أحدث المواضيع

غزة الصمود والمحبة ... بقلم أ / سليم عوض عيشان

(( صور ... باللون الأحمر ))
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونه )
غـــــــــزة الصمود والمحبة
++++++++++++++++++
(( صور ... باللون الأحمر ))

مقدمة :
قبل أربع سنوات .. كان الهجوم الهمجي الشرس على غزة ...
واليوم .. ها هو العدو المتغطرس يكرر العدوان الهمجي على غزة من جديد ...
" فما أشبه الليلة بالبارحة " ..
.. فكانت هذه " الصور .. باللون الأحمر "
----------------------------

تنويه :
جميع الصور القلمية الواردة في النص والتي سترد لاحقاً .. هي تصوير قلمي لأحداث حقيقية وقعت على أرض الواقع في غزة ، وليس للكاتب من فضل عليها سوى الصياغة الأدبية فحسب .
------------------

" المجموعة الأولى "
( الصورة الأولى )
مع كل قذيفة مدفع .. مع كل قنبلة طائرة تقصف .. مع كل هدير قذيفة طراد بحري .. كانت الطفلة الرضيعة تصرخ بصوت غريب .. تبكي بأنين عجيب .. تذرف الدموع الغزيرة .. لم تجد الأم وسيلة إلا واستعملتها من أجل تهدئة الطفلة الرضيعة .. دون جدوى .. أخيراً لم تجد بداً من أن تلقمها ثديها الذي نضب لبنه وجفت دماؤه .. هدأت الطفلة قليلاً .. حاولت ( مص الثدي ) بكل ما تبقى بها من قوة .. لم يجدِ الأمر نفعاً .. عادت للصراخ .. للأنين .. للبكاء .. قذفت بالثدي بعيداً.. ألقمتها الأم الثدي الآخر .. فلعل وعسى .. تقبلته الطفلة الرضيعة على مضض .. وفي اللحظة التي كانت تحاول ارتشاف الثدي ..كانت قذيفة المدفع تسبقها بصوتها المزمجر .. فتقصف المنزل على الرؤوس بدون سابق إنذار .. فتطاير الحجر .. والبشر .. والأشياء .
سارعت فرق الإنقاذ والدفاع المدني والطواقم الطبية والجيران للنجدة .. عملوا على رفع الأنقاض المتراكمة فوق الجميع .. لم يعثروا على أحد .. أي أحد .. لقد تطايرت الأشلاء في كل الأرجاء ... حاولوا جمع الأشلاء فلم يستطيعوا أن يجدوا شيئاً وكأن كل شيء قد تلاشى .. تبخر ..
أخيراً .. صدر صراخ ونداء عن بعض المسعفين عن بعد .. يستنجد بالآخرين .. يطلب المساعدة بالحضور السريع من الجميع لأنه عثر على شيء ما .. ركض الجميع نحوه .. حاولوا رفع الأحجار والأشياء المتراكمة في المكان .. تمكنوا أخيراً من الوصول إلى الهدف .. طفلة رضيعة .. هدأت تماماً عن الحركة .. عن البكاء .. دماء و دموع تغطي الوجه بالكامل .. وفي الفم .. ثمة ثدي .. ثدي .. بدون جسد ؟؟!!
+++++++++++++++++++++++

( الصورة الثانية )
كان يوما عصيباً بالنسبة له .. طوال اليوم وهو يعمل على إنقاذ عائلته من تحت الركام الرهيب المخيف .. استطاع مع فرق الإنقاذ أن يخرج الأموات من تحت الركام .. وثمة بعض المصابين كانوا في حالة يرثى لها .. إصابات قاتلة .. هرولوا بالجرحى للمستشفى .. مستشفى المدينة .. وجد نفسه وسط الأشلاء .. الموتى الجرحى .. قام بالمساعدة .. حاول مساعدة الجميع .. فالطواقم الطبية في المستشفى لا تستطيع القيام بواجبها لكل هذا الحشد من المصابين .. الجرحى .. ومعظمهم يحتاجون لعمليات سريعة .. عاجلة .. حمل هذا .. ساعد ذاك .. لم يدخر شيئاً من جهده .. عمل كل ما في طاقته .. أحس بالتعب العظيم .. بالإرهاق الشديد .. كاد أن يقع على الأرض عدة مرات مغشياً عليه .. خاصة لما شاهده من إصابات تصيب النفس والروح بالقشعريرة الغريبة .. ورائحة الموت من حوله في كل مكان تزكم الأنوف .. سمع صوت الأذان من المسجد القريب يدوي في الفضاء ... هرول نحو المسجد لأداء فريضة الصلاة .. شعر بالطمأنينة .. والهدوء داخل المسجد .. نوى الصلاة .. جماعة .. ركع .. ثم سجد ..
في لحظات السجود بخشوع .. كان المسجد يسجد فوق المصلين .. الساجدين .. إثر قصف قنبلة ذات وزن الطن ألقتها طائرة هوجاء في لحظة جنون أحمق ..
+++++++++++++++++++++++++

