طلاق وبالثلاثة بقلم د. محمد ابراهيم الدسوقى

طلاق وبالثلاثة 

بقلم د. محمد ابراهيم الدسوقى 

---------------------------------

حدثت واقعة طريفة في إحدى لجان الاقتراع فى انتخابات الرئاسة  بمحافظةالمنيا  حين توجه مواطن من مؤيدي احد المرشحين  بصحبة زوجته  للتصويت لمرشحه  ولكن الزوجة قامت بالتصويت للمرشح الأخر وفى داخل اللجنة إكتشف الزوج مافعلته زوجته فإنهال الزوج بالسباب على زوجته،  وألقى عليها يمين الطلاق داخل اللجنة ، فما كان من الزوجة إلا أن مزقت البطاقة الانتخابية.

وعلى ماتحمله هذه الواقعة من حزن عميق ومرارة شديدة  وحدوث طلاق وماأدراك ماالطلاق فهو أبغض الحلال عند الله ----- 

ولكن الفريد فى هذه الواقعة أنها تعكس الحالة التى وصلنا اليها  من الإفتقاد لمفهوم الحرية والديمقراطية و قبول الرأى الآخر عند الكثيرين والذى غذاه  الإستقطاب الاعلامى المقيت الذى رسخ القاعدةالخطيرة وهى إن  لم تكن معى فأنت ضدى وهذا مادفع الزوج لطلاق زوجته داخل اللجنة أمام الناس –

 ياللعار !!! 

وعلى مايبدو أن هناك طلاق من نوع أخر وقع جزء منه  وسيقع  الباقى بين الشعب من جهة  والنخب والمثقفين  والأحزاب القائمة   والمجلس العسكرى من جهة أخرى -----  ناهيك عن  الكثير من المطبلين  على القنوات الفضائية والذين شاركوا فى مانحن فيه من ضبابية  وفتن  وفرقة ------------ 

 وسيشمل هذا الطلاق  تيار الإسلام السياسى والذى راقبناه منذ إندلاع ثورة يناير وهو يتلون على كل لون --  يعد بشئ ويخلف--- يسعى للإستحواذ ويقول شئ آخر – يخفى اتفاقيات عقدها مع اطراف عديدة ويتنكر لها واذا اتزنق فيقول لولا المستجدات التى حدثت !!

يصرحون أنهم يحترمون القانون هذا اذا كان فى صفهم وفجاءة يتنكرون ويتحدون القضاء اذا داست أحكام  القضاء على طرف جلبابهم ------------ 

كل هذه الأطراف  خدعت وضللت الناس وشاركوا  المجلس العسكرى فى العجين السياسى والقانوني الذى وصلنا اليه!! 

ان مصر التى نزفت كثيراً ودفعت كثيراً وجربت كثيراً-- قامت بخلع النظام السابق فى ايام قليلة ثم  عاشت   فى كنف المرحلة الانتقالية والمجلس العسكرى المرتبك  وفى ظل محاولة الاخوان والتيار السلفى السيطرة على  مفاصل الحياة السياسية وفشلهم فى إظهار قدرتهم على التناغم مع بقية التيارات السياسية الضعيفة للغاية ومع تفرق القوى الثورية وتشتتها لدرجة أنك لاتستطيع أن تميزهم من كثرة إئتلافاتهم ---- 

قد يضطر شعب مصر  وهو صاحب العصمة أن يطلقهم جميعا  وبالثلاثة !!!

وعلى الله قصد السبيل