طائرة ورق
طائرة ورق
بقلم : أمل جمال النيلي
--------------------------
كان السكون يغيم أجواء الغرفة ، أشعر بالملل ، أمسكت الريموت ابحث بين القنوات .
قناة وراء الآخرة بلا توقف ، لم أجد فيلم أو حتى إعلان جذب انتباهي .
أقدامي أخذتني للشرفة ، كانت الشمس علي وشك المغيب ، أصوات الأولاد في الشارع عالية .
هذا يتبادل اللعب بكرته الصفراء ، وهذا يركب دراجته ويدور حول الأولاد .
وهناك في البعيد مجموعة ، تدور بينهم حرب قوية ، حرب شنت من لعبة ، وتارة يشد ، وتارة يرخي ، وتارة تشتبك ، وتارة تنحل .
صيحاتهم تعلو كلما تطايرت لبعيد ، أطفال لم يحملوا عبء الحياة ، أم نحن حياتنا كهذه الطائرة .
نسمة هواء تدفعنا لبعيد ، ونسمة آخري تدفعها لتشابك مع نفسها .
أحيانا
ًأحسدها كثيرا ً ، تطير لبعيد ويتخلل الهواء جنبتاها ، ترفرف كعصفور طليق
لا يعرف الحدود ، لكنها كلما طارت وأطلقت عنانها جذبها وسجنها في حدود لا
يتخطها .
وهكذا
هي حياتنا طائرة ورق ، كلما أطلقنا العنان لحياتنا ، جذبتنا العادات
والتقاليد أم المسئوليات ، وأحيانا ً آخري عقولنا من كثرة أنغمسها في الألم
، ترفض التحليق للحرية .
لكن طائرتي انقطع حبلها ، رفرفت لأفق ، لسماء الحرية ، سماء السعادة ، سماء الأمان .. رفرفت لبعيد ..... بعيد ........ ...
ليست هناك تعليقات