شئ
وقلت له حينها : هل عقلك ذهب منك ما الذي تفعله
قال : نعم أنا مجنون من السعادة ودائماً عندما أكون سعيد أفعل أشياء غريبة .. وبعدها ذهب أخذت أفكر قليلا فيما فعله صديقي فلم أفهم ... أتجهت إلي غرفة النوم لكي أنام فأنا معي حفلة شرب مع أصدقائي بالليل فنمت واستيقظت في الثانية عشر فهذا وقت السهرة أحبت أمي أن تعد لي الطعام ولكني رفض خوفاً من التأخير فأنه يوماً في الأسبوع .. ذهبت هناك وكنت أعتقد حينها أن المهدءات هي أروع ما وجدت في الحياة وبعد السهرة الجميله المليئة بالضحك الهستيري .. عدت إلي البيت في الفجر دخلت بهدوء لكي لا يشعر بي أحد ولكن الجميع دائماً ما يشعروا بي فأنا أذهب يميناً ويساراً أتخبط .. مرة أتجه ناحية الحائط ومرة ناحية الكرسي .. وفي هذه اللحظة وكالعادة يستيقظ أبي ويعطيني كلام كثير ولا أتذكرشئ ما دمت في هذه الحاله وبعدها أذهب الي غرفتي ثم تأتي أمي ومعها الطعام وتتحدث معي بدموع كثيره علي حالي وأنا لا أبالي تلك الدموع وكأني حجر لاأسمع ولا أشعر بدموع أمي الغالية .. عدت الليله كمثل الليالي الماضية نمت .... وفجأة سمعت صراخ أستيقظت .. أنه صراخ أمي وبكاء أبي ذهبت بسرعه إليهم فوجدتهم يبكون ..
قلت : ماذا حـــــــــــــــدث ؟؟؟
أجاب أبي قائلاً : أنظر الي التلفزيون
فنظرت وجدت مشاهد فظيعه .. الأمن يضرب المتظاهرين بطريقة فظيعه وهم يقولون ((سلمية سلمية)) وعلي ما أعتقد أنه ضرب حتي الموت ... تذكرت صديقي منصور فأسرعت إلي الغرفة لأرتدي ملابسي ..
أمي : إلي أين ستذهب
قلت بسرعه : إلي هنااااااااك
قالت لن تذهب حتي نعرف ماذا سيحدث
قلت لها : سأطمئن علي منصور وسأعود
وبدءت عيناها تسيل منها الدموع وتقول : لا !!!!!!!!!!!
قلت : لماذا ؟؟؟
قالت يكفي أن إبني منصور خرج إلي هناك ولم نعرف ماذا حدث له
قلت : ولكن .........
قال أبي : أنتظر قليلا حتي نطمئن من الأخبار أن الهدوء عاد وبعدها جميعنا سيذهب ..
فانتظرت أكثر من ساعه ونحن نتابع الأخبار والأخبار تزداد سوء .. حتي طرق الباب
ففتحت أمي فسمعت بكاء أم منصور ذهبت إليها مسرعاً
قالت بخوف شديد ودموع غزيرة فإن رءاها أحد في هذه الحالة بكي لدموعها : أمانه ياولدي قلبي مشغول علي منصور خذني إليه ياولدي .. فمنصور هو ما لي في الحياة فإن حدث له مكروه سأموت خذني له أرجوك وكادت تريد أن تقبل قدماي رفعت وجهها وقبلت يدها ورأسها
فقالت وهي بنفس الدموع : يقتلون شباب يريدون الزواج و بيتاً صغيراً أو يريدون عملا صغيرا .. لماذا يفعلون معهم هكذا لماذا يضربوهم هل هم علي خطأ ياولدي
قلت لها : لا والله يا أم منصور .. بل أنا الذي علي خطأ طالما موجود في هذا المنزل وأخوتي يموتون .. سأذهب إلي مكان المظاهرة وسوف آتي أنا ومنصور وذهبت هناك .. وهناك ترا الأحداث مختلفة كثيرة عما راءيته في التلفزيون .. فكثير من الناس مصابين فالمعركة هنا بين الشرطة والشعب علي الوصول إلي الميدان فالشرطة تمنع من يحول أن يتقدم إلي الأمام وها هو مدد آخر يأتي إلي الشرطة فهنا الأحداث مختلفة تماماً أخذت أنظر هنا وهناك أبحث عن منصور حتي راءيت ذلك المشهد الخطير .. شاب يقف أمام عربة الشرطة دون خوف فتدهسه فطول هذا الشاب مثل طول منصور ومثل نحافة جسمه فذهبت إلي هذا الشاب مسرعا ولكن الطريق صعبة جدا .. أبتعدت عن هذا وعن هذا أقفز بين هذا وذاك وقلبي يزداد في دقاته حتي أقتربت من الشاب وبدءت خطوات قدماي في الهدوء .. وبدءت أشعر أنني لا أسمع إلا صوت دقات قلبي وكأن قلبي هو الوحيد هنا و نظرت جيدا فوجدت ...........
