الكاتب سلامة جاد الله قصة قصيرة محاولة لإدارة صفحتي!

قصة قصيرة أرجو أن تنال إعجابكم،
محاولة لإدارة صفحتي!
في ساعة مبكرة من صباح اليوم استيقظ كل من في البيت على صوت صراخي و انهياري العصبي، و بعد أن اجتمع الكل حولي ليعرف السبب صرخت بكل ما أوتيت من قوة:
- لقد حذرتكم مليون مرة ألا تمر ليلة واحدة على صفحتي بدون تنزيل صورة وردة بنفسجية و مكتوب خلفها مساء الورد على الجميع! مليون مرة قلت هذا!
و بعد مقولتي تلك لاحظت أن الجميع قد انفضوا من حولي و قد حملت ملامحهم علامات خيبة الأمل و آيات عدم الاكتراث، و هكذا حملت حاسوبي المتنقل و رحت بكل عصبية لأميرة التي كانت مشغولة بإعداد عدة شطائر لنفسها و قلت بعصبية شديدة:
- الساعة قد تخطت العاشرة و حتى الآن لم تنزلي صورة عبوات الشيكولاتة الفاخرة مع فنجان القهوة إياه و عبارة صباح الخير! هكذا سنفشل! و سيكون فشلنا ذريعاً!
و هكذا نظرت لي ببرود شديد و بلا أدنى اهتمام و قالت:
- نسيت!
و قبل أن أفقد ما بقي لي من أعصاب رحت لمنصور و أيقظته و وقفت أمامه كأحد الأشباح إلى أن أفاق و بعدها قلت:
- انظر لإحصائيات الصفحة! ماذا ترى! هبوط! لا شيء إلا الهبوط! و السبب هو كسلك عن نسخ أي حكاية من أي مكان و تركها على الصفحة! ما المشكلة في ذلك يا أخي!
و هكذا فرك عينيه و قال بنبرة صوت متقطعة و ناعسة:
- لكن تلك الصفحة مخصصة لكتاباتك انت!
و لذلك قلت بغضب و حدة:
- و لو يا أستاذ! التخصص كان صيحة من صيحات الزمن الماضي! المهم الآن هو الاستمرارية! المهم هو أن تقوم بعمل أي شيء في كل لحظة و ساعة و يوم!
لكنه للأسف لم يهتم كثيراً بما قلته و استكمل نومه بملل شديد، و لما نظرت حولي لاحظت أن أحدهم يشاهد التلفاز و ينتقل بسقم شديد من قناة لأخرى، و بصراحة لا أذكر إطلاقاً أني رأيت هذا الوجه في إحدى حكاياتي، لكن هذا لا يعتبر مبررا كافياً لأن يترك صفحتي و هي في عز احتياجها إليه و يجلس لمشاهدة التلفاز، و لذلك لرحت إليه بحاسوبي و قلت:
- و ما المانع لو وضعت هذا الحاسوب أمامك و قمت بعمل عدة مشاركات على صفحات أخرى أثناء مشاهدة التلفاز! أليس نجاح تلك الصفحة يعتبر نجاحاً لنا كلنا!
و نظر لي بعجب و اتسعت عيناه قليلاً و بعدها قال:
- يا بني أنا أبوك!
و بصراحة فاجأني الرد قليلاً لكني لم أسكت كثيراً و قلت باستعطاف:
- و ما المانع يا والدي لو استضفت أصحابك لإبداء إعجابهم بصفحتي!
و قبل أن يلتقط أي شيئ من على الأرض كنت قد هربت من الغرفة كلها و وقفت بين يدي تغريد التي كانت منهمكة في برد أظافرها لأقول:
- حاولي أن تفكري في أي سؤال لنقوم بتنزيله على الصفحة! سؤال جذاب يدعو كل الناس للمشاركة! أرغب في ازدحام شديد!
و هذكا قالت بدون أن ترفع عينيها عن أظافرها:
- جربت هذا من قبل و لم تكن النتائج مبشرة!
- هذا لأنك لم تدفعي القارئ للاختيار بين الرقم واحد أو الرقم اثنين!
- بل هذا لأن السؤال كان إن كانت الصفحة تروقهم أم لا... و لم يأت أي رد أصلاً!
و هكذا استفزتني و فقدت كل أعصابي و عزمت على الاشتباك معها في معركة شوارع، و قبل أن أسدد أية لكمات شعرت بشيء ثقيل جداً على كتفي و سمعت صوتاً عنيفاً يقول:
- لم لا تجلس هناك و تكتب لنا شيئاً جميلاً يريحنا من استجداء الناس للإعجاب بصفحتك!
و كان هذا هو صوت مهرجان، و هو إحدى الشخصيات الخيالية التي لعبت دور المحب الغيور لتغريد، و الذي يتميز بضخامة مفرطة في الحجم و الوزن و نسبة ذكاء قليلة جداً و لا يجوز إطالة الحديث مع أمثاله، و لذلك رحت لمكتبي بهدوء شديد و فعلت تماماً كما قال.
سلامة جاد الله
ليست هناك تعليقات