أحدث المواضيع

اسباب تذيلنا قائمة التقدم فى العالم نحن العرب للكاتب أيمن غنيم



اسباب تذيلنا قائمة التقدم فى العالم نحن العرب 
للكاتب أيمن غنيم

انه لأمر محزن ان نكون فى تلك المؤخرة فى عداد التقدم والإرتقاء ونكون مستهلكين لذاك التقدم والمحافل التكنولوجية لا منتجين لها ونصبح بسوق يتشرب تلك العصارات التى يتمخضها هؤلاء او مصفقين بلهاء لما يحققونه او ينتجونه فى صومعة الانتاج غير مكترثين باننا تروس خاملة فى عجلة التقدم والانتاج . وفقط نحن من يسحب تلك العربه معصبين كبهائم تساق الى طرق ارتسموها لنا ان نسلكها او نمشيها دون وعى بنهايتها وغير مدركين لوعورتها ولكن مستسلمين لواقع هو اشد ضراوة من الانتكاسه والهزيمة النكراء فى حرب ثقافية فكرية افنت عقولنا وفرضت علينا سبات عميق واودعت فينا الكسل والدعة وامهاق حتى ماننشده او نعتنقه من مثل . وراحت تلك المعانى النبيلة تتسلق فروع التدين وفقط وانغمسنا فى ايقاع زهيد غير مجدى وعكفنا فى بيوتنا مهللين بما هو ابعد عن قيمة الحياة والفة معاييرها الانهزامية والاستسلاميه لما هو قائم دون جهد فعول بما يجب ان يكون .
وتعالو بنا نستعدى كيف كنا وكيف اصبحنا . 
كنا امة عزيزة اعزها الله بدينها اوعزها لكونه امة كدودة دؤوبة فى نصرة الله فنصرهم الله . 
فقد قال عز وجل فى كتابه العزيز . 'ان تنصر الله ينصركم ويثبت اقدامكم ' ويقول تعالى " ولينصرن الله من ينصره " ونصرة الله هنا هى اتباع تشريعه وعدم انتهاك حرماته والبعد عن نواهيه . وهى ايضا ليست قاصرة على اتباع المناسك الصماء او الاستغفار الاجوف او التعبد المترائى المشبوب بالرياء او اعلاء المفاهيم الدنيوية والامتعاض للذات البشرية وانما نصرة الله هى تلك الخطط المتينة وتلك الاسس القويمة وتلك الأصول الراقية فى دعم الحياة برمتها والاتقان فى العمل واتباع نظريات العلم وتفعيلها والالمام بالقوى الداعمة للخير اينما كان وحيثما كان فى اصرار منا على ان نكون . روادا لا تابعين قادة لا مأجورين علماء لا غوغائيين . ان نكون كما علمنا ربنا وأهدانا المثل الاعلى للامة جمعاء وهو محمد رسول الله . فكان جنديا مغوارا وكان قائدا محنكا وكان صلى الله عليه وسلم القدوة فى العمل المتقن وكان قرآنا يمشى على الارض . ولو كانت النسك والصلوات والاستغفار وفقط هى ادوات النجاحات او هى عوامل النصر . ولو كان الدين هو المعول الحقيقى دون الخطط المحكمة ودون رجاحة العقل ودون الاعتماد على الامكانيات المتاحة وتسخيرها لخدمتهم لما كان نصر الله لهم ولما انتشر الاسلام وعم ارجاء الارض كلها وارتفعت رايات الاسلام خفاقة على ارض حرروها بدمائهم او كل محفل غزوه بأفكارهم الرشيدة لا السطحية كما نحن عليه الآن . ولولا الانطلاقة التى فعلوها فى مجالات شتى وقيمهم التى ارست نواميس حياتهم الحقة ولو مبادئهم التى استقوها من دينهم لما حالفهم النصر .

