أحدث المواضيع

كما تدين تدان = بقلم الكاتب:بن عمارة مصطفى خالد. --- تحياتى جدو عبدو



كما تدين تدان


جلست قرب حاسوبي يحاورني و أحاوره و اذ بصوت نحيب 

يخترق مسمعي و يحرك الألم بداخلي فتركت مجلسي ذاك 

و رحت أبحث عن مصدر الصوت فإذا هو عمي (أحمد) 

جالسا قرب بيته مكبا رأسه واضعه بين كفيه و العبرات 

تتساقط من مقلتيه مدرارا فما استطعت تحمل منظره ذاك 

فرحت و سلمت عليه فما رد فلم أعر رده اهتماما و جلست 

حذاءه أربت على كتفيه أكفكف دمعه و صوت جهوري من 

داخل بيته يتلفظ بأبشع الألفاظ فعرفت أن ذلك الشخص هو 

ابن العم (أحمد) (جلال) فقد كان عاقا لوالديه و هو معروف 

من كل أهل الحي،فأمسكت بيد العم (أحمد) و أخذته معي 

بعيدا عن بيته واضعا كفي بكفه فسألته:ما الذي يبكيك يا 

عمي؟فلم يرد منكسا رأسه ماشيا و كأنه يبحث عن شيء 

ضاع منه فوقف و وقفت و جلس فجلست على حافة 

الطريق و قال:أتعرف ما يبكيني يا بني؟؟؟فقلت:طبعا،هو 

(جلال) و من لا يعرف عقوقه؟؟فقال:انه الآن يضربني،ولدي 

يضربني.فقلت:لا حول و لا قوة إلا بالله.يا الهي،كيف يمكنه 

فعل ذلك؟؟؟فقال لي:لكن ليس هذا ما يؤلمني 

حقا.فقلت:و ما عساه يكون؟؟؟فاستطرد:كل ما يفعله ابني 

فعلته لأبي ذات يوم فقد كنت أسبه و أشتمه،أزدريه و 

أحتقره و صار ينتحب و يبكي و يضرب رأسه ضربا فانتابني 

شعور متناقض بين الحزن و الاشفاق عليه و بين الرضا 

لعدالة السماء،فوقفت لتوي تائها في نظراته الحزينة هاما 

بالرحيل فاستوقفني قائلا:كن بارا بوالديك و لا تعصيهما ما 

حييت فكما ندين ندان.


..........................

بقلم الكاتب:بن عمارة مصطفى خالد.

ليست هناك تعليقات