أخذ رائد نفساً عميقاً يدل علي الآلام التي رأها في الميدان وابتسم إبتسامة صغيرة تدل علي الإنتصار ونظر إليهم جميعا فعرف أنهم ينتظروا منه الحديث عن الشهداء فبدء بنفسه قائلاً : في البداية أنا إنسان عادي مولود في منزل بسيط وحالتنا حمدا لله ميسورة .. فأبي مدرس تاريخ بالمدرسة الثانوية أما أمي فهي ربة منزل طيبة جداً تحبني وأحبها من كل قلبي لنا جيران نحبهم ويحبونا ومن هؤلاء الجيران منزل صديقي منصور .. وما أجمل بداية الحديث عن صديقي منصور فهو من أفضل أصدقائي فهو لا يترك الصلاة في المسجد إلا إذا كان عنده مانع شديد مثل مرض أمه الدائم ولا يشرب السجائر مثلنا ودائماً يفكر في مستقبله أما نحن فنشرب جميع المخدرات لا نفكر في شئ أبداً وكثيراً ما حدثني صديقي منصور أن أبتعد عن أصدقاء السوء ولكن دون جدوي فهذه المخدرات تبعدني عن العالم المليئ بالكذب والخداع فأنا حاصل علي كلية تجارة بتفوق فكان معي أبناء الأغنياء الذين تم تعيينهم بعد نجاحهم من المواد الذين رسبوا فيها أما أنا فأبي مدرس بسيط ما يملكه في الدنيا هو التاريخ فهو يقول دائماً أن التاريخ ثروة أكبر من أي مال في الدنيا إن لم نخاف عليه ضاعت الثروة والدولة بمن فيها ...
كنت أقتنع وأنا صغير بحديث أبي وعندما كبرت سئمت من هذه العبارة الدائمه .. فدائماً ما أسمع عن الذين يتاجرون في آثار بلدنا ويصبحون من أغني الناس ومن أفضلهم وعرفت أيضاً أن أصحاب النفوذ يسيطرون علي بلدنا ولم يذكروا شيئاً من ذلك التاريخ بل يغيرون التاريخ بمالهم وسلطانهم سئمت من الحياة المليئة بالكذب والرشوة والخداع فنحن في زمن المال من معه المال يسمع أجمل الكلام ويتعين في أرقي المناصب دون أن نسأل عن تاريخه أو عن تعليمه فمنهم من يشتري الشهادات العلمية بالمال ... فكل شئ تحول إلي غش ونفاق .. ووالله سئمت من الحياة ولذلك أشرب المخدرات وأعيش في عالم مليئ بالضحك يبعدك عن الحياة الغريبة .. وأعرف أنا وأصدقائي المتعلمين أسف المحشيشين أنهم يعرفون بحالنا ولذلك يعطونا تلك المهدءات أي المخدرات وشرب الخمرة و الطريق السئ والفيس بوك أيضاً فهم يعتبروه أكبر مخدر يخدر جميع الناس وهم يفعلون ذلك لأجل أن نبتعد عن السؤلات والمظاهرات ضدهم .. حتي جاء إلي صديقي في ذلك اليوم 23 يناير وأنا جالس مع زملائي أخذني واتجه بي إلي المنزل وفي الطريق أعطي لي عنوان صفحة علي الفيس بوك وأخذ يحكي عن تلك الصفحة وقصة إسمها فهم يطلقون عليها إسم كلنا خالد سعيد علي أسم الجندي الذي مات علي يد الشرطة فقرر صديقي أن يكون معهم في الفكرة والفكرة هي الإحتجاج علي الظلم والقهر الذي يحدث في الدولة .. أخذ يحكي لي منصور علي تلك الصفحة وكأنه يحكي عن فيلم خيالي .. كنت أضحك حينها مستهزءاً لأن ما يقوله منصور حلم بعيييييييييييييييييييييييييييي
