أيها السادة = بقلمي الأديب د. رسمي خير -- تحياتي جدو عبدو
أيها السادة
===========
أنا انسان ولكن كحجر صماء
غارق في بحر من الدماء
الصمت يكتنفني والنفس تروادني
تشدني الى الكلام
وبالقرب مني عمالقة عظام
اذا نطقت أصبح في واد سحيق مررت به
قيل أن أعتلي قمة هذا المكان
هناك امرأة لا أدري كيف وصلت الى المكان
تغازلني بصمت كم أنا سعيد بها
لأفرغ ما في صدري
جميلة المقام هي ولكن الزمن جعلها عروسة غبراء
كأنها قادمة من صحراء
شعرها كأسنان المشط والرمال رسمت وجهها
بتضاريس متشابكة الخطوط والأطراف
وما تبقى منها الا بسمة كشروق الشمس في الصباح
تعلوها البسمة لتمحي ظلام داحس والغبراء
بيننا لنا سويا بيت صغير من صاروخ عابر للقارات
من قوته هبت العواصف والرياح
تتدحرج صفائح من مخلفات الدمار
أكملنا به بيتنا مما زاد جماله هذا الايطار
وما تبقى زرعنا به ورودا ليكون لنا دواء
وأنشأنا سدود وجداول للمياه
مرت السنين واذا بنا نحيا في جنة خضراء وأطفال لنا يلهون
بين الأشجار
والطيور تصدح بأجمل الألحان أكتمل بهاء المكان
بدأت الوفود تأتينا من كل صوب تلتقط لنا صورا تذكارية
وأصبحنا حكاية هذا الزمان
تاريخ تسطره حروفنا ونحن نسرد الحكاية عن فحوى البناء
هذا صاروخ روسي ..وهذه قذيفة أمريكية ..وهذا جناح طائرة
عربية
وتلك مخلفات مواد غذائية أوربية
وما هذا يا سيدي وسيدتي الجميلة
انها جذوع أشجار وضعت لتحمي البيت من الأنهيار
أحست بنا وبدأت أغصانها تنمو وها أنت ترى أوراقها تظلنا
وعبير عطرها ترسم لنا مستقبلنا
ودليل وفاءها انكم هنا
تبكون على أطلالها
=================
بقلمي الأديب د. رسمي خير
ليست هناك تعليقات