( الصورة الثالثة )
قرر الفرار من منطقة الجنوب ..حيث القصف والموت والدمار .. كان يسكن في أقصى الجنوب من القطاع .. قرر أن يفر بنفسه بعد أن هدمت طائرة بقذيفتها المخيفة منزله على رؤوس أسرته بالكامل .. لم يبق سواه .. كان خارج المنزل لحظة قصفه .. قرر اللجوء إلى منطقة أكثر أماناً ؟؟!! .. توجه إلى غزة المدينة .. حيث خطيبته .. ابنة عمه .. التي تعلق قلبه بها وتعلق قلبها به عشرات السنين .. ومنزل عائلتها وسط المدينة .. أحس بأن هناك الكثير من الأمان .. الهروب من الموت ..
استقبله أهل خطيبته بالترحاب .. أوسعوا له مكانا .. واسوه لمصابه الجلل بفقدان أسرته بالكامل .. قاموا بتهنئته بالسلامة .. أعدت خطيبته العشاء .. في اللحظة التي كانت تقدم له الطعام .. كانت القذيفة القاتلة تطغي على كل الأصوات .. وتهدم كل الأشياء .. وتحطم كل الأحلام .. تطايرت الأشلاء في كل مكان .. وبعضها تحت الركام الرهيب ..
فرق الإنقاذ والدفاع المدني عملت كل جهدها من أجل إنقاذ سكان المنزل دون جدوى .. فلقد تناثرت الأشلاء في كل مكان .. عملوا على جمعها بكل جهدهم .. صرخ أحد المنقذين في الجموع .. : تعالوا جميعا .. انظروا .. ؟؟!! فهنا ثمة شيء غريب .. قلبان من قلوب البشر .. يتعانقان ؟؟!!
++++++++++++++++++++++++++

( الصورة الرابعة )
في الحيّ الذي أسكنه سقط عدد من الشهداء .. ثمة خمسة من الشهداء .. من خمس عائلات متجاورة .. بعد صلاة الفرض والسنة في مسجد الحي .. استعد الجميع للصلاة على الشهداء الخمسة .. قام بعض الشباب بإحضار نعش وتقدموا به ناحية المحراب حيث الإمام ينتظر .. وضعوا النعش في المقدمة .. استعد الإمام والمصلون للصلاة .. هتف الإمام بصوت متحشرج .. : أحضروا باقي الشهداء لنصلي عليهم جميعاً ... همس أحد المصلين في أذن الشيخ : سيدي .. هذا الذي في النعش الوحيد ... هو كل ما تبقى من الكل ؟؟؟!!

++++++++++++++++++

( الصورة الخامسة )

