سفينة الحب .. بقلم / سليم عوض عيشان

سفينة الحب )
" الجزء الثامن "
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة ) غزة الصمود والمحبة
===================
تنويه :
" سفينة الحب " ليست سفينة وهمية أو خيالية ...
ولكنها سفينة " افتراضية " .. أسأل الله أن تأخذ حيز الواقع وأن تأخذ شكل الحقيقة ذات يوم قريب .
--------------------------
( سفينة الحب )
"الجزء الثامن "
وقبل الوصول إلى العد العاشر .. كانت قذيفة صاروخية تنطلق من إحدى السفن الضخمة نحو السفينة ...
فتسقط قريباً جداً من السفينة .. فتصيب شظاياها المتناثرة العديد من ركاب السفينة .
أصيب القبطان / خيري حمدان بإصابات عديدة .. فتنحى جانباً ليتولى قيادة السفينة بدلاً منه القبطان الجديد ..
... لم يلبث أن اندفع الجميع نحو عجلة القيادة يتسابقون .. يحاول كلاً منهم الاستئثار بشرف نيل قيادة السفينة ..
من أجل تولي قيادة السفينة ... هتف الصوت الهادئ الرزين مرة أخرى .. للرجل الوقور .. القائد الأعلى للسفينة .. القبطان / نزار بهاء الدين الزين ..
- لا تتعاركوا أيها الرفاق .. فلن يقود السفينة أحدكم ... بل سيقودها ذلك الرجل الذي يجلس بعيداً هناك .. هل ترونه .. هل تعرفونه ؟؟؟
إنه القبطان الشهير والبحار الخبير ... إنه الزميل الربان / مصطفى أبو وافية ..
هلل الجميع وفرحوا باقتراح القائد العام الأعلى .. الربان الكبير الأستاذ نزار وباختياره الموفق للربان الجديد مصطفي أبو وافيه .. الذي تقدم يشق الصفوف وليقف خلف عجلة القيادة بثقة واحتراف مهني ..
لم يلبث أن هدر القبطان الجديد " مصطفى أبو وافية " مزمجراً وبثقة عالية :
- إلى غزة ... لكسر الحصار ... هيا أيها الرفاق .
* * *
اندفع القبطان الجديد أبو وافية نحو عجلة القيادة .. ولكنه لم يقد السفينة سوى لبعض الوقت القصير لأنه فيما يبدو فإن محركات السفينة قد أصيبت إصابة شبه مباشرة .. فبدأت السفينة بالتوقف التدريجي .
ما إن كادت محركات السفينة تتوقف عن العمل نهائياً ... حتى فوجئ الجميع بقذيفة أخرى تنطلق نحو السفينة وغرفة القيادة .. أصابت إحدى الشظايا القبطان الجديد في شتى أنحاء جسده .. وخاصة في اليدين .. اندفع الجميع يتعاونون في إسعاف بعضهم البعض .. وإسعاف القبطان أبو وافيه وإخلائه من المكان ..
ما إن هدأت الأمور لبعض الوقت .. حتى كان الجميع يتدافعون من جديد نحو عجلة القيادة يتسابقون لنيل شرف قيادة السفينة .. فساد الهرج والمرج بين الجميع .
صوت نسائي هادر يخترق كل الأصوات .. ويجلجل في المكان هادراً :
- ومن قال بأن حق قيادة السفينة هو حكر على الرجال فحسب ؟؟!!
التفت الجميع ناحية مصدر الصوت بعد أن توقفوا عن التدافع .. واصل الصوت النسائي الحازم هديره :
- لا أيها السادة .. فليس قيادة " سفينة الحب " حكراً على الرجال فحسب .. فنحن النساء أيضاً قادرات على قيادة السفينة .. لأنها أولاً وأخيراً سفينة الجميع بلا استثناء .. ولأن بنا من قوة التحمل والحنكة لإدارة دفة الأمور بما لا يقل عن حنكة الرجال وقوتهم .
هتف الجميع بعد أن وقعت أنظارهم على المتحدثة :
- من ؟؟!! .. " متمردة " ؟؟!! لك ذلك يا سيدتي ..
