(( مغرورة )) للشاعرة ~~~~~ هند بومديان
مغرورة
بقلم هند بومديان
المغرب
..
بين حقول الزيزفون
و ساقية الماء
نبتت جورية حمراء
مغرورة تتجول في الأرجاء
و الغرور وحش سكن دواخلها و الأحشاء
خائنة الأعين غادرة النبض ناقدة الوعد
حيث الصدق على عتبات عمرها صار رجاء
تحتاج نقاء ضمير و وفاء
لتكون أميرة قلبه الحسناء
كان هو الماكر الظالم بسخاء
يطوف كما الطاووس البكر في الأنحاء
يتراءى كمن ضاقته الأرض
يجوب أرجاء السماء
قالت خبرني ايها الليل الطويل
قبل اطلالتك على شرفة حلمي
فأنا محمومة مذ لدغتني شوكة الهوى
اخيط من الناي أغنية لقلب انكوى
ألم تر أيها المار على طرف يومي
أميري قبل الاختفاء
فانا سيدة لم تر لها البرية مثيلا في الاغراء
و محال أن تصلها يوما حواء
فقل لي بربك أين مفاتيح الصبر
و فتيل الضوء و اللحن الصامت في السراء
فاليوم أمسيتي مع سيد النبض
كبير القوم عال الشأن و الكثير الكثير من الأشياء
ضحك الليل وتبسمت النجوم في الأنحاء
و سقط الندى و أمطرت السماء
و تمايل الغصن الفتي و هبت عواصف الشوق الهوجاء
ليتراءى على ضوء البرق
الأمير يمتطي مهرته الهوجاء
رأها فترجل من ركبه
أمطرها بوابل شعر و عبارات إغراء
و سمفونية حب تناثر قلبها أشلاء
قال غزالتي و إبنة قلبي السمراء
أحبك في ليلتي الدافئة و فصول الشتاء
ما نبتت يوما في قلبي ريحانة
و لا دقت طعم الهناء
إلا حين أرتويت من حبك ف
عصاني قلبي و فر من نبضي الحياء
فرحت المغرورة بغزل الماكر ذون إستحياء
و حاصرها هو بمدحه و عطر كذبه بلغ عنان السماء
.. قال لطالما شكاني نبضي .
...و حاصرني حلمي
و نحن ننتظر قدوم حبيبتي الحسناء
فما رجوت من النهار سوى المرور سريعا
و طلبت من الليل الهطول كثيرا
و لا ذنب لي سوى أني ما راقني النهار
و ينقصني ضياء سيدة الحسن و البهاء
و ما ابهرني النجم و وجهك قمر يضيء عتمة الفضاء
فأين أنت مني يا حرقة في قلبي
يا شمسا تنير ظلمة نبضي
و تديب حرارتها سوء حظي
تنزع عني رداء الكبرياء
و تحفر لي كل يوم ألف لحد
و تدفنني نصف عمري و باقي حلمي و ما تبقى مني
إذا لم تشرق على وجهي أشعة وجهها و دقات قلبها
و خصلات شعرها الشقراء
ذابت المغرورة و سكنت في أحلام المساء
بنى لها من الوهم بيتا و زينه بتراتيل العشق بكل سخاء
حتى إخضر غصن قلبها بجلاء
و ذبلت حرارة غرورها الهوجاء
و شربت جرعة من نبيد
همسه البالي و المعتق في الخفاء
فأخبرها ببطء و جفاء
يا سيدة لم تكن يوما في قلبي أميرة النساء
متى أخبرتك أنني عاشق للغرور و الكبرياء
يا عاشقة لحلم المساء.
. رجاءا ترجلي من صهوة غرورك رجاء
أحال عيدانها يابسة ملساء
و علمها أن الغرور طريقه سوداء
ماجلب لها سوى ألما و حزنا و شقاء
و لم تعلم لساعتها أتعيش حلما أم حقيقة نكراء
هل على جبينها قبلة من شيطان أم رجل ماكر شديد الدهاء
و ياويلاه و قد صارت عاشقة في صورة بلهاء
ليست هناك تعليقات