لأنها طفلة مطيعة .. طيبة .. مؤدبة .. استمعت لحديث الأم وقامت بتنفيذه فوراً بحذافيره .. أفهمتها الأم بأن لا تجزع من صوت القصف .. ففعلت .. نصحتها بعدم البكاء أو النواح عندما تسمع زمجرة الطائرات المعربدة في السماء .. فانصاعت للأمر .. أخيراً أرشدتها إلى الملاذ من كل الأخطار .. والملجأ من كل النوائب .. ناولتها المصحف الكريم .. وطلبت منها أن تقرأ بعض السور والآيات .. نفذت الطفلة الأمر بروح عالية .. وراحت تمسك الكتاب الكريم بكلتا يديها .. تقرأ بصوت ملائكي رائع .. ما تستطيع قراءته .. كان صوتها يرتفع شيئاً فشيئاً .. تتلو .. تجود .. تقرأ .. حتى أصبح صوتها مدوياً كالرعد الملائكي ..
طغى على المكان صوت معربد كالرعد الشيطاني .. قذيفة دبابة حمقاء كانت تخترق الأسماع .. وتخترق الجدران .. فتطغى على كل الأصوات .. فتطايرت الأشياء والأشلاء .. في كل الأرجاء ...
ثمة يدان بدون جسد .. أخرجوها من تحت الركام .. ولكن اليدين كانتا تطبقان بقوة وبشدة على كتاب الله ؟؟!!

+++++++++++++++++++++

( الصورة السادسة )

وقف على شرفة منزله ليستمع إلى المذياع الصغير .. يضعه على أذنه ليلتقط بعض الأخبار من هذه المحطة أو تلك .. وقف حوله أبناؤه وبناته يسألونه عن الأخبار التي يستمع إليها ... كان يستمع إلى المذياع ثم يشرح لهم ..
قذيفة مباشرة من طائرة حمقاء مجنونة رصدته وقد استولى الشك عليها .. إصابة مباشرة أدت إلى استشهاده ... وإصابة بعض أبنائه وبناته ..
قمنا بالصلاة عليه في المسجد .. ومرافقته حتى المقبرة للقيام بواجب الدفن .. تم القيام بوضعه داخل اللحد .. استعد الجميع لإهالة التراب عليه .. وما كادوا يفعلون حتى كان بعض الشباب والرجال يهرولون من بعيد صارخين في الجميع : انتظروا .. انتظروا قليلاً ..
توقف الجميع عن إهالة التراب .. وصل القادمون نحو المكان .. هتف بهم شاب : ماذا هناك . لماذا تصرخون ؟؟.. رد عليه بعض القادمين : انتظروا قليلاً فثمة أحد أبناء الشهيد المصابين قد لحق بأبيه ؟؟؟ وعلينا أن نضعه في نفس القبر ؟؟
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونه )
غـــــــــزة الصمود والمحبة
++++++++++++++++++
(( صور ... باللون الأحمر ))

مقدمة :
قبل أربع سنوات .. كان الهجوم الهمجي الشرس على غزة ...
واليوم .. ها هو العدو المتغطرس يكرر العدوان الهمجي على غزة من جديد ...
" فما أشبه الليلة بالبارحة " ..
.. فكانت هذه " الصور .. باللون الأحمر "
----------------------------

تنويه :
جميع الصور القلمية الواردة في النص والتي سترد لاحقاً .. هي تصوير قلمي لأحداث حقيقية وقعت على أرض الواقع في غزة ، وليس للكاتب من فضل عليها سوى الصياغة الأدبية فحسب .
------------------

" المجموعة الأولى "
( الصورة الأولى )
مع كل قذيفة مدفع .. مع كل قنبلة طائرة تقصف .. مع كل هدير قذيفة طراد بحري .. كانت الطفلة الرضيعة تصرخ بصوت غريب .. تبكي بأنين عجيب .. تذرف الدموع الغزيرة .. لم تجد الأم وسيلة إلا واستعملتها من أجل تهدئة الطفلة الرضيعة .. دون جدوى .. أخيراً لم تجد بداً من أن تلقمها ثديها الذي نضب لبنه وجفت دماؤه .. هدأت الطفلة قليلاً .. حاولت ( مص الثدي ) بكل ما تبقى بها من قوة .. لم يجدِ الأمر نفعاً .. عادت للصراخ .. للأنين .. للبكاء .. قذفت بالثدي بعيداً.. ألقمتها الأم الثدي الآخر .. فلعل وعسى .. تقبلته الطفلة الرضيعة على مضض .. وفي اللحظة التي كانت تحاول ارتشاف الثدي ..كانت قذيفة المدفع تسبقها بصوتها المزمجر .. فتقصف المنزل على الرؤوس بدون سابق إنذار .. فتطاير الحجر .. والبشر .. والأشياء .
سارعت فرق الإنقاذ والدفاع المدني والطواقم الطبية والجيران للنجدة .. عملوا على رفع الأنقاض المتراكمة فوق الجميع .. لم يعثروا على أحد .. أي أحد .. لقد تطايرت الأشلاء في كل الأرجاء ... حاولوا جمع الأشلاء فلم يستطيعوا أن يجدوا شيئاً وكأن كل شيء قد تلاشى .. تبخر ..
أخيراً .. صدر صراخ ونداء عن بعض المسعفين عن بعد .. يستنجد بالآخرين .. يطلب المساعدة بالحضور السريع من الجميع لأنه عثر على شيء ما .. ركض الجميع نحوه .. حاولوا رفع الأحجار والأشياء المتراكمة في المكان .. تمكنوا أخيراً من الوصول إلى الهدف .. طفلة رضيعة .. هدأت تماماً عن الحركة .. عن البكاء .. دماء و دموع تغطي الوجه بالكامل .. وفي الفم .. ثمة ثدي .. ثدي .. بدون جسد ؟؟!!
+++++++++++++++++++++++

