أحدث المواضيع

الزمن المتوقف والخطوط المرسومة بقـــــــلم عمر جميل



الزمن المتوقف والخطوط المرسومة
تستمر الحياة بطموحاتها وأمالها والسير بسرعة البرق للوصول للهدف المنشود واقتناص الفرص التى قلما تتكرر ،ومع انطلاقة الشباب ،فالقلب يبتسم فرحا بنشاط يملؤ الدنيا حراكا دؤبا لا ينتهى ،والأعين فيها بريق المستقبل ،والقلب ينبض سريعا لدقات دقت بابة وكأنه ينتظرها بلهفة ،ومع كل هذا النشاط العجيب ،والطموحات والأمال الكبيرة ،وهو وسط طريقه ، توقف ،ونظر وتمعن ،وجد الكون من حوله توقف ،فلا حراك والكل سكن سكون الموت سكون مخيف يكاد جسده يرتعد من شدة هوله،ولكن ،عندما نظر، فظهرت له الأمور على حقيقتها ،الكل يتحرك حوله ،ولكن ، يبدو أنه هو فقط الذى توقف الزمن عنده وكشر أنيابه،أراد أن يسير ،يواكب فعل الأحياء،يهرب من مصير يجره يقيدة يخيفه يرعبه ،لكنه وجد أنه محاصر بكلاليب وسلاسل تقيده تثبته فى الأرض ،وجد أن أماله وطموحاته لا سبيل لتحقيقها ،كبلته الهموم والأحزان ،كبلته الحسرة والندامة ،كبلته الأقدار التى ليس بيده تغييرها ،كبلته متطلبات الحياة التى يجب أن يحيا ويتنفس ويدق قلبه فقط كى يؤديها ،فيموت كل يوم حتى يسعى لإحياء غيره ،وبعد محاولات عديدة ،بدأ فى التحرك ،ولكن وجد نفسه مازال مقيدا ،وقد رسمت له خطوط ليس له أن يحيد عنها ،خطوات تعد عليه كتبت له ،حتى يصل إلى طريق النهاية ،وعندها لن يحتاج إلى طريق وخطوات بل لن يحتاج إلى جسد وقدمان، ويسكن الزمن ويتوقف للأبد، حيث تشخص العينان ، و تتمدد القدمان و تبردان وتتوقف دقات القلب ويصبح القلب بلا سكان ،ويفك القيد بغير رجعة وتتوقف عنده الأزمان ،وهنا يكون لبيته الصغير عنوان ،فلان غفر الله له لم يكن يوما ،وربما كان 

ليست هناك تعليقات