شعر/وحيدعلي محمدحسين** تقابلنا
تقابلنا
تقابلنا بعدما أزف الرحيل
هل بدأنا
أم أننا مازال ليلنا طويل
هل جلسنا
أم أننا لازلنا سائرين
اقتربنا
أم وجدنا للفراق بديل
مستحيل مستحيل
بعد هذا العمر
وبعد هذه الليالي
نسحق بالذكرى حياتنا
فالعمر ليس له بديل
حبيبتي
كم كنت أخشى أن أرى في عينيك
دمعة تجعل القلب حزين
أين مني مجلسا
أنت به قد يجعل القلب سعيد
حبيبتي
كم سبقنا
كم عهدنا
كم رجعنا
كم نعود لسالف العصر الزهيد
الحب في وجودنا يصبح سعيد
الحب في حضورنا ينبض بقلب
قد خلق من جديد
فالدماء تسري في الوريد
واللمسة من يداك
يذوب لها الحديد
وأنا العاصي
الذي تاب على يديك
فالكل عاصي ذنب
وأنا قد تبت عن جنس النساء
منذ زمن بعيد
فأنا بشرا خلق من طين وماء
لست رجلا يحمل في قلبه كبرياء
لست رجلا غير أنني عشقت إمرأة
علمتني كيف يكون الكبرياء
ليس كبرياء لأضحض به صفة
كصفة الوفاء أو أتعالى به
على الأوفياء
إنما كبرياء الحب حتى أترفع
عن السفهاء
من العاشقين والعاشقات
الذين يجورون على الحب
ويظلمون ما بين أيديهم من قلوب
أخلصت لهم في لحظة صفاء
فهم والمجرمين سواء
الحب يا سيدتي
هو السمو
هو العلو
هو الرقي عند رفيعين المقام
عند أصحاب الأصول القابعة
في الأرض
كجزوع نخل باسقة
لسنا قلوب خاوية
بل نحن المحبين
العاشقين
لكل كلمة حانية
تأخذ بأيدينا
في ظل أيام وليال قاسية
حبيبتي
انظري في عينيا ولا تترددي
وقولي لقلبي
بماذا تحلمي
فأنا المتيم
منذ أن عرفت الحب
في مهد الصبا
وعند أول درس
في فنون الحب الأولي
يا ساحرة القلوب
يا فاتنة العيون
يا من في حبها
تهدأ الجروح
وتسكن الجوارح
وتدمع العيون
ويبوح القلب والوجدان
بأجمل المشاعر والأحاسيس
ففي حضرتك كل شيئا مسموح
حينما أكن معك
أخرج من عالم الدنيا
وآت إلى كون فسيح
ليس فيه بشر
أو فيه صوت لمخلوق
ولا أي همس مسموع
أنا وأنت فقط
فحينما أراك
ينتابتي شعور غريب
كأسير بين الضلوع
أو كالمغشي عليه
فهذا الأسير
لا يريد الخروج من الأسر
وهذا المغشي عليه
لا يريد أن يستفيق
فخيرا من الكلام السكوت
فالسكوت في حبنا لغة للعيون
هذه نظرة عشق
وهذه نظرة حب
وهذه نظرة سكون
فأنا لست بشاعرا
ولست بقيس المجنون
بل أنا المحب
الذي عشق إمرأة
ليس لها في عالم النساء بديل
وليس لها حروف
ب كاف أو ب نون
فمن أنا ياسيدتي
فمن أنا يا حبيبتي
ومن غيرك من أكون
شعر/وحيدعلي محمدحسين
ليست هناك تعليقات