( الصورة الثانية )
كان يوما عصيباً بالنسبة له .. طوال اليوم وهو يعمل على إنقاذ عائلته من تحت الركام الرهيب المخيف .. استطاع مع فرق الإنقاذ أن يخرج الأموات من تحت الركام .. وثمة بعض المصابين كانوا في حالة يرثى لها .. إصابات قاتلة .. هرولوا بالجرحى للمستشفى .. مستشفى المدينة .. وجد نفسه وسط الأشلاء .. الموتى الجرحى .. قام بالمساعدة .. حاول مساعدة الجميع .. فالطواقم الطبية في المستشفى لا تستطيع القيام بواجبها لكل هذا الحشد من المصابين .. الجرحى .. ومعظمهم يحتاجون لعمليات سريعة .. عاجلة .. حمل هذا .. ساعد ذاك .. لم يدخر شيئاً من جهده .. عمل كل ما في طاقته .. أحس بالتعب العظيم .. بالإرهاق الشديد .. كاد أن يقع على الأرض عدة مرات مغشياً عليه .. خاصة لما شاهده من إصابات تصيب النفس والروح بالقشعريرة الغريبة .. ورائحة الموت من حوله في كل مكان تزكم الأنوف .. سمع صوت الأذان من المسجد القريب يدوي في الفضاء ... هرول نحو المسجد لأداء فريضة الصلاة .. شعر بالطمأنينة .. والهدوء داخل المسجد .. نوى الصلاة .. جماعة .. ركع .. ثم سجد ..
في لحظات السجود بخشوع .. كان المسجد يسجد فوق المصلين .. الساجدين .. إثر قصف قنبلة ذات وزن الطن ألقتها طائرة هوجاء في لحظة جنون أحمق ..
+++++++++++++++++++++++++

( الصورة الثالثة )
قرر الفرار من منطقة الجنوب ..حيث القصف والموت والدمار .. كان يسكن في أقصى الجنوب من القطاع .. قرر أن يفر بنفسه بعد أن هدمت طائرة بقذيفتها المخيفة منزله على رؤوس أسرته بالكامل .. لم يبق سواه .. كان خارج المنزل لحظة قصفه .. قرر اللجوء إلى منطقة أكثر أماناً ؟؟!! .. توجه إلى غزة المدينة .. حيث خطيبته .. ابنة عمه .. التي تعلق قلبه بها وتعلق قلبها به عشرات السنين .. ومنزل عائلتها وسط المدينة .. أحس بأن هناك الكثير من الأمان .. الهروب من الموت ..
استقبله أهل خطيبته بالترحاب .. أوسعوا له مكانا .. واسوه لمصابه الجلل بفقدان أسرته بالكامل .. قاموا بتهنئته بالسلامة .. أعدت خطيبته العشاء .. في اللحظة التي كانت تقدم له الطعام .. كانت القذيفة القاتلة تطغي على كل الأصوات .. وتهدم كل الأشياء .. وتحطم كل الأحلام .. تطايرت الأشلاء في كل مكان .. وبعضها تحت الركام الرهيب ..
فرق الإنقاذ والدفاع المدني عملت كل جهدها من أجل إنقاذ سكان المنزل دون جدوى .. فلقد تناثرت الأشلاء في كل مكان .. عملوا على جمعها بكل جهدهم .. صرخ أحد المنقذين في الجموع .. : تعالوا جميعا .. انظروا .. ؟؟!! فهنا ثمة شيء غريب .. قلبان من قلوب البشر .. يتعانقان ؟؟!!
++++++++++++++++++++++++++