تمتمت " متمردة " بصوت أقل حدة وضجيجاً :
- .. لم أكن لأقول ذلك لكي أستأثر دون رفيقاتي من بنات جلدتي بشرف قيادة السفينة .. فأنا لست بأنانية بالمطلق .. ولم أكن كذلك في يوم من الأيام .. ولن أكون كذلك الآن .
- ومن ترشحين إذن لقيادة السفينة ؟؟
- لقد اتفقنا جميعاً نحن السيدات فيما بيننا .. أن تكون قائدة السفينة .. وربانتها الجديدة .. هي السيدة / ميساء البشيتي .. فلديها من القوة والحنكة والخبرة ما يؤهلها لذلك .
هلل الجميع وكبروا .. ولم تلبث أن اندفعت ميساء البشيتي ناحية عجلة القيادة وهي تهدر مزمجرة :
- هيا أيها الرفاق .. هيا .. إلى غزة .. لكسر الحصار .
اندفعت ميساء البشيتي نحو عجلة القيادة .. وحاولت السيطرة على الموقف العصيب والصعب للسفينة بكل ما تستطيع من قوة وحنكة .. ولكن السفينة أخذت بالهدوء التدريجي .
لم يلبث أن انطلق صاروخ جديد من السفن الحربية .. يبدو بأن شظاياه قد أصابت العديد من المتواجدين .. فراحوا يساعدون بعضهم البعض في تضميد الجراح بقطع من ملابسهم .. ويبدو بأن بعض تلك الشظايا قد أصابت محركات السفينة من جديد .. فتوقفت نهائياً عن متابعة السير ..
انقضت السفن الحربية العسكرية من البحر .. شاركتها الطائرات الحربية العسكرية الانقضاض من الجو على " سفينة الحب " ولم يلبث أن صعد إلى سطحها العشرات .. المئات من جنود البحرية والمظليين .
كان عزام .. وأبو السلاطين ... ومنذر .. والقائد الأعلى الأستاذ / نزار بهاء الدين الزين .. قد أصدروا الأوامر المشددة للجميع بالدفاع عن أنفسهم بكل ما يستطيعون من قوة .. بالأيدي .. الأظافر .. الأسنان ..
تلا الحاج / لطفي الياسيني قول الله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم "
{ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ) صدق الله العظيم
شعر جنود العدو بالزهو والغرور وهم يقابلون بضع عشرات من ركاب السفينة المسالمين العزل .. الذين كانوا لا يملكون أية أسلحة أو أية أدوات دفاع عن النفس .
أبدى الجميع استبسالاً عظيماً أمام جنود العدو المتدافعين إلى ظهر السفينة كالطوفان .. أظهر فريق الرجال مهارتهم وقوتهم في الوقوف في وجه جنود العدو وكالوا لهم اللكمات والضربات والركلات ...
أظهر فريق النسوة مهارته الفائقة أمام جنود العدو بالركل والصفع واللكم . .. أبدت فايزة كل قوتها ومهارتها في " الجودو " .. و " الكراتية " .. و " التايكاندو " و " الكونغ فو " فأسقطت العديد من جنود العدو على أرض السفينة .. وقذفت ببعضهم إلى البحر .. كانت تشاركها الأمر صديقتها وتوأم روحها ( متمردة ) فتذيق جنود العدو كل أنواع الإهانة والضرب ..
راحت ازدهار الأنصاري تكيل لهم اللكمات المتتالية والركلات المتعاقبة .. وكأنها تريد أن تنتقم منهم لقتلهم الآلاف والآلاف من المواطنين الأبرياء العزل في العراق وفلسطين .. وراحت بقية فرقة النساء يبدين مهارتهن وفنهن في المعركة للدفاع عن أنفسهن .. فأبلين بلاءً حسناً ... بل عظيماً .
راح الحاج الدكتور / لطفي الياسيني يردد الأشعار والأناشيد الحماسية .. يتبعها بآيات قرآنية وأحاديث نبوية ليشجع الجميع ويبث فيهم روح الحماسة والفداء .. يقف إلى جانبه الأستاذ / أحمد القاطي بقراءة الأدعية والآيات القرآنية بصوت جهوري ..
