قصه الحب التى بين أيدينا ليست ككل قصص الحب التى نعرفها فهى ليست بين رجل وأمرأه أحبها ودار بينهما حكايه كالحكايات التى نعرفها ولكنها قصه حب بين رجل ومجتمعاً بأكمله فهو شخص لن يتكرر لديه قلب فيه غرف كثيره تستطيع أن تهب وتتسع للكثير من الحب شخص يطلق عليه عائلته وكل من عرفوه أسم بطاطا وكل له رأيه فى سبب تسميته بهذا الأسم فمنهم من يرى السبب فى لون بشرته لأنه أسمرانى اللون مثل وجه البطاطا ومنهم من يرى سبب فى تسميته بطاطا لحلاوته فهو حلواً مثلها طباعه هى الأحلى بين الناس كلهم ولا أخفى عليكم فلقد كنت أراه فى الأثنين فهو طيب القلب معسل من الداخل مثل البطاطا ولاأنكر أنه أيضا أسمر الوجه محروق مثلها أذكرله مره أن كنا أمام مطعم شعبى يبيع الفلافل الأكله المصريه الجميله وكان أن هبت الشعله تحت الزيت فجاءه وأنتفض هو نتيجه اللهب مثلما فعلنا جميعاً ولكن الرجل نظر أليه فى حرج فقال له لا تخف مابى ليس من فعل شعلتك ولكنى جئت هنا هكذا فأنا هكذا طبيعياً ولم أحرق الأن فأندفعنا نضحك ونسينا أننا كنا سنهلك من النار منذ ثوانى قليله هكذا كان هو يقلب الأمور بسرعه بفعل بساطته وطيبه قلبه فلقد كان هذا الولد محباً صادقاً لكل من كان حوله أحب عائلته حبا جما فلقدكان مجرد ذكر أسم أمه يبكيه وأبيه كان له قدوه حسنه حتى أخوه الأكبر الذى لم يكن سوى شخص عادى تماماً كان بالنسبه له مثال للأخ الأكبر فى كل شئ وكان هو يلوم نفسه أن أساء أخوه له حتى أقاربه كانو أذا حدث بينهم وبين أحد من عائلته أى خلاف وأحتدم يستثنوا من خلافهم هذا البطاطا حتى أنه أصبح رمزا للود المفقود فى مجتمعه أحب أخوته وفضلهم على نفسه حتى الصغار منهم فقد كنا نراه نحن أصدقائه مبالغا فى حبه لهم وكان لا يستقبل نقدنا ألا بالبكاء فكنا نتخطى نقد حبه لأهله تخطياً لبكائه وتخيلوا شخصا يحب بهذه الطريقه أهله ومجتمعه فكيف سيكون حبه أذا أحب فتاه أوأغرم بأحدهم لقدكان حبه حين أحب فتاه قويا مبالغ فيه مستنداً فى ذلك ألى طيبه قلبه ونقاء سريرته فحبه لتلك الفتاه ذات الشعر الأصفر التى كانت معنا فى الحى غريبا متبجحا لا يخشى فى حبه أحد أحبها برغم أنها كانت فتاه لا طعم لها ولا رائحه ويصعب أحتمالها فهى متطلبه سأيله تتبجح بحبه وبأنها تملك فكره وحركته حتى أنها حاولت أن تبعده عن أصدقائه وتكرهه فيهم ولكن هيهات قلب مثل هذا لايعرف شيء عن البغض ولم يسمع بكلمه أسمها الكرهه أصلاً ففشلت فى خطتها تلك فتركته حزينا مشتت لا يعلم كيف يرضيها وليس فى قاموسه مثل هذه المعانى الكريهه التى تجرحه هو وترضى غرورها هى فهى تريد أن تجره جراً اليها ولم يكن من السهل على قلب مثل هذا القلب أن يتحد مع قلب مثل هذا فتركته حزينا مبالغاً فى حزنه عليها فلم يكن من السهل على قلبه أن ينسى حباً بسهوله ولكن تطور الأيام ووصوله إلى الدراسه الجامعيه التى كانت فى محافظه أخرى بعيده عن دياره كانت كفيله بمساعدته على النسيان ومرت الأيام سعيده بعضها وغير ذلك بعضها ولكن قلباً كهذا يرفض أن يعيش قليلا من دون حب فلقد أحب بطاطا بنتا كانت تسكن المحافظه التى كان يدرس بها وأستمر بحبها طيله وجوده فى تلك المحافظه والجدير بالذكر أن تلك الفتاه كانت قد أحست بدفئ قلبه ونقاء سريرته فأحبته ولكن ذلك الحب كان خلسه فلقد كانت تلك الفتاه من عائله محافظه لا يسعها أن تخرج عن عاداتها وتقاليدها فكان حبهما صامتا عفيفا جميلا وكنا نتحاكا بجمال حبهما ونقائه فى جلساتنا ولكن كيف تترك الدنيا هذا النبع من الحنان سعيدا وتتركه لقد قست عليه بشده وللمره الثانيه عندما كان لابد لتلك الفتاه أن ترتبط بأبن عمها كما أمر أبوها وهى لم تقاوم فلقد كان من الأدب مع أبيها بأن تقول سمعا وطاعا ولقد أثر هذا الجرح فى قلب صديقى ولكنه لم يظهر ذلك فرحاً لها حتى لا يشق عليها عند علمها بحاله فتقبل الأمر كعادته بشوش الوجه فرحا لغيره لقد أعطى لأهله حبا لم يقابل ولو بمثله وأعطى لأصدقائه حبا لم يقابل بنصفه وأعطى فتاته حبا ولم يقابل بحقه أعطى للعالم كله حبا فأعطته الدنيا بغضاً فكيف لقلب نظيف مثل هذا أن يعيش فى عالم ملوث بالبغض مثل هذا العالم الذى نعيش فيه أبدا لن يكون هناك توافقاً بينهما وكان على أحدهما أن يرحل عن الأخر هو أو البغضاء وطبعا ولأن البغض جزءاً لا يتجزأ من عالمنا كان عليه هو أن يرحل صغيرا شابا يافعاً ويترك تلك الدنيا دون أن يترك لنا سببا واحدا ننساه من أجله كما ننسى جميعاً ماضينا وننسى من تركونا ومن أنطفئت شمس صباحهم ولكن شمسه رفضت أن تنطفئ برغم أنتهاء حياته لأن وقودها لم يكن الروح فقط كثائر البشر ولكن كان حسن الطباع ومكارم الأخلاق وها قد مر سنوات على رحيله ولم ننساه أبدا كأنه ما زال فينا يعيش للأبد ولم تزل زكراه عاطره على لسان كل من عرفوه وكل من لم يعرفوه وأكتفوا بالسماع عنه فرحم الله قلبك يا صديقى فلقد كنت تتميز به كثيراً
بطاطا ، بقلم / المدثر بن يحيي
مراجعة بواسطة عبده جمعة مدير تحرير رؤية قلم
في
6:32:00 م
التقييم: 5
ليست هناك تعليقات