ثلاثة بثلاثين = للشاعر أسامة سليم -- تحياتى جدو عبدو
( ثلاثة بثلاثين )
قالَ معاوية لِعبدِ اللهِ بن الزُبير : أنشدني ثلاثةَ أبيات غريبة ،
فقالَ أنشدكها بِثلاثين ألفاً تَدفعها إليَّ ، فقالَ : حتّى تنشد
فاسمع ،
فأنشده أبياتَ الأفوه الأوديّ :
بَـلَـوتُ الـنّـاسَ قَـرناً بَـعدَ قَـرنٍ
فَــلَـم أرَ غَــيـرَ خَـتـلٍ أو قِـتـالِ
ولم أرَ في الخُطوبِ أشَدَّ ضرّاً
وآذى مـــن مُــعـاداةِ الــرجـالِ
وذُقـــتُ مَـرارَةَ الأشـيـاءِ طُـرّاً
فَـمـا شَـيءٌ أمَـرُّ مِـــنَ الـسؤالِ
ثمَّ قالَ له : أسمعتكَ وأنتَ الحَكم ، فحَكَمَ له ،
وأمرَ له بثلاثين ألفاً .
فَقلتُ :
بَــلَـوتُ الــنّـاسَ قَــرنـاً بَـعـدَ قَـرنٍ
فَـكـانـوا الأبـعَـديـنَ عَـــنِ الـكَـمالِ
...
وكــانَ مِــنَ الـمُـحالِ خُـلـودُ حَــيٍّ
وإرضــــــاءُ الـــورى ودَوامُ حـالِ
...
فَــمـا بــالُ الـــورى فُـتِـنـوا بِـدُنـيـا
كَـمَـن غَــرَّت تَــؤولُ الــى الـزَّوالِ
...
وعِــشـتُ شَــدائِـدَ الأيّـــــامِ عُـمـراً
فــشـابَت هِــمَّــتـي مِـمّـا بَـــدا لـــي
...
وأعـجَـبُ مــا أرانــي الـدَّهـرُ يَـوماً
نُـــــزولُ الــــذَرِّ مَــنـزِلَـةَ الــجِـبـالِ
...
وأفـــدَحُ مـا رأيـــتُ مِـــنَ الــرَزايـا
سِــيـاقُ الــنَّـذلِ أعــنــاقَ الـــرِجـالِ
...
فُـجِعتُ فَلَم أجِدْ فـــي الـقـلـبِ وَقـعَـاً
أشَــــدَّ عَـلَـيَّ مــن غَــدرِ الــخِــلالِ
...
صِـحـابُ الـمَـرءِ فـي الـسَّرّاءِ كُـثـرٌ
وفـــي الـبـأسـاءِ لا أحَــــــدٌ يُـبـالـي
...
وإنَّ قِــلـى الـحَـبـيبِ أشّـــدُّ ضُــراً
وآذى مــــا رَمَــتــكَ بِـــهِ الـلَّــيـالي
...
ولــــم أرَ خُــلّــةً أكــفــى وأوفــــى
لَـعَـمـرُ اللهِ مــن عَــضُــدي ومـالـي
...
وأنفَعُ صاحِبٍ فـــي الـنّـاسِ نَـفـسي
وأحــفَــظُ صــاحِـبٍ لـلـسّـرِّ بــالـي
...
وأوخَــــمُ وَرطَـــةٍ تُــزري وتُـردي
مُــنـاهَــقَـةُ الـجَـهـالَــةِ فـــي جِــدالِ
...
وبِــئـسَ الـخَـصـمُ ثـرثـارٌ سَـخـيفٌ
يُــجـادِلُ بـالـسَّـفاهِ عَــــنِ الـضّـلالِ
...
وأظــلــمُ جــاحِــدٍ عَـيـنـا حَــســودٍ
رَمَــــى بـالـقُـبـحِ آيـــاتِ الـجَـمـالِ
...
وأقــبَــحُ فَـعـلَـةٍ تَـهـجـو وتُــخـزي
قُـعـودُ الـحُـرِّ عـن طَـلَبِ الـمَعالي
...
ولــــم أرَ لِــلـمـروءَةِ مــن مُــريـقٍ
ومـــاءِ الــوَجـهِ وَيــحَـكَ كـالـسّؤالِ
...
وأســـوَءُ مَــن قَـصَـدتَ يَــدا كَـنـيزٍ
شَـحـيحِ الـنَّـفـسِ مَـغـلـولِ الــنَّــوالِ
...
وأبــرَكُ مــا أقَـمـتُ بِـهِـنَّ صُـلـبـي
لُـقـيـمـاتٌ أتَــيــنَ مِـــــنَ الــحَــلالِ
.......................... ..............
للشاعر أسامة سليم
ليست هناك تعليقات