ولم تلبث أن هبت عاصفة من ريح قوي .. شديد .. طوحت بالعديد من الجنود إلى الأرض .. أرض السفينة .. وألقت ببعضهم في البحر .. وأعمت منهم الأبصار ...
والأمر كذلك .. وأمام هذا الدفاع المستميت من جميع رواد السفينة ... وأمام هذا الريح الصرصر العاتي .. لم يجد قائد العدو بداً من إصدار أوامره لجنوده بالانسحاب السريع والتقهقر .. فبدأ الجنود بالتراجع والتقهقر والانسحاب من المكان ..
أخذ رواد السفينة يلاحقونهم ويطاردونهم .. يكيلون لهم الركلات واللكمات .. وهم يفرون من أمامهم مذعورين .. إلى أن تم انسحاب الجنود بالكامل من المكان .. وقد خلفوا من ورائهم الآثار الدامغة على ما أصابهم من هلع وخوف وما حل بهم من هزيمة نكراء .
هلل الجميع وكبروا .. لأنهم استطاعوا أن يهزموا العدو المدجج بالسلاح .. وهم العزل من أي سلاح أو أية وسيلة دفاع .. سوى الإيمان وقوة العقيدة ..
هتف الدكتور / محمد فؤاد منصور :
- ولكن .. كيف استطعنا أن نهزمهم ؟؟ ولماذا لم يستعملوا السلاح ضدنا ؟؟..
هدر الشيخ الفاضل الدكتور لطفي الياسيني بصوت مجلجل مدوٍ :
- إنها حكمة الله وإرادته .. ولا شك بأن الله قد أرسل إليكم جنوداً لم تروها لمساعدتكم في الدفاع عن أنفسكم ضد هؤلاء الكفرة الفجرة .
تابع الأستاذ / أحمد القاطي بصوت مجلجل :
- قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز .. وبعد بسم الله الرحمن الرحيم : " يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنودٌ فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا " صدق الله العظيم .
لم يلبث أن عاد الصوت الوقح عبر مكبرات الصوت المدوية وهو يرتجف :
- اسمعوا .. اسمعوا ..؟؟!!
... يتبع ...
" الجزء الثامن "
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة ) غزة الصمود والمحبة
===================
تنويه :
" سفينة الحب " ليست سفينة وهمية أو خيالية ...
ولكنها سفينة " افتراضية " .. أسأل الله أن تأخذ حيز الواقع وأن تأخذ شكل الحقيقة ذات يوم قريب .
--------------------------
( سفينة الحب )
"الجزء الثامن "
وقبل الوصول إلى العد العاشر .. كانت قذيفة صاروخية تنطلق من إحدى السفن الضخمة نحو السفينة ...
فتسقط قريباً جداً من السفينة .. فتصيب شظاياها المتناثرة العديد من ركاب السفينة .
أصيب القبطان / خيري حمدان بإصابات عديدة .. فتنحى جانباً ليتولى قيادة السفينة بدلاً منه القبطان الجديد ..
... لم يلبث أن اندفع الجميع نحو عجلة القيادة يتسابقون .. يحاول كلاً منهم الاستئثار بشرف نيل قيادة السفينة ..
من أجل تولي قيادة السفينة ... هتف الصوت الهادئ الرزين مرة أخرى .. للرجل الوقور .. القائد الأعلى للسفينة .. القبطان / نزار بهاء الدين الزين ..
- لا تتعاركوا أيها الرفاق .. فلن يقود السفينة أحدكم ... بل سيقودها ذلك الرجل الذي يجلس بعيداً هناك .. هل ترونه .. هل تعرفونه ؟؟؟
إنه القبطان الشهير والبحار الخبير ... إنه الزميل الربان / مصطفى أبو وافية ..
هلل الجميع وفرحوا باقتراح القائد العام الأعلى .. الربان الكبير الأستاذ نزار وباختياره الموفق للربان الجديد مصطفي أبو وافيه .. الذي تقدم يشق الصفوف وليقف خلف عجلة القيادة بثقة واحتراف مهني ..
لم يلبث أن هدر القبطان الجديد " مصطفى أبو وافية " مزمجراً وبثقة عالية :
- إلى غزة ... لكسر الحصار ... هيا أيها الرفاق .
