بأي ذنب قتلت ** بقلم : فضيلة مسعي تونس
في نظارتي جدي
تجاعيد جبينه
يديه المنمشتين بالأسود
قهوته المطحلبة بالآهات
و غليونه البني الكبير
قرات تاريخ بلادي المزور
وجه طفل مسربل بالخوف
أساطير الأولين
رواية الليل العاشق
و القمر الناشز.عن الضوء
عوى ذئب بالجوار
صهلت ذاكرة الأحزان
و من فم الريح
سقطت غيمة كبيرة
تدحرجت إلى المرآب
حيث ذكرياتي
ذكريات امي
وذكريات جدتي سنة ثمان و أربعين
هبت عاصفة بحلق الحفيد
تناثر رذاذ صوته في قنينة حبر
لطخ سجادة تحت قدمي سجانه
فانكتب اسمه من السماء إلى الأرض بالخط العريض
تهامست السنوات
الشهور
و الأيام المسروقة من عمر طفلة:
"بأي ذنب قتلت"
تجتاح نظرة شاردة تعابير وجه
تتبرأ من وزر الخطيئة
تسكب فنجان الوجع بمنعطفات العمر
فتسكر تفاصيل الحكاية
تترنح في الشوارع
تعلن حالة طوارئ
و ترقد في صدر قداحة
يتكدس الملح بالأوردة
يسرق من البنت طفولتها المتبقية..
يضخ حلمها بهالة من دخان
يأمر التاريخ ان يصطف بطابور اللاجئين
المهجرين
المغادرين الى حيث لا يعلمون.
ليست هناك تعليقات