أحدث المواضيع

الاختيار الأخير ، بقلم / عنيبرة إبراهيم الوافي

وقف العربي حائرا لا يدري المصير

ووقفت معه بلاده و حركة السير

احتار العربي أي روح سيختار...

أيختار القط و سبعة أرواحه؟

أيختار الكلب و أرواحه الأربعين؟

أم يختار الروح الواحدة للإنسان؟

يصير تارة قطا...

و يصير تارة كلبا...

و يصير تارة شبيها بالإنسان

أهل الكهف ناموا ثم استفاقوا

وعرفوا أنهم كانوا نيام

أما العربي فهو تائه في الأوهام

لا يدري أهو كائن أم تابع على الدوام ؟

بقدرة العربي أن يصنع كوكبا آخر للإنسان

وبقدرته أن ينبت زرع السلام

وبقدرته أن يحيا في كل زمان و مكان

ولكن العربي ألف راحة عادته السرية

لا يحبذ الخروج من كهف الراحة

إما طمعا أو جشعا أو حبا في اللعب الاصطناعي

ولما مضت خمسين سنة من لذة الجنس

وحاول أن يجري أو على الأقل يمشي

اكتشف انه أصبح مشلولا من شدة الخوف

حينها عاد لمعزوفته الخرافية

وراحت روحه تترنم بين القط و الكلب و الإنسان

ولأول مرة شرع يفكر و يتأمل و يسأل

أي روح من الأرواح الثلاثة سيختار؟

كيف يكون بطلا في ساحة الوغى؟

كيف يمحي أشباح الماضي؟

وهو حائر بكى كطفل رضيع

ودمعت عيناه دما اسودا متخثرا

جراء اكتشافه لأثر الاغتصاب

فجأة تذكر انه ليس من حقه البكاء...

فأشباح الماضي تطارده في مخيلته الصغيرة

فتوقفت دماء دموعه

وعاد يتجرع اغتصاب روحه و أشيائه

لم يعد العربي يستطيع الوقوف مستقيما

فاختار اختياره الأخير

وصار كلبا اسودا مسعورا

طمعا في الأربعين روحا

وبعد ساعات.. مات الكلب حقيرا

وترك أولادا من الكلاب الضالة

كل كلب فيهم يقول بافتخار

لما يغير الشعار؟

ما دام هو الكلب الأخير

فلا داعي للتغيير...

لا داعي للتغيير...

ليست هناك تعليقات