أحدث المواضيع

أخر مرة تحب يا قلبي = القصة القصير = بقلم الكاتب الاديب / ا.د/ محمد موسى -- تحياتي جدو عبدو



القصة القصير
  

   أخر مرة تحب يا قلبي   

  ولأن الحياة حقيقة يعيشها كل منا بحلوها ومُرها ، والذكي منا من يصنع من 

مرارتها حلاوة فعندما قابلتها صدفه ، سيدة الوصف الأقل لها أنها جميلة ، ذات 

عينان من النوع الذي يحزن ويفرح في ذات الوقت ، وليست عيوناً زجاجية 

كأغلب 
النساء اليوم ، ويزداد جمال تلك العيون إذا تركت شعرها المنتظم طبيعياً 

ينزل ويتعدى وسطها ، وتقف انت أمام سيدة لا خطأ في جسمها تنبهر أنت من تلك 

الجمال ، وهي تعرف كم هي جميلة لذلك تخفي جمالها ، فالنظارة الداكنه لا تغادر 

عينها ، ودائماً تخفي هي من جمال شعرها ، وتلبس من الثياب ما لا يظهر 

للأخرين الخافي من جمالها ، ويوماً صدفة قابلتها ، كنت قد عزمت من قبل على 

أن أجلس في مقاعد المتفرجين ، عن الحب فيكفي أن أكتب عن أيام حب عشتها ، 

وحبيبة من الصعب أن يتكرر مثلها ، ويكفي ما عشته من حب ، في كل بلاد العالم 

التى زرتها ، لم أفكر في الحب رغم ما رأيته من صاحبات القلوب البيضاء ، 

ولكني وقفت أمامها مبهوراً بها ، وبجمالها ، والأهم بعقلها ، وأياماً وأيام كنا نتكلم 

وكل مرة يزيد إنبهاري بها ، ولما جئنا مرة في منطقة الكلام عن الجمال ، قالت: 

لي رغم جمالي الذي أنت به مبهور ، فإني كرهته ولو كنت أستطيع الخروج من 

هذا الجسد الجميل لفعلتُ ، قلت لها أما الجمال فهو نعمه من خالقك ، قالت: أصبح 

عبأً عليَ وبعد خروجي من جنة حبي ، الكل يحاول الأن أن يقترب مني ، وأنا 

أصرخ وأقول وددتُ أن لا يقترب مني أحد ، فأنا أصبحتُ إنسان لا قلباً لي ، ولن 

أحب ثانياةً ، وتعجبت أن ترضى أن تعيش باقي حياتها وهي صغيرة بلا قلب ، 

ومرة تحدثنا فقالت لي كلاماً عن عيونها وشعرها وقدها ، فنمت هذه الليلة وفي 

المنام رأيتها جميلة والإبتسامه تعلو وجهها ، وأقتربت منها فإذا شفتاها ترتعشان ، 

ورأيت فى عينيها دموعها وكأنها تتوسل لي ألا أقترب من حصنها ، فهي تخاف 

من أن تستسلم من طول حرمانها ، فقلت لها إهدئي فأنا قررت وهذا حالها ، ألا 

أفعل شيئاً بها ، وتركتها وأسرعت وخرجت من حلمي ، وشكرت الظروف التى لم 

تدفعني ، لأن أقول لها ، وإن كانت أمارتي بالسوء تقول لي أعد الحلم بها ، فلعلها 

ولعلها ، ولكني قلت لابد أن أقاوم عشقها ، و ألا أقترب يوماً من حلمها ، وكل مرة 

يأتي ذكرها ، أكتفي أنا بأن أبتسم لأنها لأن في الدنيا من هو مثلي عشق يوماً ولم 

ينسى عشقه ، إذن مازال هناك إخلاص لمن قال يوماً أن زمان الأخلاص قد خلا.

   
ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات