أنا مازلت ضائــع( الشاعر محمد الشرقاوى)

أنهم يأوون اللاجئين 

علي الحـــدود

يبنون لهم خيــــام

تقيهم البرد والتشرد

والمـــــــوت

يمدونهم بطعام وشارب

وأغطية كل يـــوم

وأنا مازلت ضائــع

سنوات لم أذق طعــم

الأكل وطعم النـــــوم

سنوات هائما لا أعرف

الفرق بين الأمس واليوم

هم يعالجون بالمصحات

وانا تلفظني جميع المصحات

أحتاروا في الأمــــــر

سنوات بين حقيقة وسراب

تلفظني الحدود

تلفظني الأحلام

ابيت بين الآهة والوهــم

غريب أنـــــــــا

لم ارتكب ذنبا ولا جــرم

ألا أنني أحببتـك

فمتي تمنحيني تأشيرة

الدخول الي القلــب

متي تمنحيني الأسم

متي يكون لي تاريخ ميلاد

كسائر الخلــــــق

متي تنتشليني من 

صحراء اليــأس

لأغمض عيني وأحقق

الأحلام وأودع الكـــرب

متي -- و متي -- و متي

علي حدودك أنــــــا

وقد لفظتني جميع الدول

وحاربتني كل الجهات

وأنتي -- أنتي فقــط

اكتفيتي بمشاهدة 

ثورتي أمام التلفـــاز

وكفاحي لكي أصل

الي شاطئ عينيك

ورمــال النهديــــن

فترسو بواخـــــري

وأنام وقد قرت العين