ونظر إلي نظرة و كأني أقف في مستقبله أو حياته و قال : لما يا صديقي ؟؟
قلت وأنا أتجاهل تلك النظرة : لما ههههههههه أتريد تغير النظام من الرئيس حتي أخر عسكري علي عهده يعني تريدون تغير وزراء مصر الداخلية والحربية وجميع الأثرياء الذين يؤيديون مبارك وأخذت أتذكر ما حدث معي في الدراسة عندما تحدثت مع طالب نجح بالغش من أجل والده رجل مسئول في الدولة وأعطوه درجات أعلي مني ومن ذملائي الطلبة المجتهدون عندما تحدثت عن أبوه أخذوني يوماً علي أمن الدولة وهذا اليوم لن أنساه ضربوني وإهانوني وفعلوا معي جميع أنواع التعذيب وقالوا لي حينها أن هذا التعذيب لا شئ .. وعدت قائلا ل منصور : تقول لما أتعرف ماذا يفعلون في أمن الدولة بأمثالكم .. لا ياصديقي أياك أن تعتقد أن ما حدث في تونس ممكن يحدث هنا فالجميع يعرفون كل شئ ولكن خائفون ولن يتحدثوا .. لا يا صديقي هذا الحلم لن يتحقق وانا لست معك في ذلك .....
فابتسم منصور رغم النظرة التي نظرتها إليه عندما تذكرة ما حدث معي في أمن الدولة كانت نظرتي إليه أن ليس هناك أمل في الشئ الذي يتحدث عنه .. و أبتسم إبتسامته الدائمة التي إذا رأها أحد من ذلك الشاب عرف أن هناك أمل في تلك الحياة المليئة بالخداع .. وها قد وصلنا الي المنزل وعندما دخلنا غرفتي فتح الكمبيوتر وفتح النت ودخل علي الفيس بوك وأتجه علي تلك الصفحة صفحة كلنا خالد سعيد وأخذ يكتب تعليقات علي المقالات التي تؤيد بثورة .. وبعد إنتهائه نظر إلي بعيونه ذات اللون الأخضر ألتي إذا نظرت إليها مرة لن تتحرك عيونك من شدة سحرهما وإذا نظرت إلي وجهه ستعرف أنه يشبه القمر في إكتماله فكانت السعادة التي في وجهه المشرق تعطيه إشراقاً وكأن الشمس والقمر أجتمعا في ذلك الوجه الطيب .. وبعد تلك النظرة السعيدة قال : الحلم سيصبح حقيقة وسترا....
نظرت إليه متعجباً علي تلك الجمله التي يقولها وكأنه متأكد من ذلك ..
وقلت : هل هناك أحلام في هذه الدولة تتحقق ؟؟؟
فقال وهو خارج من الغرفة : إن شاء الله والأيام القادمة ستثبت لك ..
وعندما فتح الباب وجد أمي أمامه فقالت له : اليوم ستأكل معنا ولن تذهب ..
فتأسف لأمي وقال : يجب أن أذهب لأن الآن ميعاد الدواء الخاص بأمي ويجب أن أذهب وغداً إن شاء الله سوف أتي في الغداء للأكل معكي يا أمي .. ((فهو دائماً مايذكر أم رائد بأمه لأن رائد ومنصور منذ الصغر مع بعض ))
وجاء اليوم الثاني 24 يناير وأكل عندنا وكان جميع حديثه عن الحلم المستحيل إي الثورة .. وقبل أن يذهب في هذا اليوم مسك يد أمي وقبلها وقبل رأسها وقال لها : أدعي لنا يا أمي ..