* * *
اندفع القبطان الجديد أبو وافية نحو عجلة القيادة .. ولكنه لم يقد السفينة سوى لبعض الوقت القصير لأنه فيما يبدو فإن محركات السفينة قد أصيبت إصابة شبه مباشرة .. فبدأت السفينة بالتوقف التدريجي .
ما إن كادت محركات السفينة تتوقف عن العمل نهائياً ... حتى فوجئ الجميع بقذيفة أخرى تنطلق نحو السفينة وغرفة القيادة .. أصابت إحدى الشظايا القبطان الجديد في شتى أنحاء جسده .. وخاصة في اليدين .. اندفع الجميع يتعاونون في إسعاف بعضهم البعض .. وإسعاف القبطان أبو وافيه وإخلائه من المكان ..
ما إن هدأت الأمور لبعض الوقت .. حتى كان الجميع يتدافعون من جديد نحو عجلة القيادة يتسابقون لنيل شرف قيادة السفينة .. فساد الهرج والمرج بين الجميع .
صوت نسائي هادر يخترق كل الأصوات .. ويجلجل في المكان هادراً :
- ومن قال بأن حق قيادة السفينة هو حكر على الرجال فحسب ؟؟!!
التفت الجميع ناحية مصدر الصوت بعد أن توقفوا عن التدافع .. واصل الصوت النسائي الحازم هديره :
- لا أيها السادة .. فليس قيادة " سفينة الحب " حكراً على الرجال فحسب .. فنحن النساء أيضاً قادرات على قيادة السفينة .. لأنها أولاً وأخيراً سفينة الجميع بلا استثناء .. ولأن بنا من قوة التحمل والحنكة لإدارة دفة الأمور بما لا يقل عن حنكة الرجال وقوتهم .
هتف الجميع بعد أن وقعت أنظارهم على المتحدثة :
- من ؟؟!! .. " متمردة " ؟؟!! لك ذلك يا سيدتي ..
تمتمت " متمردة " بصوت أقل حدة وضجيجاً :
- .. لم أكن لأقول ذلك لكي أستأثر دون رفيقاتي من بنات جلدتي بشرف قيادة السفينة .. فأنا لست بأنانية بالمطلق .. ولم أكن كذلك في يوم من الأيام .. ولن أكون كذلك الآن .
- ومن ترشحين إذن لقيادة السفينة ؟؟
- لقد اتفقنا جميعاً نحن السيدات فيما بيننا .. أن تكون قائدة السفينة .. وربانتها الجديدة .. هي السيدة / ميساء البشيتي .. فلديها من القوة والحنكة والخبرة ما يؤهلها لذلك .
هلل الجميع وكبروا .. ولم تلبث أن اندفعت ميساء البشيتي ناحية عجلة القيادة وهي تهدر مزمجرة :
- هيا أيها الرفاق .. هيا .. إلى غزة .. لكسر الحصار .
اندفعت ميساء البشيتي نحو عجلة القيادة .. وحاولت السيطرة على الموقف العصيب والصعب للسفينة بكل ما تستطيع من قوة وحنكة .. ولكن السفينة أخذت بالهدوء التدريجي .
لم يلبث أن انطلق صاروخ جديد من السفن الحربية .. يبدو بأن شظاياه قد أصابت العديد من المتواجدين .. فراحوا يساعدون بعضهم البعض في تضميد الجراح بقطع من ملابسهم .. ويبدو بأن بعض تلك الشظايا قد أصابت محركات السفينة من جديد .. فتوقفت نهائياً عن متابعة السير ..
انقضت السفن الحربية العسكرية من البحر .. شاركتها الطائرات الحربية العسكرية الانقضاض من الجو على " سفينة الحب " ولم يلبث أن صعد إلى سطحها العشرات .. المئات من جنود البحرية والمظليين .
كان عزام .. وأبو السلاطين ... ومنذر .. والقائد الأعلى الأستاذ / نزار بهاء الدين الزين .. قد أصدروا الأوامر المشددة للجميع بالدفاع عن أنفسهم بكل ما يستطيعون من قوة .. بالأيدي .. الأظافر .. الأسنان ..
