أحدث المواضيع

من ديوان الجسرِ للشاعر أسعد المصري....قصيدة : الحَجَّاجُ فَقِيهُ الطُغَاةِ



هتفَ الحاجِبُ فقَالَ :
احْنُوا الرِقابَ للسيدِ الحَجَّاجِ
اجْثوا علي رُكبَتيكُم
فبِساطُ السيدِ خُيوطُه دمٌ مِهراقٌ
وتلتفُ فيه بالسَّاقِ ساقٌ
وبِساطُهُ
فيهِ الأملُ و فيهِ الأماني
فهو المانعُ وهو العاطي
أيها الناسُ
تَنبَهُوا ، وتَفهَمُوا
فالسَّيدُ أفْقَهَكُم ؛ عِندَهُ الدينُ
وهو الأعْلمُ على مَنْ تُنزلْ الشَّياطينُ
على المحمومِ بداءِ الحقِ هَلَكَ.
ولا أحدَ لهُ يعينُ
الذي سَيأكُلهُ الرَّدى ولايسْتبينُ
*****
و حَبتْ بين سِمَاطِيهِ عيونٌ جَاحِظةٌ
وبين السِّماطِ تَغِيبُ العُقُولُ
تَبْحَثُ عن شطِ أمَانٍ في بحرٍِ يَطُولُ
ففي حَضرةِ الحَجَّاجِ الرِّجالُ في ثِيَابِها تَبُولُ
ففي حَضرةِ الحَجَّاجِ تَمُوتُ العقولُ
و لا يغيبُ سَيفُ حَاجِبهِ
الذي يَصُولُ ويجولُ
*****
في حضرةِ الحَجَّاجِ تَكلم؛ وفي الكَلِمةِ ريحُ المنية ِ
ففي حضرةِ الحَجَّاجِ لاشيءَ معقولُ
ومِنْ فَوقِ عَرشهِ الذّي يَعْلُو الأَرْوَاحَ
تَنَادى الحَجَّاجُ : اِسْمَعُوا تَذللوا ،
عِيشوا أو موتوا.
و اللهِ من لعَِبتْ العِزة ُ في رأسهِ فهو مَقتُولُ
ونصلُ حُسامي يحَسِمٌ أَمْرَ
الذّي ظن العُمرَ بهِ يَطُولُ
صَاحِبُ الكَلِمةِ أشكُ في حملِ رأسِهِ علي كَتِفهِ
و قَدْ اسْتَعْجَل المنيةَ
أو عِنْدَنا مخبولُ
فلا عِزُ إلا عِزَ قوائمِ العرشِ
مقالاً أقولُ
عِنْدَ جَلالِ العَرشِ نأخُذُ بالهفوةِ
ولا عائلاً لكَ يَعُولُ
*****
فعندي يُنصبُ الميزانُ
و في الخضوعِ والتذللِ أمران
اجْتَر ظُلمكَ حتى تموتَ
ولا عاصمَ لك مني دينٌ أوإنسانٌ
ولي ما أرى و لو بثهُ شيطانٌ

ليست هناك تعليقات