أحدث المواضيع

بقلم احمد عفيفى عنوان القصيدة سماره



فى تمرُّدِِ مُباغتٍ ,أعلن العصيان على نفسه, قال:لابُدّ ان اُهذِّب شعر رأسى , وأصبُغهُ باستثناء موضعٍ صغيرٍ أعلى السالفين , وأن أستخدم عطراً شبابياً , وأنظرُ 
فى مرآةٍ شبابية, وأبتسمُ ابتساماتٍ شبابية!..غير أن المسألة لم تبدُ بهذه البساطة, حيث أنفق دهراً أمام دولاب ملابسه يفتش عن بدلةٍ شبه شبابية,وربطة عُنقٍ تُلائمها!

*هذا أمشيرُ القاسى, مازال يمقته, ويمقتُ مطره , وزوابعه , -وشخير زوجته-, لا

لسببٍ شخصىٍّ , ولكن بفعل المطر الذى سرعان ما يستحيل وحلاً يلطخ حذائه وأسفل بنطاله , ناهيك عن إطارات السيارات الغبية التى تباغته -مُسرعةً-..أمّا هواءُ أمشير المشبّع بالأتربة الجارحة, فهو أشدُّ وطأةً , جيث يُجبره على البكاء قسراً أو إغماض عينيه , وبعثرة شعر رأسه..أمّا-شخير-زوجته , فحسبه أنه ينطلق من حجرتها , عابراً الصالة , مخترقاً باب حجرته إلى أُم رأسه مباشرة..ليفعل بها الأفاعيل!

*يعرفُ أن -سلمى- ودودةٌ وهادئةٌ كنسمةٍ ربيعيةٍ (هكذا كانت قبل أن تصير ارملةً), ويعرف أنه يروقُها كما تروقُه -أحياناً-, رغم فارق العقدين بينهما , غير أنها حييّةُ أكثر من اللازم , تُحب أحفاده كثيراً , وتخشاهم أكثر!..امّا-سمَاره-, فهى أكثرُ فتنةً ,وأُنوثةً ,وجنوناً..حين تزوره فى ليله الطويل:{آهٍ -سَمَاره-, يا شغف الروح , هذا قلبى يزأرُ فى براحه البارد, رغماً عن الحقيقة , والمثاليات -المجنّحة- التى تتكئُ على رغباتى, تُذكّرنى:أننى مازلتُ طيباً , ومستأنساً , وقائداً , وتابعاً..ومع كل هذا أُحبُكِ..أُحبكِ جداً..وجداً}

*بعيداً عن وقاره -المشبوه-, وقف أمام المرآة ,أغمض عينىّـه هُنيهـةً , ثم فتحهُمـَا, شاهد أسداً -غضنفر- فانتعش, وبُشَّت أساريره , لكنه حين اقترب أكثر, رأي-الغضنفر-وديعاً يتثائب ويُذرف الدموع تباعاً, وقبل أن يوشكُ الليلُ على الرحيل ,ضغط بمخالبه المستأسدة على معدته , فأيقظ عصافيراً جائعة, لكنّ الطعام هناك , حيث -الشخير- الوحشىّ, وهناك من تتوقُ لالتهام أنفاسه , لن يرضيها , أنَّ شيئاً يحملُ بصمـاتها , سيذهبُ دون مقابل!

*{اّهٍ -سَمَاره- أيتها الغنوج المتوهجة , مازالت فتنتُكِ تُدغدغُ قلبى , وأنا مُستلقياً برتـابةٍ قاتلة, تُذكرنى بالعسل المأسوف عليه!..أمّا أنت أيها-الأمشير-اللدود, لماذا خبّأت

النجوم , وأسْكَتَّ العصـافير , وجعلت الدموع تسيل , والاُذنُ تـئنُ تحت وطأةِ الصَّفير , والتنُّوراتُ تُعرّى أفخاذَ نسائها؟..مرحى -سَمَاره- , مازال وجهُك الغوىُّ يُسحرنى , لابُدّ أنك امرأةٌ صيفية, حيث شُرفتك لم تزل مضاءةً , تماماً كوجهك ,وكأنك تومئين لى أن أظلّ يقظاً , قاتلك الله , كيف تُشبهيننى بأمشير؟وأنا أبُدي تعاطفاً مع شعرك المُترامى الأطراف , وعينيكِ الشقيَّتين اللّتان تعصـفان بلُبِّى ووقارى..أجل سَمَاره , لقد أصبح الوقتُ ملائماً تماماً , لنبحثُ عن أفعالٍ شبابية, مازلتُ شغوفاً بالحب الذى أعرفه مُذ كانت المرأةُ لا تجد مشقّةً كى تُـثبت أنها -أُنثى- مثلُك أيتها الفاتنة , حيث لم يعد مُلائماً , أن تقبعَ -شبهُ الأُنثى- فى فراشها خاملةً , تستنهضُ ذَكَرَها , إذ كيف يُراقُ ثلجاً بثلجٍ؟ , لن يُسعف -الذَّكرُ- آنذاك سوى أن يقول شكراً على فنجان القهوة,ثم يتسللُ الى الشارع , ليستقبل وابلاً من المطر الثقيل , حيثُ لم ينتعشُ مُنذُ دهرٍ!

كم أتمنى قبل أن أشيخَ هُنا, وأنت مازلتِ تمرحين في حديقة قلبى..أن أصمدُ وأصدُّ الزوابع , وأمشير , ودلالكِ المُستبـد, نعم, سأجلسُ على نفس الكرسىّ , بنفس المكان , مُنتظراً عودتك الى قلبى , ومُحذراً ايّاك:ليس صديقى, ذلك الجالسُ إلى طاولتى, ذو الشعر اللّامع , والبشرة الغضّـة البيضاء المُشبّعة بالإحمرار , والذى رُبما يصغُرنى بعِقدين , والذى يُخبِّئُ خلف نظارته السوداء:عينين نهمتين متحفزتين}

ليست هناك تعليقات