( الصورة الرابعة )
في الحيّ الذي أسكنه سقط عدد من الشهداء .. ثمة خمسة من الشهداء .. من خمس عائلات متجاورة .. بعد صلاة الفرض والسنة في مسجد الحي .. استعد الجميع للصلاة على الشهداء الخمسة .. قام بعض الشباب بإحضار نعش وتقدموا به ناحية المحراب حيث الإمام ينتظر .. وضعوا النعش في المقدمة .. استعد الإمام والمصلون للصلاة .. هتف الإمام بصوت متحشرج .. : أحضروا باقي الشهداء لنصلي عليهم جميعاً ... همس أحد المصلين في أذن الشيخ : سيدي .. هذا الذي في النعش الوحيد ... هو كل ما تبقى من الكل ؟؟؟!!

++++++++++++++++++

( الصورة الخامسة )

لأنها طفلة مطيعة .. طيبة .. مؤدبة .. استمعت لحديث الأم وقامت بتنفيذه فوراً بحذافيره .. أفهمتها الأم بأن لا تجزع من صوت القصف .. ففعلت .. نصحتها بعدم البكاء أو النواح عندما تسمع زمجرة الطائرات المعربدة في السماء .. فانصاعت للأمر .. أخيراً أرشدتها إلى الملاذ من كل الأخطار .. والملجأ من كل النوائب .. ناولتها المصحف الكريم .. وطلبت منها أن تقرأ بعض السور والآيات .. نفذت الطفلة الأمر بروح عالية .. وراحت تمسك الكتاب الكريم بكلتا يديها .. تقرأ بصوت ملائكي رائع .. ما تستطيع قراءته .. كان صوتها يرتفع شيئاً فشيئاً .. تتلو .. تجود .. تقرأ .. حتى أصبح صوتها مدوياً كالرعد الملائكي ..
طغى على المكان صوت معربد كالرعد الشيطاني .. قذيفة دبابة حمقاء كانت تخترق الأسماع .. وتخترق الجدران .. فتطغى على كل الأصوات .. فتطايرت الأشياء والأشلاء .. في كل الأرجاء ...
ثمة يدان بدون جسد .. أخرجوها من تحت الركام .. ولكن اليدين كانتا تطبقان بقوة وبشدة على كتاب الله ؟؟!!

+++++++++++++++++++++

( الصورة السادسة )

وقف على شرفة منزله ليستمع إلى المذياع الصغير .. يضعه على أذنه ليلتقط بعض الأخبار من هذه المحطة أو تلك .. وقف حوله أبناؤه وبناته يسألونه عن الأخبار التي يستمع إليها ... كان يستمع إلى المذياع ثم يشرح لهم ..
قذيفة مباشرة من طائرة حمقاء مجنونة رصدته وقد استولى الشك عليها .. إصابة مباشرة أدت إلى استشهاده ... وإصابة بعض أبنائه وبناته ..
قمنا بالصلاة عليه في المسجد .. ومرافقته حتى المقبرة للقيام بواجب الدفن .. تم القيام بوضعه داخل اللحد .. استعد الجميع لإهالة التراب عليه .. وما كادوا يفعلون حتى كان بعض الشباب والرجال يهرولون من بعيد صارخين في الجميع : انتظروا .. انتظروا قليلاً ..
توقف الجميع عن إهالة التراب .. وصل القادمون نحو المكان .. هتف بهم شاب : ماذا هناك . لماذا تصرخون ؟؟.. رد عليه بعض القادمين : انتظروا قليلاً فثمة أحد أبناء الشهيد المصابين قد لحق بأبيه ؟؟؟ وعلينا أن نضعه في نفس القبر ؟؟

ليست هناك تعليقات