أحدث المواضيع

نحو عالم افضل ٩ سلسلة يومية - للكاتب أيمن غنيم -- تحيات جدو عبدو


نحو عالم افضل ٩
سلسلة يومية
للكاتب أيمن غنيم

يقول الله تعالى فى محكم التنزيل
**فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث فى 
الأرض**
سورة الرعد الآية ١٧

هنا يريد الله تعالى ان يؤكد الدين بأفعاله ويصبح الحق حق 
فقط عندما يثمر بإتجاهاته وأن كل ماهو لايدعم الخير والنفع 
للناس فهو باطل لا محالة . وكل مالا يحقق هدف الدين من 
أمن و أمان فهو عالق بالظواهر لا الجوهر .
وكل مالا يضمن الحماية والاستيعاب لمحنهم ويتوغل فى 
عمق افكارهم لينقيها. ويهتم بهدايتها الى طريق الهداية 
والرشاد فهو يتلاشى ويتضاءل وشيئا فشيئا يصبح جفاءا .

وتعالوا بنا نقف وقفة مع تلك الأسباب التى تقف حيال التقدم 
والإرتقاء أو ماهى العلل وراء التخبط ووراء التدنى والإذلال . 
والإنتكاسه من القمة
التى كنا عليها وغزونا العالم أجمع بعلومنا وحضاراتنا يوم أن 
كانوا يتخبطون فى ظلمات الجهل وبراثن الشهوات . وكنا 
منارة يهتدى بها الناس جميعا حيث كانت هويتنا فاعلة فى 
الهيمنة والإستحواز بقيمنا ومبادئنا النابعة من الفهم الواعى 
للدين . والإيمان بقدراتنا وإمكانياتنا.
وقد ترجم هذا إلى واقع فى البحث والإجتهاد والوصول إلى 
أمجاد تغنى بها العالم .وكانت أمتنا لها الغلبة ولها السبق 
فى شتى العلوم .
وتاريخنا حافل بهؤلاء العظماء الذين حفروا أسمائهم عن ثقة 
وإصرار فى ذاكرة التاريخ ومنهاج الأمم . وحملوا معهم 
مشعل التنوير وقد كان .
من هذا المجد التليد والفخر الأكيد إلى القاع فى الحضيض . 
.

إننا أمام أسباب واضحة المعالم فى تدهور وإنحطاط أمة 
بأسرها .
وأولى هذه الأسباب

** أننا انصرفنا عن واقعية التعايش والمنافسة والتى لا 
تعرف هوادة أو راحة.
بل تتسم بالتحدى والمباغته مابين دين وأخر وأمة وأخرى .
و مابين حق وباطل. ومابين تفهم لدين وحياة وتعبد وتقوقع 
بلا حراك وبلا روح .

وثانيهم أننا نسبح فى خضم أمواج عاتية وعواصف مريبة من 
العولمه والتى تهدف الى الإطاحه بمعتقداتنا بنفس 
المنهجية التى نعتنقها وبالدين ذاته كما هو حاصل فى 
داعش وغيرها من تلك الهلاميات الدينية ومسرحيات هزلية 
والتى هى من إخراجهم هم أعداء الدين
والتى تحاول تمزيق الأمة إلى حانات ومقاطعات من الجدل 
المفرق والإختلاف المقيت والعبث بمقدراتنا والنيل من عزتنا 
وكرامتنا .

ولذا كان تصنيف الله للحق والدين كمعاول إرتقاء ومعاول بناء 
لأمة احترمت دينها ودافعت عن كيانها. وامة تدفع بالخير 
والنفع للبشرية جمعاء وقد خص الله الناس جميعا . ولم 
يقصرها على مسلمين وفقط. يبرئ الإسلام من الإرهاب 
وينفى عن المسلمين الترهيب ومن يفعل ذلك فهو ليس 
بمسلم والدين برئ منه .
لأن عدالة الله مطلقة وحاشى له أن يغدر او يظلم بأناس 
استظلوا فى كنف الإسلام . وحاشى لله ان يقبل دينا معيوبا 
. او منقوصا حتى وإن إكتملت نسكه او تفاقمت العبادة فيه . 
إنما جعل المحك الفعلى للقياس للدين والسلوكيات التى 
تنهجه والثقافات التى تتبناه والقيم التى تدعمه هو ماينفع 
الناس وذاك الذى يمكث ويتأصل وينمو ويخلد فى الأرض .

