العرس ... بقلم أ / سليم عوض عيشان
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
" العرس "
- الجزء الثاني -
مقدمة :
أحداث هذا النص لم تدر في عصور الجاهلية السحيقة .. أو في العصور الوسطى .. ولم تدر في مجاهل أفريقيا .. أو في " الماو ماو" .. أو " الواق واق " .. بل إن الأحداث جرت في مدينتك .. مدينتي ... أو أي مدينة أخرى قريبة من مدننا .. بل لعل أحداثها قد جرت في أكثر من مدينة .. أكثر من قرية .. أكثر من مكان .. في نفس الآن .
وليس للكاتب من فضل على النص .. اللهم سوى الصياغة الأدبية فحسب ..
( الكاتب )
--------------------------
إهداء متواضع :
إلى الأستاذة الراقية التي أوحت لي بفكرة النص .. والتي روت لي الأحداث بصدق كما رأتها .. وكانت " شاهد عيان " للأحداث والشخوص .
( الكاتب )
تنبيه هام :
أرجو أن أقوم بالتنبيه بعدم قراءة هذا النص .. وخاصة لذوي المشاعر المرهفة ..الحساسة .. وذوي القلوب الضعيفة .. لأن في النص الكثير من المشاهد التي تهز المشاعر ..
( الكاتب )
-------------------------
" العرس "
( الجزء الثاني )
.. آه .. ها أنا أعود من جديد للمشهد الذي كان ... ها هي الطفلة الغضة البريئة ؟؟ تعود للهو من جديد في الحقل الكبير الواسع .. ها هي تقوم بأعمال الزراعة البسيطة المتواضعة بما يناسب عمرها و طفولتها الغضة ..
وذلك بعد أن قضت عدة أيام وهي في صراع فكري ونفسي حاد لما حدث معها قبل عدة أيام من الشاب .. ابن الجيران ..
هي .. لم تفهم .. لم تعيي ... لم تعرف حقيقة ما حدث .. ولا سر ما حدث .. فإن تفكيرها البريء الغض لم يدرك أبعاد تلك المدارك والمفاهيم التي لا تتناسب وتفكيرها وعقليتها ومداركها ..
الطفل الشاب .. الشاب الطفل .. ها هو يعود للاقتراب منها من جديد .. ابتسامته العذبة تغطي محياه كله ..
تحس بخطواته وهو يقترب منا رويدا رويدا .. ترفع ببصرها عن الأرض التي كانت تقوم بأعمال الفلاحة والري فيها .. يلتقي بصرها ببصره .. يبتسم لها ابتسامة عذبة جميلة رائعة .. تحس بخدر لذيذ يدب في سائر أعضاء جسدها .. عشرات المشاعر المتباينة المضطربة تستولي عليها .. تحس بان تفكيرها قد أصيب بالشلل التام .. عشرات الأحاسيس والمشاعر المتباينة تنتابها .. تفكر في الفرار من المكان .. تفكر في الهروب بعيدا عن الشاب .. ولكنها شعرت بأن أعصابها تخونها ... وأن قدماها لا تقويان على حملها لتنقلها إلي البعيد البعيد ..
شعرت بارتعاش وخدر غريب يسيطر على كل حواسها ومشاعرها.. ويشل حركتها .. ويشل تفكيرها ..
الطفل الشاب .. الشاب الطفل .. يقترب منها أكثر فأكثر .. ابتسامته الرائعة تزداد اتساعا .. يقترب منها بما فيه الكفاية . تشعر بالغثيان .. بالدوار .. وتشعر كأن الأرض تميد من تحت قدميها ..
تقف متبلدة كتمثال أثري صخري صلد ... يمد الشاب بكلتا يديه نحوها .. يطوقها بذراعيه .. ينهال عليها بالقبلات المحمومة .. تشعر بأنفاسه الملتهبة الحارقة وهي تحرق وجهها .. صدرها .. جسدها .. تشعر بشتى الأحاسيس الغريبة المعربدة تحتل جسدها بالكامل ... وتشل تفكيرها بالكامل .. تحس بنشوة غريبة لم تحس بمثلها من قبل في يوم من الأيام ...
الشاب ما زال يطوقها بذراعيه القويتين .. ومازال يمطرها بالقبلات المحمومة الملتهبة .. تشعر بأنها قد فقدت الإحساس بالوجود .. وأحست بأنها تغيب عن الوعي ....