تلا الحاج / لطفي الياسيني قول الله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم "
{ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ) صدق الله العظيم
شعر جنود العدو بالزهو والغرور وهم يقابلون بضع عشرات من ركاب السفينة المسالمين العزل .. الذين كانوا لا يملكون أية أسلحة أو أية أدوات دفاع عن النفس .
أبدى الجميع استبسالاً عظيماً أمام جنود العدو المتدافعين إلى ظهر السفينة كالطوفان .. أظهر فريق الرجال مهارتهم وقوتهم في الوقوف في وجه جنود العدو وكالوا لهم اللكمات والضربات والركلات ...
أظهر فريق النسوة مهارته الفائقة أمام جنود العدو بالركل والصفع واللكم . .. أبدت فايزة كل قوتها ومهارتها في " الجودو " .. و " الكراتية " .. و " التايكاندو " و " الكونغ فو " فأسقطت العديد من جنود العدو على أرض السفينة .. وقذفت ببعضهم إلى البحر .. كانت تشاركها الأمر صديقتها وتوأم روحها ( متمردة ) فتذيق جنود العدو كل أنواع الإهانة والضرب ..
راحت ازدهار الأنصاري تكيل لهم اللكمات المتتالية والركلات المتعاقبة .. وكأنها تريد أن تنتقم منهم لقتلهم الآلاف والآلاف من المواطنين الأبرياء العزل في العراق وفلسطين .. وراحت بقية فرقة النساء يبدين مهارتهن وفنهن في المعركة للدفاع عن أنفسهن .. فأبلين بلاءً حسناً ... بل عظيماً .
راح الحاج الدكتور / لطفي الياسيني يردد الأشعار والأناشيد الحماسية .. يتبعها بآيات قرآنية وأحاديث نبوية ليشجع الجميع ويبث فيهم روح الحماسة والفداء .. يقف إلى جانبه الأستاذ / أحمد القاطي بقراءة الأدعية والآيات القرآنية بصوت جهوري ..
ولم تلبث أن هبت عاصفة من ريح قوي .. شديد .. طوحت بالعديد من الجنود إلى الأرض .. أرض السفينة .. وألقت ببعضهم في البحر .. وأعمت منهم الأبصار ...
والأمر كذلك .. وأمام هذا الدفاع المستميت من جميع رواد السفينة ... وأمام هذا الريح الصرصر العاتي .. لم يجد قائد العدو بداً من إصدار أوامره لجنوده بالانسحاب السريع والتقهقر .. فبدأ الجنود بالتراجع والتقهقر والانسحاب من المكان ..
أخذ رواد السفينة يلاحقونهم ويطاردونهم .. يكيلون لهم الركلات واللكمات .. وهم يفرون من أمامهم مذعورين .. إلى أن تم انسحاب الجنود بالكامل من المكان .. وقد خلفوا من ورائهم الآثار الدامغة على ما أصابهم من هلع وخوف وما حل بهم من هزيمة نكراء .
هلل الجميع وكبروا .. لأنهم استطاعوا أن يهزموا العدو المدجج بالسلاح .. وهم العزل من أي سلاح أو أية وسيلة دفاع .. سوى الإيمان وقوة العقيدة ..
هتف الدكتور / محمد فؤاد منصور :
- ولكن .. كيف استطعنا أن نهزمهم ؟؟ ولماذا لم يستعملوا السلاح ضدنا ؟؟..
هدر الشيخ الفاضل الدكتور لطفي الياسيني بصوت مجلجل مدوٍ :
- إنها حكمة الله وإرادته .. ولا شك بأن الله قد أرسل إليكم جنوداً لم تروها لمساعدتكم في الدفاع عن أنفسكم ضد هؤلاء الكفرة الفجرة .
تابع الأستاذ / أحمد القاطي بصوت مجلجل :
- قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز .. وبعد بسم الله الرحمن الرحيم : " يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنودٌ فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا " صدق الله العظيم .
لم يلبث أن عاد الصوت الوقح عبر مكبرات الصوت المدوية وهو يرتجف :
- اسمعوا .. اسمعوا ..؟؟!!
... يتبع ...
ليست هناك تعليقات