فرفعت أمي يدها إلي السماء وقالت : ربنا معاك ومع أمثالك
وسلم علي أبي وسلم علي وأخذ ينظر إلي المنزل دون أن أفهم شئ
وقلت له حينها : هل عقلك ذهب منك ما الذي تفعله
قال : نعم أنا مجنون من السعادة ودائماً عندما أكون سعيد أفعل أشياء غريبة .. وبعدها ذهب أخذت أفكر قليلا فيما فعله صديقي فلم أفهم ... أتجهت إلي غرفة النوم لكي أنام فأنا معي حفلة شرب مع أصدقائي بالليل فنمت واستيقظت في الثانية عشر فهذا وقت السهرة أحبت أمي أن تعد لي الطعام ولكني رفض خوفاً من التأخير فأنه يوماً في الأسبوع .. ذهبت هناك وكنت أعتقد حينها أن المهدءات هي أروع ما وجدت في الحياة وبعد السهرة الجميله المليئة بالضحك الهستيري .. عدت إلي البيت في الفجر دخلت بهدوء لكي لا يشعر بي أحد ولكن الجميع دائماً ما يشعروا بي فأنا أذهب يميناً ويساراً أتخبط .. مرة أتجه ناحية الحائط ومرة ناحية الكرسي .. وفي هذه اللحظة وكالعادة يستيقظ أبي ويعطيني كلام كثير ولا أتذكرشئ ما دمت في هذه الحاله وبعدها أذهب الي غرفتي ثم تأتي أمي ومعها الطعام وتتحدث معي بدموع كثيره علي حالي وأنا لا أبالي تلك الدموع وكأني حجر لاأسمع ولا أشعر بدموع أمي الغالية .. عدت الليله كمثل الليالي الماضية نمت .... وفجأة سمعت صراخ أستيقظت .. أنه صراخ أمي وبكاء أبي ذهبت بسرعه إليهم فوجدتهم يبكون ..
قلت : ماذا حـــــــــــــــدث ؟؟؟
أجاب أبي قائلاً : أنظر الي التلفزيون
فنظرت وجدت مشاهد فظيعه .. الأمن يضرب المتظاهرين بطريقة فظيعه وهم يقولون ((سلمية سلمية)) وعلي ما أعتقد أنه ضرب حتي الموت ... تذكرت صديقي منصور فأسرعت إلي الغرفة لأرتدي ملابسي ..
أمي : إلي أين ستذهب
قلت بسرعه : إلي هنااااااااك
قالت لن تذهب حتي نعرف ماذا سيحدث
قلت لها : سأطمئن علي منصور وسأعود
وبدءت عيناها تسيل منها الدموع وتقول : لا !!!!!!!!!!!
قلت : لماذا ؟؟؟
قالت يكفي أن إبني منصور خرج إلي هناك ولم نعرف ماذا حدث له
قلت : ولكن .........
قال أبي : أنتظر قليلا حتي نطمئن من الأخبار أن الهدوء عاد وبعدها جميعنا سيذهب ..
فانتظرت أكثر من ساعه ونحن نتابع الأخبار والأخبار تزداد سوء .. حتي طرق الباب
ففتحت أمي فسمعت بكاء أم منصور ذهبت إليها مسرعاً
قالت بخوف شديد ودموع غزيرة فإن رءاها أحد في هذه الحالة بكي لدموعها : أمانه ياولدي قلبي مشغول علي منصور خذني إليه ياولدي .. فمنصور هو ما لي في الحياة فإن حدث له مكروه سأموت خذني له أرجوك وكادت تريد أن تقبل قدماي رفعت وجهها وقبلت يدها ورأسها
فقالت وهي بنفس الدموع : يقتلون شباب يريدون الزواج و بيتاً صغيراً أو يريدون عملا صغيرا .. لماذا يفعلون معهم هكذا لماذا يضربوهم هل هم علي خطأ ياولدي
قلت لها : لا والله يا أم منصور .. بل أنا الذي علي خطأ طالما موجود في هذا المنزل وأخوتي يموتون .. سأذهب إلي مكان المظاهرة وسوف آتي أنا ومنصور وذهبت هناك .. وهناك ترا الأحداث مختلفة كثيرة عما راءيته في التلفزيون .. فكثير من الناس مصابين فالمعركة هنا بين الشرطة والشعب علي الوصول إلي الميدان فالشرطة تمنع من يحول أن يتقدم إلي الأمام وها هو مدد آخر يأتي إلي الشرطة فهنا الأحداث مختلفة تماماً أخذت أنظر هنا وهناك أبحث عن منصور حتي راءيت ذلك المشهد الخطير .. شاب يقف أمام عربة الشرطة دون خوف فتدهسه فطول هذا الشاب مثل طول منصور ومثل نحافة جسمه فذهبت إلي هذا الشاب مسرعا ولكن الطريق صعبة جدا .. أبتعدت عن هذا وعن هذا أقفز بين هذا وذاك وقلبي يزداد في دقاته حتي أقتربت من الشاب وبدءت خطوات قدماي في الهدوء .. وبدءت أشعر أنني لا أسمع إلا صوت دقات قلبي وكأن قلبي هو الوحيد هنا و نظرت جيدا فوجدت ...........
ليست هناك تعليقات