كان الشاب يقودها ناحية الكوخ المتواضع .. في الركن البعيد المنزويَ من الحقل .. لم تدرِ لماذا انساقت إليه .. لم تقاومه .. سارت إلى جانبه كالمنومة .. لم تحاول أن تتمرد . أن ترفض . أن تصرخ .. أن تهرب منه .. وأن تفر من المكان ..
ما إن ولجا إلى داخل الكوخ المتواضع .. حتى كان يندفع نحوها بقوة غريبة .. لم تكن سوى مجرد لحظات .. حتى كانت تقف أمامه شبه عارية .. بل لعلها كانت كذلك ..
اندفع الشاب نحوها بجنون غريب .. و ....
... طلق ناري آخر يدوي في الفضاء مجلجلا مزمجرا .. ليخترق وسطها .. أسفل البطن مباشرة .. يتبعه صراخ وتهليل وتكبير مدوٍ يملأ الفضاء صخبا وضجيجا ... تسبقه وتتبعه الزغاريد المدوية المجلجلة ... استطاعت أن تميز صوت أمها بالكاد .
وجهت بصرها ناحية مصدر الصوت .. وقع بصرها على أبيها .. كان الدخان ما زال يتصاعد وينبعث من فوهة بندقيته القديمة الصدئة ؟...
يبدو بأنه وفي غمرة سعادته واحتفاله بـ " العرس " ... عرس ابنته .. قد أخطأ الهدف عندما أطلق المقذوف الناري .. يبدو بأن الطلق الناري قد ضل طريقه .. وأخطأ الهدف .. فلم يخترق الهواء والسماء ... بل اخترق أسفل وسطها بمباشرة ؟؟!! .
نظرت الفتاة إلى حيث استقر الطلق الناري .. شاهدت الدماء تنزف بغزارة من المكان .. غزارة كثيفة لم تتعود أن ترى مثلها من قبل خلال الأشهر التي انصرمت ؟؟!! .
شعرت بأن الدماء المنسابة من مقدمتها .. قد التقت بالدماء المنسابة من رقبتها ووجهها ... فكونت جدولا صغيرا من الدماء القانية .
راحت الغشاوة تغطي عينيها من جديد .. راح المشهد يعاود الظهور من وسط غلالة الضباب الكثيفة التي كانت تغطي العينين بالكامل ..
ها هو اللقاء الحميم بينها وبين الشاب يتكرر بشكل شبه يومي لأيام وشهور متتالية ..
الكوخ المتواضع كان يشهد اللقاء الصاخب والحب الملتهب بينهما ..
زراعة " الأذرة " الكثيفة العملاقة شهدت جانباً لا بأس به من تلك اللقاءات المحمومة .. .
ها هو يأتي في كل مرة تكون فيها في الحقل .. وتقوم بأعمال الزراعة ... وينفرد بها بعد أن يتأكد من خلو المكان من ذويها .. أمها وأبيها وأشقائها ...
ما إن كانت تلمحه عن بعد .. حتى تترك كل ما بيديها من أشياء .. يمسك بيدها .. تمسك بيده بقوة .. يقودها ناحية الكوخ الذي كان يشهد اللقاءات الصاخبة الملتهبة .. أو ناحية زراعات " الأذرة " الكثيفة التي كانت تشهد جانبا من اللقاء الماجنة المتكررة.. بدون أن تشعر أو يشعر .. بمدى فداحة ما يرتكبانه من جرم كبير .. وإثم عظيم ..
فنشوة اللقاءات المحمومة المجنونة كانت تنسيهما كل ما عداه من أمر ... فينهلان ما شاء لهما الوقت من اغتراف اللذة المحرمة ..
لم تكن تدري أو تشعر بمدى فداحة ما ترتكبه من إثم شنيع وبشع .. ولم يكن يهمها سوى أن تروي الظمأ الجسدي المحموم الذي تعود على تناول تلك الوجبة شبه اليومية وأدمن عليها .
في اللقاء الأخير ..كانت تسمع ثمة صرخة مكتومة تأتي من داخل جسدها .. مصاحبة تماما لتلك الأنة والصرخة التي كانت تصدرها وهي في عنفوان نشوتها الخاطئة .. هي أحست وشعرت بأن هناك صرخة ما .. واهية تنطلق من داخل جسدها من ذلك الرابض في بطنها .. نتيجة علاقة آثمة ..
لم تتنبه في البداية لمصدر الصوت .. ولكنها فيما بعد تأكدت بأنه صوت حشرجة وأنة جنين تأتي من جوف أحشائها .. كانت أنات وصرخات الجنين الواهية .. تأتي دوما مصاحبة لأناتها التي كانت تطلقها نشوة ولذة باللقاء المحموم الآثم مع الشاب ..
