بقلم أحمد سرور العلم
العلم
للعلم أهمية قصوى فى حياة الأمم و الشعوب و حتى الأفراد ،فبالعلم يعلو أناس و تعلو أمم و للعلم أوعية ألا و هى عقول و قلوب العلماء و من أوعية العلم أيضا الكتاب و هو خير صديق ،إن الله تعالى أنزل كتبا سماوية و هذا من أكبر الأدلة على أهمية الكتاب و العلم .
لقد اهتمت الأمم المتفوقة بالعلم و العلماء فتجد أن الإسكندر المقدونى كان يتبنى المدرسة العلمية لأستاذه أرسطو و كذلك الحضارة العربية فتجد الخليفة المأمون فى العصر العباسى الأول كان مثقفا و كان يهتم بالعلم و العلماء حتى أنه كان يعطى لمن يترجم كتابا فى العلم من اللغة اليونانية أو االفارسية و غيرها من اللغات زنة ما يترجم ذهبا على نفقة الدولة، كذالك الدولة الأموية فى الأندلس عندما بلغت من القوة ما فاق كل الدول فى الشرق و الغرب اهتمت بالعلم فقام الحكم المستنصر بإنشاء المكتبات و شراء الكتب من الشرق و الغرب و كون مكتبة كبرى فى قرطبة عاصمة دولته ،و فى عهد الدولة الحمدانية كان سيف الدولة الحمدانى ينفق على العلماء و الشعراء مثل المتنبى أعظم شعراء العرب عبر التاريخ و كذلك الفارابى الذى كان صاحب فكرة الموسوعة العلمية و لقب بالمعلم الثانى و ابن خالويه العالم باللغة العربية .
هكذا تنهض و تقوم الأمم بالعلم و المعرفة و احترام الكتاب و العناية به .
لقد قرأت للعقاد عملاق الأدب العربى أن المؤلفين فى الغرب يتكسبون من بيع الكتب التى يبدعونها لكن فى الشرق هذا الأمر غير متوفر مما يأثر على مسيرة العلماء و الأدباء و على أستقلالية آراءهم فأتمنى أن تعدل الدول العربية هذا الوضع الغير سوى .و أقول أن الكتاب وسيلة هامة من وسائل نشر الثقافة ، و الهدف من الثقافة هو الإرتفاع بالمستوى العام للشعب سواء العقلى أو الأخلاقى، فثقافة بلا أخلاق لا قيمة لها .
نحن الآن فى مصر نحتاج لنهضة علمية و ثقافية تدعم التقدم فى المجال العسكرى لقواتنا المسلحة و لنا فى الرئيس بوتين عبرة فقد دعم علماء الفيزياء دعما غير محدود فقد أنشأ مدارس بوتين لهذا الغرض فتقدمت روسيا تقدما مذهلا فى التقنية العسكرية، كما أنه يثقف شعبه ، و أقترح أن تقوم الدولة المصرية برعاية علماء التاريخ و الفلسفة و الإجتماع و الشريعة و الفيزياء لأن هذا الدعم و الرعاية سوف يكون له أثرا بالغا على أخلاق و ثقافة و فلسفة الشعب المصرى و من وراءه الشعب العربى فمصر ربع العرب عددا .
إن رعاية العلماء و الإنفاق عليهم سوف تنعكس على إدارة الدولة و على الفنون و الثقافة وفى جميع المجالات فنكون قد ملكنا جيشا قويا و مجتمعا قويا فنتصدر و ننافس الأمم القوية النشيطة .
بقلم أحمد سرور
ليست هناك تعليقات