خرج ولم يعود – قصة قصيرة بقلم عز الدين الشعراوي

القاهرة في

19-3-2016

خرج ولم يعود – قصة قصيرة

كان يوجد رجل ينهض في الصباح الباكر يصلي لربه ويحمد ويشكر الله علي نعمته ثم يخرج الي رزقه و يعمل بكد ونشاط كل يوم علي هذا الحال هادي البال سعيد الحال .

وكان هذا الرجل اقوي من جيرانه وبقوته كان يعادل عشرة جيران فكان يلعب معهم شدة الحبل وقت السمر فكان يمسك طرف الحبل وعشرة من يجرانه يمسكون الطرف الاخر فيجذبهم وبقوته يجرهم ويغلبهم حتي علي الارض يقلبهم.

مسه الكبر واصبح لا يصلي ولا ينهضب مبكر ولا يسعي علي رزقه حتي حين يانزل اصحابه بشد الحبل للتسابق فكان يخصر منهم تدريجيا فالعشرة يغلبوه ثم الثمانية حتي اصبح ضعيف للغاية ولا يقوي حتي علي ان يهزم احد ولو واحد .

اصبح يستدين لكي يأكل حتي وصل به الامر ان يطلب معونات بعد ان كان كل من حوله يقترض منه ويطلب منه المعونات اصبح لا يعمل شيء ويعيش علي فتات الاخرين مع ان ارضه عنده وبيته عنده وجسده عنده وصحته عنده ولكن ضاع بجهله وعِناده .

حتي جاء اليوم المشأوم حين تحالف مع الد اعدائه واظلم خلق الله ومن حكم عليهم الله بالذل و المسكنه و الشتات في كافة بقاع الارض وان يكون عبد له وينفذ كل طلابته بلا اعتراض او نقض او رفض وتحاف معه ضد اصحابه وجيرانه وهنا خرج بعيد عن احبابه واصدقائه و اهله ولم يعود .

فكانت عدالة السماء!!!!

الفقر بعد الغِناء و الجوع حد العواء و المرض بلا شفاء و العري بلا غطاء و العهر بلا حياء و العيش كالذلاء .

كنتم مع الراوي :

عز الدين الشعراوي