لعلها أنة عذاب .. ولعلها صرخة استنكار واهية .. صاخبة . يطلقها الجنين الرابض مستنكرا .. صاخبا .. لاعنا .. ثم ..
.. ها هي تطلق أنة نشوة ولذة وهي تمارس الرذيلة مع العشيق .. تأتي مصاحبة تماماً لأنة وصرخة الجنين المعربد في أحشائها ... تماما كما كانت مصاحبة لأنة واهية .. وصرخة مكتومة .. تطلقها من أعماق نفسها ...
فلقد أصابت الطلقات النارية الجديدة الهدف تماماً هذه المرة ..
تلفتت حولها تبحث عن مصدر الصوت .. تأكدت بأنه كان يأتي من ناحية شقيقها الأصغر ... الذي كان يحمل بندقية نصف حديثة .. نصف صدئة .. نصف آلية .. يبدو بأنه كان قد أطلق الأعيرة النارية في الهواء ليشارك الجميع الابتهاج والفرحة والسعادة .. والاحتفالات بـ " العرس " الكبير .. ويبدو بأن المقذوفات النارية قد أخطأت الهدف في هذه المرة أيضا .. فهي لم تشق عنان السماء .. بل شقت بطنها تماماً... فأطل الجنين من خلال الشق وقد نزفت منه الدماء بغزارة .. أطل .. ولم يطلق أية إشارة .. ولم تصدر عنه أية أنة ألم أو استنكار أو شكوى ..
نظرت نحو الجنين الذي كان يطل من الشق الكبير في بطنها .. صدرت عنها أنة غريبة من المشاعر الغريبة المتباينة ..
ثمة ابتسامة بلهاء لا تحمل أي معنىً أو مضمون قد ارتسمت على محياها .. لعلها لم تدرك .. لم تعي حقيقة وكنه ما يدور من حولها .. وما يحدث لها ...
لم تتململ ... لم تشكو .. لم تئن .. كانت نظراتها البلهاء مركزة بشكل مشوه على ذلك الشيء الذي أطل من الشق الكبير لبطنها .. وكأنها تتساءل في سرها .. عن سر وجوده داخل أحشائها ؟؟!!؟؟ ..
... يتبع ...
" العرس "
- الجزء الثاني -
مقدمة :
أحداث هذا النص لم تدر في عصور الجاهلية السحيقة .. أو في العصور الوسطى .. ولم تدر في مجاهل أفريقيا .. أو في " الماو ماو" .. أو " الواق واق " .. بل إن الأحداث جرت في مدينتك .. مدينتي ... أو أي مدينة أخرى قريبة من مدننا .. بل لعل أحداثها قد جرت في أكثر من مدينة .. أكثر من قرية .. أكثر من مكان .. في نفس الآن .
وليس للكاتب من فضل على النص .. اللهم سوى الصياغة الأدبية فحسب ..
( الكاتب )
--------------------------
إهداء متواضع :
إلى الأستاذة الراقية التي أوحت لي بفكرة النص .. والتي روت لي الأحداث بصدق كما رأتها .. وكانت " شاهد عيان " للأحداث والشخوص .
( الكاتب )
تنبيه هام :
أرجو أن أقوم بالتنبيه بعدم قراءة هذا النص .. وخاصة لذوي المشاعر المرهفة ..الحساسة .. وذوي القلوب الضعيفة .. لأن في النص الكثير من المشاهد التي تهز المشاعر ..
( الكاتب )
-------------------------
" العرس "
( الجزء الثاني )
.. آه .. ها أنا أعود من جديد للمشهد الذي كان ... ها هي الطفلة الغضة البريئة ؟؟ تعود للهو من جديد في الحقل الكبير الواسع .. ها هي تقوم بأعمال الزراعة البسيطة المتواضعة بما يناسب عمرها و طفولتها الغضة ..
وذلك بعد أن قضت عدة أيام وهي في صراع فكري ونفسي حاد لما حدث معها قبل عدة أيام من الشاب .. ابن الجيران ..
هي .. لم تفهم .. لم تعيي ... لم تعرف حقيقة ما حدث .. ولا سر ما حدث .. فإن تفكيرها البريء الغض لم يدرك أبعاد تلك المدارك والمفاهيم التي لا تتناسب وتفكيرها وعقليتها ومداركها ..
الطفل الشاب .. الشاب الطفل .. ها هو يعود للاقتراب منها من جديد .. ابتسامته العذبة تغطي محياه كله ..