اما ماهو حاصل الآن هو التبعية والازلال والسكون الاصم والهدوء الابكم فى حراك الحياة . وانزوى كل منا على مسبحته ليستغفر او قابعا فى خلوته ليصلى او ساو على صخر يداعب الحصى . تاركا الحياة وليس زاهدا فيها وتاركا فحوى وجوهر الدين فى الاعمار فى الارض بكل ملكاته وبكل انتفاضاته وغيرته على امة كان لها السبق فى كل المجالات والعلوم . واكتفى بدور العابد المستغفر ولم يدرك قيمة الاستغفار فى ان يضيع الامانات ويضيع من يعولهم ويضيع من يقودهم فى عدم استيعاب دوره الفاعل فى البناء والتعمير والاداء والتفعيل . ويخرج من اقوال عفوية الى افعال قوية مدوية فى ارجاء الدنيا باننا مسلمون . حيث كان الحق والعدل نكون . نبتغى العلا لأمتنا ونرجو الرفعة لديننا . فالدين قوى صلب عتى نفعى قيمى معرفى فلا تختزلوه بشكل شفهى . وقوموا وعلوا بامتكم كما كانت وقوموا وجاهدوا انفسكم واقتحموا اسوار الكسل والدعة وحطموا اواصر الخذلان بالسبق والانتصار واللحاق بل السباق لامم ليست بمؤمنة وليست لديها تلك المقومات التى لديكم .
انه من الكفر ان نطلب العلا ونتفقد الرجاء ونطلب العطاء من امم كفرت بما نؤمن نحن . لأن هذا ازعانا وافتراضا واعتقادا منا بانهم الاصوب فى فكرهم الذى يناهض فكرنا وعقائدهم التى تنوار عقيدتنا واعتراف ضمنى انهم هم الاصوب . 
فمن الحماقة ان نطلب من اعدائنا معول الحياة ومعول التنوير ومعول البناء وهم يقدمون ويخططون على هدم حياتنا وتدمير مفاهيمنا . 
وعلينا البحث والتقصى والانتقاليه من الجمود الفكرى الى الانطلاقة نحو الاصوب وخوض معارك ضارية فى اثبات الذات من عمل وعلم من امل وطموح بان نكون دون وصاية من احد او دون تبعية لاحد . من هنا يمكن ام نكون . 
ان الدين جعل لخدمة الحياة واعمال العقل فيها . والدين يدعم الخلق ويفرضه كقياس للتدين وقياس للاسلام فجعله قيمة وسلوك وجعل التدين هو الانكلاقة بالدين نحو الاصوب فى خلافة الارض واعلاء الامة . 
ومن اهم الانتكاسات التى تواجه امتنا هؤلاء الذين انساقوا وبحماقة لتحقيق مطالب فردية دنيوية زائلة كحكام يحافظون على مقاعد السلطة فتخلوا عن نصرة الامة فى خدمة مناصبهم وراحو يقبلون الايادى ويطلبون المدد والعون من الغرب لدعمه ومقاومة محيطينه الذين يمكن ان يكونوا قد رشحوه لهذا المنصب . واذا انخذلت القادة انخذلت الامم . والتف الناس البلهاء حول مصالحهم الشخصيه ويظنون انه الامان . اننا فى مركب واحد واذا خربت ضاع الجميع مهما علت اماكنه او ارتفعت عن القاع وانصرف الناس جميعا لتدعيم عادات بالية او الالتفاف حول عته وبلاهة فى فكر سواء اعلام مسطح وفكر رث ومهن هى مهن جاهلية وليست باسلامية من تمثيل لفن لغناء لكرة وجعلوها هى انماط التقدم وارتسموها هى الرقى والاعلاء . وتركوا قيمة العلم والعلماء واضرموا فى افكار النشء احساس الخضوع والاستسلام واحساس الانهزامية اننا امة هزيلة ضعيفة بلا رغيف او سيف . وتتوالى خيبة الرجاء فى التفلسف حتى فى الدين والخروج عن الدين بدافع الدين . حتى نتخبط ونجول عطشا محلقين فى اجواء التقلقل والانخراط فى التشكك حتى فى ديننا وقيمنا . وراح الجمع يفتى ويعطى لنفسه الخلافة لله فى ديننا وهو اجهل به عنه لايعرف بان التسامح هو اصل الدين وان الدين هو قيمة تدعم التعاون والالفة بين الناس . وان الدين جاء لتفعيل الرؤى الاجابية فى استيعاب مهام البشر والحياة . وانه احرص على اعداء الدين من انفسهم فامن لهم العباده فى صوامعهم والتعبد فى كنائسهم ولا مساس بهم الا فى حلبة صراع او نزال فعلى على ارض الحرب وفيها تدافع انت عن دينك لانه يقتحم اسواره او تتفت قواه . وليس لنا ان نحاربهم اذا اوليناهم الامان . فما بالنا من الارهاب الذى حتى يهدد اماننا كمسلمين وموحدين بالله . اى دين هذا الذى فتكوا بأماله واحلامه فى ان يظل الدين الذى يستوعب نواقصنا ويهدى من روعنا ويقيم خطانا الى الافضل . 
فلنعودا لروح الدين وامتثاله فى سلوكنا ونهجنا ونقدم على العمل والابداع والتواصل الفكرى والاجتهاد فى ان نزرع ونغرث ونصنع ونبادر بكل ماهو نافع ومفيد للامة باسرها وليعلم كل منا ان كل منا له دوره وله نصيبة وله الشق الاكبر فى بناء امته واعلاء دينه بالرقى والارتقاء والخير والنماء 
وان فعله ستكتمل الصوره بنا جميعا ونحتفى بقيمنا وتعلو امتنا ولا نتزيل قائمة الامم فى التقدم او الرخاء لانه محقق وكامن فى ديننا وقيمنا لكن يحتاج منا ان نزيل غبار الفوضى وغبار الكسل والتخبط عن جوهره سيتبين وتبتسم لنا الدنيا ويكون نصر الله لاننا نصرناه 
بقلم ايمن غنيم

ليست هناك تعليقات