آه يارمضان = قلم **مايا العمري ** تحياتي جدو عبدو
آه يارمضان
اشتقنا لك يا رمضان
اشتقنا لصيامك ... وقيامك ..وقراءة قرآنك
لبركاتك ونفحاتك
لبر الفقير ودفع ذكاة إفطارك
ولكن كم ستأتي صعب علينا أيها الشهر الفضيل
فكم بيت سيبكي فراق أحبته وقت الأصيل
وكم شارع سيتذكر سكانه قبل جراحه التي مازالت تسيل
وكم جامع سيحن إلى إمامه ومريديه قبل أن يجبروا على الرحيل
وكم عين ستدمع عند سماع الأذان والتهليل
فهذه قصة إمرأة مكلومة محزونة وإلى مفارقة الحياة تميل
كانت تعيش بين عائلتها بسعادة ليس لها مثيل
ببركة العمر والرضا تتدبر أمورها وترضى بالقليل
والآن أصبحت حزينة وحيدة دون شقيق أو خليل
وحضورك سيشعرها بغصة حارقة في قلبها الذي بات عليل
فقد كنت يارمضان دائما مع ذكريات الزمن الجميل
فهنا كان يجلس زوجها وقت الأذان يفطر
وهنا كان يتلهف طفلها لشرب العصير ويكثر
وهنا الأخت تساعد في تحضير الطاولة ومهارتها تظهر
وهنا الأم تحضر التمر وبرضاها البيت تعمر
تتذكر هذه المرأة كل هذا حين تسمع صوت الأذان الله أكبر
تتجول ببصرها فلاترى أي من أحبيتها وعيونها ألما تمطر
تتحسس جنينها ولاتعلم هل ستراه أم انه سيدفن قبل أن يبصر
تستعيذ بالله وتستجمع إيمانها وتحاول على حزنها أن تقدر
فقد جاء رمضان وبحضنه ستلقي همومها ودعاءها لرب يجبر
رب يمن على عباده بنعمة النسيان ويعوض الصابرين ويبشر
وها أنت ياشهر القرآن
قد حللت في نفس الزمان
كنت دائما تجمع القلوب والأبدان
ولكنك للأسف لن تستطيع الآن
فهذا الأب معتقل
وهذا الزوج مدفون تحت التراب إلى الأزل
وهذا الولد مخطوف ، مفقود وألم فراقه لا يحتمل
وهذه الأخت نزحت خارج البلاد والملل
وهكذا تفرق أحباء هذه المرأة وتمزقت صفحات دفتر عائلتها صفحة بعد صفحة
وستجلس وحيدة على طاولة الرماد
لن تشعر بحلاوة الإفطار ولا بطعم الزاد
فقد انطفأ نور عمرها واتشحت حياتها بالسواد
وتشعر بغربة كبيرة مع أنها تعيش في حضن البلاد
آه يا رمضان
كم ستشهد قصصا حزينة كهذه القصة
وكم ستكون في قلوب المؤمنين رغم حلاوتك غصة
لأننا كنا نتمنى أن تأتي وترانا كلنا سرور وغبطة
ولسنا مشردين مكبلين بهمومنا مع أننا نفقه القصة
قصة أن أحدنا يتسابق مع أخيه على المنصة
والاخر يدوسه بكل حقد ، وبمفاخرة يروي القصة
وتكالبت علينا كل الأمم ولبلاد العربان اكبر حصة
كم نستحي منك يارمضان ياشهر المودة والإحسان
فلم يبق في قلوب البشر مودة ولا عرفان
إلا مصالح دنيئة تقاس بميزان
يريدون الدنيا لهم فقط وكأنهم وحيدون في الميدان
بقتل ، بتدمير، بدم لا يهمهم الأثمان
لم يعرفوا أن كل من عليها فان ... كل من عليها فان
شرفت ياشهر القرآن ...
اللهم أعده علينا بالخير والرضا والإيمان
نحن وكل البلدان
**مايا العمري **
أختر نظام التعليقات الذي تحبه
ليست هناك تعليقات