بقلم// .. أحمد حمدانصديقتى والشتاء (كاملة)
صديقتى والشتاء (كاملة)
كانت لى صديقة اعتبرتها غريبة الأطوار خاصة عندما يأتى الشتاء ، فكلما ازداد الصقيع ازدادت رغبتها فى تناول المثلجات فسألتها ونحن نتناول الآيس كريم فقالت جملة فيلم الكيف المشهورة ( لازم أدوش الدوشة بدوشة أدوش منها عشان متدوشنيش ) ثم ضحكت .
قلت : الناس تحرص على المشروبات الساخنة فى الشتاء .
قالت : منتهى الغباء والهروب هذا ، لماذا أتشتت بين آلام مختلفة ..داخلى سيكون دافئ وخارجى وحولى صقيع .. هذا تناقض ونفاق ؛ علاج الألم يجب أن يكون من نفس نوعه . حتى تصل إلى مرحلة الاستمتاع أو الرضى .
قلت : لا أفهم .
قالت : سأخاطبك بالطريقة الرومانسية التى تفهمها ؛ لو أنك أحببت واكتشفت أن هذا الحب غير ممكن فماذا ستفعل ؟
قلت : سأحاول النسيان والانشغال بأشياء أخرى .
قالت: كن صريحا وقل سأهرب .. أتعرف .. حين تهرب لن تستطيع النسيان بل ستضيف لألمك ألم الفراق وألم جديد فى محاولتك عمل أشياء لا تحبها وفى النهاية ستكتشف أن كل هذا عبث .
قلت : إذن ما الحل ؟
قالت: توحيد اتجاه الألم ومواجهته ؛ فشعورى ببرودة الآيس كريم أنسانى برودة الجو بل جعلنى أستمتع به وبحديثنا أما إن شربت شيئا ساخنا فسأشعر براحة مؤقتة وبعدها سيزيد شعورى من الخارج بالبرد ، وتناقض الشعورين بين داخلى وخارجى سيؤثر على تركيزى وحالتى النفسية مما سيؤثر على مناعتى وقد أصاب بالزكام فعلا ، أما هكذا فأنا مستمتعة جدا ؛
إذا أحسست بألم فى حبك فاقترب أكثر فكل مرحلة جديدة من الألم تصل إليها ستنسيك ما قبلها بل وتجعلك ترضى وتستمتع بها .
ليس هناك نهاية للألم ولا للمتعة لكننا نحن من نحدد كيف نستمتع بالألم ، وأنا قررت الاستمتاع لذا اطلب لى آيس كريم آخر لو سمحت .
.....................................................................
أحمد حمدان
ليست هناك تعليقات