وذاك من عظمة الدين ورقة ادواته وشمولية عطاءاته . 
وأكدت الآية الكريمة روح الدين وجمال رسالاته فى النفع 
والخير للناس أجمع . وتلك الآية الكريمة تفند جوهر الدين 
فى تبنى هموم الناس واستيعاب الخلل الذى يمكن ان 
يحدثه أى شقاق فكرى أو أى شطط مذهبى أو أى مغالاة 
عقائدية والوصول بالعالم بأسره إلى بر الأمان . وتكون الأمة 
الاسلامية بدينها السمح هى قاطرة التقدم وقاطرة الثراء 
الفكرى الذى يخدم البشرية جمعاء لأن مفهوم النفع واسع 
المدى ويجوب كل مناحى الحياة . ومن هنا كان لزاما علينا 
كمفكرين وفلاسفة أن ننهض بفكر الدعاة الذين استمالتهم 
لغة الترهيب والتهديد ويفتشون عن كل مفردة فى أحاديث 
قدسية او نبوية وكل آية فى كتاب الله تلهب الخوف فى 
نفوس البشر من الدين وفقط يطوعون آيات الله المجيدة 
للبتر والقتل والهدم وإفساد الحياة وإفشال كل المساعى 
للتراحم واللين بين البشر وإيجاد حلول من واقع جمال الدين.
لإستيعاب أذماتهم . ليتها كانت انتفاضة فعلية على كل ركود 
وثبات وكل عوج وسئم .
وكل انحطاط ووهن . إنما نداءات لفظية وخطابية رنانة تفقد 
معانيها فور المنادة بها . وهى عند الله لاتثمن ولاتغنى لأنها 
لاتعى مفهوم الدين ولاجوهره ولاتهتم بالناس ونفعهم ودرء 
الصدع بينهم.
إنما جعلت لفتاوى واهية وأضحت شقاقا وأهملت فحوى 
الدين ولم ترسخ دعائمه . ولم ننهج نهج نبينا المعلم وهادى 
البشرية إلى الحق . فى براعة أدواته وبلاغة مفرداته 
وحكمة معانيه فى لملمة أمة وميلاد حب علم العالم لغة 
التسامح لذا دخولوا قانعين أمنين فى الإسلام .

ونحن جميعا رسل ديننا كدعاة او مفكريين او كتاب او 
فلاسفة او حتى أفراد عاديين . فلنجتهد فى نشر الخير 
وإمداد العون والإسراع إلى نفع الناس يسرعوا إلينا الناس 
من كل الملل ويهتدوا بنا وننهض بأمتنا إلى طريق الصواب .

فمن الأحرى بنا أن نفعل الدين إلى سلوك نافع ونترجم 
الإستغفار إلى رحمه تستوعب كل من هم احق بها ونفعله 
إلى إحساس ندم على كل جرم افتعلناه لا همهمات من 
الشفاه وقلوبنا لا تستشعرها فى سلوك او نهج تجاه أنفسنا 
أو تجاه من ظلمنا أو جرنا على حقة

فتعالوا بنا ننفع الناس بما هو أجمل وما هو إلى الله أقرب . 
ونرفع رايات السلام لتجوب معانيه بيننا وتنساب الطمأنية 
فى ربوعنا . ومن هنا تنتشر المحبة والوئام ونفرح ونسعد 
بحلاوة الإيمان ونقره بقلوبنا ونصدقه فى أعمالنا . نكن على 
ابواب عالم أفضل .
بقلم أيمن غنيم

ليست هناك تعليقات