تحس بخطواته وهو يقترب منا رويدا رويدا .. ترفع ببصرها عن الأرض التي كانت تقوم بأعمال الفلاحة والري فيها .. يلتقي بصرها ببصره .. يبتسم لها ابتسامة عذبة جميلة رائعة .. تحس بخدر لذيذ يدب في سائر أعضاء جسدها .. عشرات المشاعر المتباينة المضطربة تستولي عليها .. تحس بان تفكيرها قد أصيب بالشلل التام .. عشرات الأحاسيس والمشاعر المتباينة تنتابها .. تفكر في الفرار من المكان .. تفكر في الهروب بعيدا عن الشاب .. ولكنها شعرت بأن أعصابها تخونها ... وأن قدماها لا تقويان على حملها لتنقلها إلي البعيد البعيد ..
شعرت بارتعاش وخدر غريب يسيطر على كل حواسها ومشاعرها.. ويشل حركتها .. ويشل تفكيرها ..
الطفل الشاب .. الشاب الطفل .. يقترب منها أكثر فأكثر .. ابتسامته الرائعة تزداد اتساعا .. يقترب منها بما فيه الكفاية . تشعر بالغثيان .. بالدوار .. وتشعر كأن الأرض تميد من تحت قدميها ..
تقف متبلدة كتمثال أثري صخري صلد ... يمد الشاب بكلتا يديه نحوها .. يطوقها بذراعيه .. ينهال عليها بالقبلات المحمومة .. تشعر بأنفاسه الملتهبة الحارقة وهي تحرق وجهها .. صدرها .. جسدها .. تشعر بشتى الأحاسيس الغريبة المعربدة تحتل جسدها بالكامل ... وتشل تفكيرها بالكامل .. تحس بنشوة غريبة لم تحس بمثلها من قبل في يوم من الأيام ...
الشاب ما زال يطوقها بذراعيه القويتين .. ومازال يمطرها بالقبلات المحمومة الملتهبة .. تشعر بأنها قد فقدت الإحساس بالوجود .. وأحست بأنها تغيب عن الوعي ....
كان الشاب يقودها ناحية الكوخ المتواضع .. في الركن البعيد المنزويَ من الحقل .. لم تدرِ لماذا انساقت إليه .. لم تقاومه .. سارت إلى جانبه كالمنومة .. لم تحاول أن تتمرد . أن ترفض . أن تصرخ .. أن تهرب منه .. وأن تفر من المكان ..
ما إن ولجا إلى داخل الكوخ المتواضع .. حتى كان يندفع نحوها بقوة غريبة .. لم تكن سوى مجرد لحظات .. حتى كانت تقف أمامه شبه عارية .. بل لعلها كانت كذلك ..
اندفع الشاب نحوها بجنون غريب .. و ....
... طلق ناري آخر يدوي في الفضاء مجلجلا مزمجرا .. ليخترق وسطها .. أسفل البطن مباشرة .. يتبعه صراخ وتهليل وتكبير مدوٍ يملأ الفضاء صخبا وضجيجا ... تسبقه وتتبعه الزغاريد المدوية المجلجلة ... استطاعت أن تميز صوت أمها بالكاد .
وجهت بصرها ناحية مصدر الصوت .. وقع بصرها على أبيها .. كان الدخان ما زال يتصاعد وينبعث من فوهة بندقيته القديمة الصدئة ؟...
يبدو بأنه وفي غمرة سعادته واحتفاله بـ " العرس " ... عرس ابنته .. قد أخطأ الهدف عندما أطلق المقذوف الناري .. يبدو بأن الطلق الناري قد ضل طريقه .. وأخطأ الهدف .. فلم يخترق الهواء والسماء ... بل اخترق أسفل وسطها بمباشرة ؟؟!! .
نظرت الفتاة إلى حيث استقر الطلق الناري .. شاهدت الدماء تنزف بغزارة من المكان .. غزارة كثيفة لم تتعود أن ترى مثلها من قبل خلال الأشهر التي انصرمت ؟؟!! .
شعرت بأن الدماء المنسابة من مقدمتها .. قد التقت بالدماء المنسابة من رقبتها ووجهها ... فكونت جدولا صغيرا من الدماء القانية .
راحت الغشاوة تغطي عينيها من جديد .. راح المشهد يعاود الظهور من وسط غلالة الضباب الكثيفة التي كانت تغطي العينين بالكامل ..
ها هو اللقاء الحميم بينها وبين الشاب يتكرر بشكل شبه يومي لأيام وشهور متتالية ..
الكوخ المتواضع كان يشهد اللقاء الصاخب والحب الملتهب بينهما ..
زراعة " الأذرة " الكثيفة العملاقة شهدت جانباً لا بأس به من تلك اللقاءات المحمومة .. .
ها هو يأتي في كل مرة تكون فيها في الحقل .. وتقوم بأعمال الزراعة ... وينفرد بها بعد أن يتأكد من خلو المكان من ذويها .. أمها وأبيها وأشقائها ...
ما إن كانت تلمحه عن بعد .. حتى تترك كل ما بيديها من أشياء .. يمسك بيدها .. تمسك بيده بقوة .. يقودها ناحية الكوخ الذي كان يشهد اللقاءات الصاخبة الملتهبة .. أو ناحية زراعات " الأذرة " الكثيفة التي كانت تشهد جانبا من اللقاء الماجنة المتكررة.. بدون أن تشعر أو يشعر .. بمدى فداحة ما يرتكبانه من جرم كبير .. وإثم عظيم ..
فنشوة اللقاءات المحمومة المجنونة كانت تنسيهما كل ما عداه من أمر ... فينهلان ما شاء لهما الوقت من اغتراف اللذة المحرمة ..
لم تكن تدري أو تشعر بمدى فداحة ما ترتكبه من إثم شنيع وبشع .. ولم يكن يهمها سوى أن تروي الظمأ الجسدي المحموم الذي تعود على تناول تلك الوجبة شبه اليومية وأدمن عليها .
في اللقاء الأخير ..كانت تسمع ثمة صرخة مكتومة تأتي من داخل جسدها .. مصاحبة تماما لتلك الأنة والصرخة التي كانت تصدرها وهي في عنفوان نشوتها الخاطئة .. هي أحست وشعرت بأن هناك صرخة ما .. واهية تنطلق من داخل جسدها من ذلك الرابض في بطنها .. نتيجة علاقة آثمة ..
لم تتنبه في البداية لمصدر الصوت .. ولكنها فيما بعد تأكدت بأنه صوت حشرجة وأنة جنين تأتي من جوف أحشائها .. كانت أنات وصرخات الجنين الواهية .. تأتي دوما مصاحبة لأناتها التي كانت تطلقها نشوة ولذة باللقاء المحموم الآثم مع الشاب ..
لعلها أنة عذاب .. ولعلها صرخة استنكار واهية .. صاخبة . يطلقها الجنين الرابض مستنكرا .. صاخبا .. لاعنا .. ثم ..
.. ها هي تطلق أنة نشوة ولذة وهي تمارس الرذيلة مع العشيق .. تأتي مصاحبة تماماً لأنة وصرخة الجنين المعربد في أحشائها ... تماما كما كانت مصاحبة لأنة واهية .. وصرخة مكتومة .. تطلقها من أعماق نفسها ...
فلقد أصابت الطلقات النارية الجديدة الهدف تماماً هذه المرة ..
تلفتت حولها تبحث عن مصدر الصوت .. تأكدت بأنه كان يأتي من ناحية شقيقها الأصغر ... الذي كان يحمل بندقية نصف حديثة .. نصف صدئة .. نصف آلية .. يبدو بأنه كان قد أطلق الأعيرة النارية في الهواء ليشارك الجميع الابتهاج والفرحة والسعادة .. والاحتفالات بـ " العرس " الكبير .. ويبدو بأن المقذوفات النارية قد أخطأت الهدف في هذه المرة أيضا .. فهي لم تشق عنان السماء .. بل شقت بطنها تماماً... فأطل الجنين من خلال الشق وقد نزفت منه الدماء بغزارة .. أطل .. ولم يطلق أية إشارة .. ولم تصدر عنه أية أنة ألم أو استنكار أو شكوى ..
نظرت نحو الجنين الذي كان يطل من الشق الكبير في بطنها .. صدرت عنها أنة غريبة من المشاعر الغريبة المتباينة ..
ثمة ابتسامة بلهاء لا تحمل أي معنىً أو مضمون قد ارتسمت على محياها .. لعلها لم تدرك .. لم تعي حقيقة وكنه ما يدور من حولها .. وما يحدث لها ...
لم تتململ ... لم تشكو .. لم تئن .. كانت نظراتها البلهاء مركزة بشكل مشوه على ذلك الشيء الذي أطل من الشق الكبير لبطنها .. وكأنها تتساءل في سرها .. عن سر وجوده داخل أحشائها ؟؟!!؟؟ ..
... يتبع ...
ليست هناك تعليقات